خلافات داخل وزارة المالية الإسرائيلية تعرقل تمرير مخصصات الأحزاب الحريدية

08 نوفمبر 2023
وزير المالية الإسرائيلي في طريقه لدخول جلسة بالكنيست (getty)
+ الخط -

تدور في تل أبيب خلافات حادة بين وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريش، والفريق الاقتصادي والمالي بالوزارة الذي يدير الميزانية العامة للدولة، حيث يسعى الوزير إلى تمرير مخصصات مالية للأحزاب الحريدية الرئيسية، وهي "شاس" و"يهودية التوراة"، الممثلة بـ18 مقعدًا في الكنيست الإسرائيلي، بينما يرفض الفريق الفني ذلك.

وحسب نشرة "غلوبس" المالية التي تصدر في تل أبيب، حاول وزير المالية الإسرائيلي تخطي الفريق الاقتصادي المختص برصد التمويلات في وزارة المالية، بدعوى الحفاظ على الأموال للأحزاب الحريدية.

لكن محاولته فشلت وحضر كبار مسؤولي وزارة المالية من الفريق الاقتصادي، أمس الثلاثاء، إلى عملهم وسط ارتباك حيال المسؤول عن موازنة إسرائيل لعام 2024، وهذا ما يحدث عندما يقرر وزير المالية قلب موازين المسؤوليات داخل الوزارة.

وحسب تقرير بنشرة "غلوبس" المالية في تل أبيب، أراد وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريش تجريد قسم الميزانيات بالوزارة من صلاحياته، حتى لا يمنعه الفريق من الحفاظ على مخصصات الأحزاب الحريدية في الميزانية الأصلية، وفق مصادر وزارة المالية في تل أبيب.

ووفق المعلومات المتاحة، فقد تمسك رئيس قسم الميزانيات في الوزارة، يوغيف غاردوس، بموقفه الرافض لقرار الوزير، بينما حكم المستشار القانوني لوزارة المالية، آسي ميسينغ، ضد سموتريتش، وحكم بعدم إمكانية تنفيذ قرار الوزير، لأنه سيقلب منصبي مفوض الميزانيات والمحاسب العام في التعيينات السياسية.

لكن سموتريتش يحاول التحايل على القانون الإسرائيلي، حسب تقرير "غلوبس"، وقال إنه لن يقبل الحكم، وسيلجأ إلى حيلة الحرب.

وشدد الوزير الإسرائيلي على أن "دولة إسرائيل في حالة حرب، وليس لدينا الوقت لقراءة 16 صفحة من الكلام المفصل عن الميزانية والمصمم لخلق عوائق بيروقراطية ومنع الإدارة الفعالة لميزانية الحرب".

من جانبه، يحاول الفريق الخاص الذي عيّنه الوزير لإدارة الميزانية بديلاً للفريق المختص، إعطاء الانطباع بأنهم سيستمرون كما هو مخطط من قبل الوزير، أي إدارة الميزانية حسب رغبة الوزير، برئاسة المدير العام لوزارة المالية، شلومي هيسلر، وبالتالي تخطي صلاحيات الفريق المختص بالميزانية في الوزارة.

وقال مقربون من سموتريتش في الدفاع عنه: "إن الفريق الذي تم تشكيله في وزارة المالية يهدف إلى تبسيط واختصار العمليات، وستعمل وزارة المالية من خلاله حتى نهاية الحرب"، مضيفين تهديداً مستتراً للرتب المهنية في الوزارة بالقول: "لا ينوي وزير المالية السماح لأي شخص بإيذاء الجمهور ومنعه من تلقي الرد الذي يحتاجه في وقت الحرب الدائرة حالياً".

ومن المتوقع أن يعمل الفريق المكون من هيسلر وغاردوس والمحاسب العام، يالي روتنبرغ، على حل الخلاف داخل وزارة المالية.

ويقدر مسؤولون كبار في وزارة المالية، أنه يجب توفير ما بين 5 إلى 6 مليارات شيكل للإنفاق العام حتى نهاية العام، دون خرق حدود الإنفاق القانونية.

وفي ظل الحرب القذرة على غزة تبحث الوزارة عن مصادر جديدة لهذه الأموال، خاصة وأن هنالك خلافات حزبية داخل الكونغرس الأميركي تعرقل تمرير 14.3 مليار دولار مقررة من الولايات المتحدة لمساعدة إسرائيل في الحرب الدائرة.

وحسب "غلوبس"، سيتعين على وزارة المالية تقديم تعديلات على موازنة 2023 لإقرارها بسرعة تحت الضغوط التي تواجهها إسرائيل من فصائل حماس. ومن المتوقع أن تتمحور المعركة بشكل رئيسي حول الأموال المخصصة لأحزاب الائتلاف الحاكم.

المساهمون