تقرر تأجيل اجتماع "أوبك" وحلفائها (أوبك+) إلى يوم غد الجمعة، بعد خلافات بين الأعضاء على حصص الإنتاج، لا سيما منها تحفظات إماراتية تتعلق بمقترحات تمديد اتفاق قيود الإمدادات إلى نهاية العام 2022.
ونقلت "رويترز" عن مصادر قولها إن وزراء "أوبك+" اتفقوا الخميس، على تأجيل اجتماعهم الوزاري المقرر إلى يوم الجمعة لإجراء مزيد من المشاورات بشأن سياسة إنتاج النفط.
وأوضحت المصادر أن الاتفاق على التأجيل جاء بعد تحفظات من الإمارات تتعلق بمقترحات لتمديد اتفاق "أوبك+" بشأن القيود على الإمدادات من تاريخ انتهائها الحالي في أبريل/نيسان 2022 إلى نهاية العام المقبل، فيما ذكر مصدر أن الإمارات اقترحت أن تراجع "أوبك+" خط أساس الإنتاج المستخدم في حساب تخفيضات الإنتاج.
وبذلك، أرجأ تحالف "أوبك بلاس" الاجتماع الهادف إلى تحديد حصص الانتاج لشهر أغسطس/آب إلى الجمعة، فيما كانت التوقعات تشير الى زيادة طفيفة للحد من ارتفاع الأسعار.
وأعلن الكارتل في بيان الخميس، أن اجتماع "أوبك+" الذي كان مرتقباً أساساً الخميس، "أرجئ" وسيعقد الجمعة عند الساعة 14:30 بتوقيت غرينتش، بحسب وكالة "فرانس برس".
وقد عقدت مجموعة الأعضاء الـ13 في "أوبك" بقيادة السعودية اجتماعا أول عبر الفيديو، وكان من المفترض أن تلتقي مع حلفائها الدول العشر المنتجة للنفط بقيادة روسيا، قبل أن يتم إرجاء اللقاء، فيما عادت أسعار الخام إلى المستويات التي سجّلت آخر مرة في أكتوبر/ تشرين الأول 2018، وهو أمر يدعم عادة الآراء المؤيدة لزيادة الإنتاج.
وحضّت الهند، ثالث أكبر مستهلك للخام في العالم، "أوبك+" على إنهاء نظام خفض الإنتاج على مراحل والسماح للأسعار بالتراجع في وقت يهدد الضغط الناجم عن التضخم بعرقلة التعافي الاقتصادي.
انعدام اليقين
وزير النفط الأنغولي ديامانتينو أزفيدو، الذي يتولى رئاسة "أوبك" حالياً، قال عند افتتاح الاجتماع في وقت سابق الخميس، إن من المتوقع أن يزيد الطلب على النفط بقوة في النصف الثاني من السنة، لكن "من غير المناسب أن نخفض حذرنا". وأضاف: "لا يزال فيروس كورونا يحصد أرواحاً، آلاف الأرواح كل يوم".
وتابع أن متحورة دلتا الجديدة وارتفاع أعداد الإصابات في الكثير من الدول "يذكران بشكل قاتم بانعدام اليقين الذي لا يزال مخيماً".
وقد خفض التحالف طوعاً منذ 2016 إنتاج النفط للمحافظة على استقرار الأسعار، خصوصاً منذ قلّص وباء كوفيد العام الماضي الطلب العالمي على النفط.
ومنذ أبريل/نيسان 2020، لم تستخرج ملايين براميل الخام عمداً، وهي استراتيجية صائبة يشير المحلل لدى "بي.في.إم"، ستيفن برينوك، إلى أنها "كانت صحيحة تماماً حتى الآن".
وبعد تراجعها في بداية انتشار كوفيد، انتعشت أسعار النفط لتبلغ حوالى 75 دولاراً للبرميل لعقدي برنت بحر الشمال وغرب تكساس الوسيط المرجعيين.
ويتوقع المتعاملون بالنفط تالياً أن تحافظ "أوبك+" على استراتيجيتها الإجمالية، بينما يتطلع كثيرون إلى زيادة طفيفة تبلغ حوالى 500 ألف برميل يومياً اعتباراً من أغسطس/آب.
وقال برينوك إن "هذا سيكون حل تسوية قد تجده دول الخليج في أوبك التي تميل الى الحذر وشركاؤها مثل كازاخستان وروسيا الذين يميلون إلى رفع الإنتاج، مقبولاً".
وتستفيد دول "أوبك+" بالفعل من زيادة الأسعار، لكن في حال ارتفاعها بدرجة كبيرة، فسيشجع ذلك المنافسين على اللجوء إلى موارد غير مشمولة في حصص الإنتاج التي يفرضها التحالف.
واعتبر فؤاد رزاق زاده من "ثينكماركتس"، أن التحالف يتساءل ما اذا كان يجب مواصلة زيادة العرض بشكل تدريجي كما توصي السعودية أو بشكل أقوى كما تطالب روسيا.
مخاطر "دلتا"
ويقول المحلل لدى "كوميرزبنك"، يوجين واينبرغ: "يبدو أن هناك عدم توافق بين الدولتين الرئيسيتين في التحالف، روسيا والسعودية، بشأن ما إذا كان ينبغي زيادة الإنتاج في أغسطس/آب. وإذا كان الأمر كذلك، فما هو مقدار" هذه الزيادة.
ورغم أن روسيا تريد ضخ المزيد من النفط، فإن تفشي متحورة "دلتا" يمكن أن يحد من الطلب في أجزاء كثيرة من العالم، بما في ذلك روسيا نفسها.
والخميس، سجلت البلاد عددا قياسيا من الوفيات المرتبطة بكوفيد-19 لليوم الثالث على التوالي. أدى انتشار متحورة "دلتا" الشديدة العدوى إلى فرض قيود جديدة في أستراليا وجنوب إفريقيا وتايلاند. وعليه، تحدث الأمين العام لمنظمة "أوبك"، محمد باركيندو، عن "الشكوك العالقة" التي تخيم على أسواق النفط أثناء ترؤسه اجتماعا فنيا الثلاثاء للتحضير للقمة.
ومنذ ديسمبر/كانون الأول، تجتمع دول "أوبك+" شهرياً لضبط استراتيجيتها بأكبر قدر ممكن مع ما يستجد من تطورات. كما تتابع هذه الدول التطورات السياسية المتعلقة بإيران، العضو الرئيسي في المنظمة.