- قبل العمل الخيري، اشتهر بمهاراته في الطبخ ونشر ثقافة "تاباس" الإسبانية بالولايات المتحدة، محققًا شهرة واسعة وتكريمًا من ميشلان و"تايم".
- "وورلد سنترال كيتشن" تقدم دعمًا غذائيًا للمتضررين من كوارث ونزاعات، مع التركيز على وجبات طازجة وبناء أنظمة غذائية مرنة، بدءًا من هايتي 2010 وفي العديد من الأزمات اللاحقة.
"نحاول القيام بالمستحيل .. الأمر يستحق القيام بالمستحيل من أجل إطعام سكان قطاع غزة". كان ذلك تصريح مؤسس منظمة "وورلد سنترال كيتشن" الخيرية، الشيف خوسيه أندريس، الذي أكد على "إطعام الناس مهما كلف الأمر".
قبل استهداف إسرائيل متطوعين في منظمة المطبخ المركزي العالمي (World Central Kitchen)، والذي أسفر عن مقتل سبعة منهم، كان يؤكد خوسيه أندريس "الوقت وقت العمل ولا للوعود الفارغة. يجب على العالم أن ينضم إلينا من أجل توفير مساعدة إنسانية يحتاجها الفلسطينيون".
قبل أن ينخرط في هذه البرامج الإنسانية لمساعدة المحرومين، تميز الخمسيني بمواهبه في مجال الطبخ، حيث اشتهر في الولايات المتحدة التي يحمل جنسيتها بنشر وجبة "تاباس" الإسبانية، وهي عبارة عن أطباق صغيرة من الأصناف الساخنة وكذلك الباردة بها سبيط محمر أو زيتون أو جبن وهي معزّزة للوجبة الرئيسية.
مسحة إنسانية
لم يكتف الإسباني المنحدر من منطقة أستورياس، بالشهرة التي أغدقها عليه نجاحه في مجال المطعمة بالولايات المتحدة التي هاجر إليها في 1990، فقد أضفى مسحة إنسانية على عمله، حيث صرح للموقع الأميركي Eater: "أنا رأسمالي براغماتي، أريد أن أنجح، غير أن ذلك لن يتم على حساب أشخاص آخرين".
يشير الكثيرون إلى نجاحه كرجل أعمال في الولايات المتحدة. فقد كان رائدا في إشاعة الأطباق الصغيرة المعروفة بـ"تاباس"، كما شيد سلسلة فنادق مع المصمم فيليب ستارك، وأطلق شاحنات الطعام من أجل إتاحة المطبخ الإسباني في الشارع.
شهرته في مجال الطبخ، دفعته إلى إطلاق سلسلة مطاعم، ما أهله إلى الاحتفاء به من قبل ميشلان، كما صنفته مجلة "تايم" ضمن المائة شخصية الأكثر تأثيرا في العالم في 2012 و2018، بعد تدخلات منظمته الإنسانية في مناطق مثل هايتي وبورتو ريكو.
رحلة الصعود
يقول خوسيه أندريس الذي كان يملك خمسين دولارا عندما حل في الولايات المتحدة، قبل أن يعمل في مطعم إسباني شهير بنيويورك: "عملت من أجل تحقيق طموحاتي والعمل على استفادة الآخرين منها".
حرص على تعلم الإنكليزية قبل أن ينتقل بعد عامين إلى العاصمة واشنطن، حيث بنى شهرته فيها على أكلة "تاباس" الإسبانية. تلك شهرة بلغت جميع مناطق الولايات المتحدة الأميركية، بل إنه أضحى مؤلف كتب في الطبخ وحاضرا في العديد من البرامج التلفزية وحائزا العديد من الجوائز.
المطبخ المركزي العالمي
يعود تأسيس المطبخ المركزي العالمي إلى عام 2010، بعد تأثره بمخلفات الزلزال الذي ضرب هايتي. فقد كان خوسيه أندريس يقضي عطلته بجزر كايمان، وقرر، بسرعة، طبخ الطعام للنازحين.
يقول عن المنظمة التي تدخلت في العديد من مناطق تعرضت لكوارث أو تعاني من نزاعات، إنها كانت ثمرة فكرة بسيطة توصل إليها بمعية زوجته باتترسيا: "عندما يجوع الناس، يجب إرسال طباخين اليوم قبل الغد".
يقول خوسيه أندريس الذي كان يملك خمسين دولارا عندما حل في الولايات المتحدة، قبل أن يعمل في مطعم إسباني شهير بنيويورك: "عملت من أجل تحقيق طموحاتي والعمل على استفادة الآخرين منها"
ولم يتردد خوسيه أندريس، الذي رشح في عام 2018 للفوز بجائزة نوبل للسلام، في أن يصبح متحدثا باسم المهاجرين في الولايات المتحدة في فترة ولاية الرئيس دونالد ترامب، حيث هاجم سياسته المناهضة للمهاجرين.
دعم مناطق الكوارث
قرر الطباخ الخمسيني توفير دعم إنساني للمناطق المتضررة من الكوارث والنزاعات عبر توزيع الطعام على المحتاجين، غير أن تلك المساعدات لا تضم فقط الغذاء، بل توازيها برامج مستدامة في المناطق المتضررة.
هرعت المنظمة إلى قطاع غزة منذ شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حيث شرعت في توزيع الطعام. فقد تمكنت من توزيع الوجبات، وأقامت ستين مطعما لتوفير وجبات للساكنة.
وأضحى خوسيه أندريس في بؤرة الضوء بعد قتل إسرائيل متطوعين من منظمته، فقد راعه ما حدث ولم يتردد في القول عن الحرب الإسرائيلية على غزة إنها "تبدو حقا في هذه المرحلة حربا ضد الإنسانية في ذاتها".
"وورلد سنترال كيتشن" هي منظمة غير ربحية، مقرها أميركا، تعرّف نفسها على أنها الأولى في الخطوط الأمامية، خلال الكوارث الطبيعية والأوضاع الاستثنائية، من حيث كونها "أول المستجيبين لتقديم وجبات طازجة استجابة للأزمات الإنسانية والمناخية والمجتمعية". تأسست على يد خوسيه أندريس، ومهمتها، تقديم وجبات طازجة خلال الأزمات، بينما تعمل على بناء أنظمة غذائية مرنة مع حلول بقيادة محلية.