قال خبراء، إن خسائر الشحن وارتفاع التأمين سيتواصل مع ارتفاع هجمات الحوثي على السفن التجارية العابرة للبحر الأحمر، وخاصة بالنسبة لأصحاب السفن الإسرائيليين، الذين ارتفعت أسعار التأمين لهم أكثر، إذ بلغت نسبة 250%، كما أن بعض شركات التأمين ترفض تغطية تأمين السفن الإسرائيلية. وذلك وفقاً لما ذكره محرر التأمين في "لويدز إنتيلجينس"، ديفيد أوسلر، لقناة " في أيه" التلفزيونية في فيرجينيا مساء الأحد.
وكان سهم شركة زيم الإسرائيلية للشحن البحري خسر منذ بداية العام الجاري نحو 23% من قيمته السوقية وسط هجمات الحوثي على السفن العابرة على البحر الأحمر، حسب تقرير اليوم الاثنين بنشرة "غلوبس" في تل أبيب. وحتى الآن توقفت معظم شركات الشحن الكبرى عن الإبحار عبر البحر الأحمر.
في ذات الشأن، قالت وكالة "ستاندرد آند بورز" الأميركية في تقرير، عطلت هجمات الحوثي نحو 22% من سوق الشحن البحري العالمي، حيث أوقفت شركة الشحن الدنماركية العملاقة ميرسك التي تمثل 15% من سوق شحن الحاويات العالمية، جميع الرحلات المارة عبر باب المندب حتى إشعار آخر. كما أوقفت شركة "هاباغ لويد"، التي تسيطر على 7% من سوق الحاويات العالمية حركة المرور عبر البحر الأحمر، كما علقت شركة بريتش بتروليوم جميع شحناتها عبر باب المندب.
وتقول " غلوبس"، إن أربع من أكبر خمس شركات في العالم توقفت عن الابحار عبر البحر الأحمر.
وتنبع أهمية البحر الأحمر من موقعه الرابط بين حركة السفن بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي، بين قناة السويس في نهايته الشمالية ومضيق باب المندب في الطرف الجنوبي المؤدي إلى خليج عدن. وبالتالي فإنه ممر مائي مزدحم بالسفن التي تعبر قناة السويس لجلب البضائع بين آسيا وأوروبا.
في هذا الصدد، قال جون ستيورات، كبير مديري البيئة والتجارة في الغرفة الدولية للشحن، التي تمثل 80% من الأسطول التجاري العالمي، إن كمية هائلة من إمدادات الطاقة الأوروبية، بما في ذلك النفط ووقود الديزل، تمر عبر هذا الممر المائي. وبالتالي فإن هجمات الحوثي سترفع أسعار السلع وتمثل أزمة بالنسبة للدول الأوروبية التي تقاتل من أجل خفض معدلات التضخم. كما تشحن السفن التجارية عبر البحر الأحمر،المنتجات الغذائية مثل زيت النخيل والحبوب، ومعظم المنتجات المصنعة في العالم.
من جانبه، قال مونرو أندرسون، رئيس العمليات في شركة "فيزل بروتكت ـVessel Protect"، التي تقيم مخاطر الحرب في البحر وتوفر التأمين بدعم من لويدز، إن الهجمات الأخيرة تظهر أن التهديد المتزايد للسفن في البحر الأحمر يمثل "عائقاً كبيراً" أمام الشحن التجاري في المنطقة. التي يشكل أعضاؤها أكبر سوق للتأمين في العالم.
في ذات الصدد، قال محرر التأمين في "لويدز إنتيلجينس"، ديفيد أوسلر، إن تكاليف التأمين تضاعفت بالنسبة لشركات الشحن التي تتحرك عبر البحر الأحمر، وهو ما يمكن أن يضيف مئات الآلاف من الدولارات إلى رحلة أغلى السفن. وأضاف أنه في حين، أن شركات الشحن تطبق ما يسمى برسوم مخاطر الحرب التي تتراوح بين 50 إلى 100 دولار لكل حاوية على العملاء الذين يجلبون كل شيء من الحبوب إلى النفط إلى المقتنيات من أمازون.
ويتوقع أوسلر أن تستمر تكاليف التأمين في الارتفاع، لكنه قال إن الوضع يجب أن يصبح أسوأ بكثير، في حال تطور الوضع إلى فقدان العديد من السفن في البحر الأحمر.