استمع إلى الملخص
- استغلت الشركات الكبرى التمويل لإتمام عمليات استحواذ واستبدال ديون، مثل "آب في" التي جمعت 15 مليار دولار، وشركات أخرى مثل "سيسكو سيستمز" و"بوينغ" و"هوم ديبوت".
- توقع المصرفيون استمرار تدفق الاقتراض في 2025 لإعادة تمويل الديون الرخيصة، مع تحذيرات من مخاطر الاقتراض المفرط.
قفزت الديون العالمية للشركات إلى مستوى قياسي في 2024 الذي يشرف على الانتهاء، حيث عملت الشركات على تسريع خطط الاقتراض الخاصة بها. وارتفع إصدار السندات من جانب الشركات وقروضها بأكثر من الثلث مقارنة بعام 2023، لتصل إلى نحو 7.93 تريليونات دولار، وفقاً لمؤسسة "LSEG"، وهي واحدة من أكبر مقدمي البيانات للأسواق المالية في العالم.
وذكرت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية في تقرير، أمس السبت، أن الشركات الكبرى استغلت انخفاض تكاليف الاقتراض هذا العام ليتجاوز الارتفاع في التمويل الذروة السابقة المسجلة في عام 2021، حيث أدى الطلب القوي من المستثمرين إلى خفض التكاليف بالنسبة للمقترضين من الشركات، حتى قبل أن يبدأ بنك الاحتياط الفيدرالي الأميركي والبنوك المركزية الأخرى في خفض أسعار الفائدة من أعلى مستوياتها في عقود. وقال جون ماكولي، رئيس أسواق رأس مال الدين في مؤسسة سيتي غروب المصرفية لأميركا الشمالية: "الأسواق تعمل بكامل طاقتها، وأكثر من ذلك".
ووجهت العديد من الشركات التمويل الذي حصلت عليه لإتمام عمليات استحواذ، فيما لجأت اخرى إلى استبدال ديون بأخرى. وجمعت شركة الأدوية "آب في" 15 مليار دولار من بيع سندات ذات درجة استثمارية في فبراير/شباط الماضي للمساعدة في تمويل عمليات استحواذ، بينما شملت الجهات المصدرة الكبرى الأخرى في عام 2024 شركة " سيسكو سيستمز" للتكنولوجيا العالمية و"بوينغ" لصناعة الطائرات الأميركية، وسلسلة تجارة التجزئة "هوم ديبوت" الأميركية.
وقال دان ميد، رئيس مجموعة التصنيف الاستثماري في "بنك أوف أميركا"، إن هذا العام كان الأكثر ازدحاماً بالنسبة للبنك في ما يتعلق بالاقتراض بالدولار عالي الجودة باستثناء عام 2020، عندما أشعلت الحوافز الناجمة عن جائجة فيروس كوورنا موجة من الإصدارات. وأضاف: "نضع تقديرات لكل شهر بشأن ما نتوقعه من العرض... وفي كل شهر، يتجاوز العرض الفعلي التوقعات".
حتى بعد طفرة الإصدارات في عام 2024، قال العديد من المصرفيين إنهم يتوقعون تدفقاً ثابتاً من الاقتراض العام المقبل مع إعادة الشركات تمويل موجة الديون الرخيصة التي حصلت عليها خلال الوباء، ومنهم مارك باينريس، الرئيس المشارك العالمي للتمويل الاستثماري في "جي بي مورجان. ولكن بعض المصرفيين حذر من مخاطر جنون الاقتراض من جانب الشركات.