أعلن منتجون للخضر والفواكه في إسبانيا الحرب على المنتجات الآتية من المغرب، حيث وجهت رسالة مفتوحة للمتاجر الكبيرة داعية إياها إلى الكف عن تسويقها، في الوقت الذي يرى منتجون مغاربة أن تلك هذه الحملة ليست الأولى التي تتعرض إليها منتجات المملكة.
وسعت جمعية منتجي الخضر والفواكه بمنطقة ألميريا الإسبانية، إلى استغلال التوتر الذي تشهده العلاقات بين المغرب وإسبانيا من أجل الدعوة لمقاطعة المنتجات المغربية. ونشبت أزمة سياسية بين البلدين، بسبب استقبال إسبانيا لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية.
ودعا لويس ميغيل فيرنانديز، مدير جمعية منتجي الخضر والفواكه في ألميريا، منظمات قطاعية أخرى للانضمام لحملة المقاطعة، مشيرا في تصريحات له أخيراً، إلى أنه سيتم توظيف وسائل التواصل الاجتماعي من أجل إقناع المستهلكين بمقاطعة السلع المغربية.
تأتي دعوة المنتجين الإسبان في وقت تسعى فيه حكومة البلد الأوروبي إلى التهدئة، حيث دعت وزير المالية والمتحدث باسم الحكومة، ماريا خيسوس مونتيرو، يوم الخميس الماضي، إلى اتفاق مع المغرب بهدف تطبيع العلاقات.
وتفادى البلدان في الفترة الأخيرة الحديث عن الآثار الاقتصادية للأزمة، حيث يعتبر المغرب أول شريك اقتصادي لإسبانيا خارج الاتحاد الأوروبي.
وقال لحسن أضرضور، رئيس جمعية منتجي ومصدري الخضر والفواكه في المغرب في تصريح لـ" العربي الجديد"، إن هذه ليست المرة الأولى التي يعمد فيها منتجون إسبان إلى السعي لمحاربة المنتجات المغربية التي تدخل السوق الأوروبية.
وكان المنتجون الإسبان يتهمون المغاربة في السابق بتجاوز الحصة المخصصة للمغرب، خاصة من الطماطم، علما أن المنتجين المغاربة يؤكدون أن العديد من المستثمرين الإسبان يعملون في المغرب وفي ظروف جيدة، معتبرين استهداف الطماطم المغربية مرده إلى التنافسية الكبيرة التي تتمتع بها في السوق الأوروبية.
وتساهم صادرات المنتجات الفلاحية (الرزاعية) والغذائية في تعظيم مجمل مبيعات المملكة في الخارج، حيث وصلت في نهاية يناير/ كانون الثاني الماضي إلى حوالي 3 مليارات دولار بزيادة بلغت نسبتها 3.2% على أساس سنوي، حيث جاءت في المركز الثاني بعد مبيعات السيارات.
ويرى مراقبون أن الدعوة التي أطلقها منتجون إسبان ستؤثر أكثر على مستثمرين من مواطنيهم اختاروا إنتاج الفواكه بالمغرب منذ سنوات، من أجل تصديرها نحو الاتحاد الأوروبي، بل إنها قد تؤدي إلى تباطؤ أداء استثمارات أخرى في قطاعات تسعى إسبانيا لأن يكون لها حضور كبير بالمغرب.
ووفق رئيس جمعية منتجي ومصدري الخضر والفواكه في المغرب، فإن المغرب قد يضطر إلي المعاملة بالمثل، كما حدث في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عندما تشددت إسبانيا في مسألة السولار في الشاحنات المغربية العابرة ترابها، حيث ردت المملكة بمنع دخول مقطورات البلد الأوروبي، إلا إذا كانت الشركة التابعة لها مرتبط بعقد مع شركة مغربية.