أظهرت أرقام رسمية، اليوم الثلاثاء، أن معدل البطالة في بريطانيا انخفض بشكل غير متوقع للشهر الثاني على التوالي إلى 4.9 بالمائة في الفترة من ديسمبر/ كانون الأول إلى فبراير/ شباط، والتي كان معظمها في ظل إجراءات عزل عام صارمة لمواجهة تفشي كوفيد-19، وبرنامج حكومي ضخم لدعم الوظائف أثناء الجائحة.
وقال مكتب الإحصاءات الوطني وفقا لوكالة "رويترز"، إن هناك ارتفاعا ملحوظا في عدد الوظائف الشاغرة في مارس/ آذار، وخصوصا في قطاعات مثل الضيافة، إذ سمحت السلطات بعودة هذا القطاع للعمل من خلال أماكن مفتوحة الأسبوع الماضي.
ومدد وزير المالية ريشي سوناك في مارس/ آذار خطة تدفع الحكومة بموجبها أجور حوالي واحد من كل خمسة موظفين حتى نهاية سبتمبر/ أيلول، على الرغم من أن أرباب الأعمال سيكون عليهم المساهمة في بعض تكاليف هذه الخطة اعتبارا من يوليو/ تموز.
ولولا هذا البرنامج لكان معدل البطالة أعلى بكثير. وقبل عام، قالت جهات تقدم توقعات للميزانية في بريطانيا إنه ربما يصل إلى عشرة بالمائة.
وسيراقب بنك إنكلترا المركزي عدد الوظائف المفقودة عند انتهاء أجل هذه الخطة بينما يدرس إلى متى ستظل الحاجة لاستمرار برنامجه الضخم للتحفيز الاقتصادي.
وتعتزم بريطانيا رفع كامل القيود الصحية المتصلة بمكافحة كوفيد-19 اعتباراً من 21 حزيران/ يونيو المقبل، مع التقدم السريع لحملة التلقيح ضد كوفيد-19.
تحول في نمط العمل
وفي السياق، أظهرت دراسة لمركز "ديموس" للأبحاث أن 65 في المائة ممن يعملون في بريطانيا اضطروا للتحول إلى العمل من المنزل أو التوقف عن العمل بسبب الوباء، وأن 79 في المائة من الأشخاص الذين يعملون من المنزل يرغبون في الاستمرار على هذا النحو حتى بعد رفع القيود، بدوام جزئي أو كامل.
وأدى تفشي فيروس كورونا والإغلاقات المفروضة لمواجهة تداعياته، إلى زيادة معدلات العمل من المنزل بدلا من المكاتب.
ويبدو أن الشركات تحبّذ المضيّ في هذه الصيغة أيضاً، إن بهدف زيادة إنتاجية الموظفين وراحتهم، أو كذلك لتحقيق وفورات كبيرة في الإيجارات.
وحضّ سوناك في تصريحات سابقة، الشركات على عدم التخلي عن المكاتب نهائياً، خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى جعل مراكز المدن مهجورة إذا تركتها الشركات التي استقرت فيها، كما هي حال حي "سيتي" اللندني الذي يشكّل الرئة المالية لبريطانيا، وقد تحوّل إلى ما يشبه مدينة الأشباح على مدى شهور.
وتبيّن دراسة استقصائية أجراها اتحاد الصناعة البريطاني "سي بي آي"، وهو أبرز هيئة بريطانية لأرباب العمل وفقا لوكالة "فرانس برس"، أن ثلاثة أرباع الشركات تتوقع أن تصبح الصيغة الهجينة للعمل هي السائدة، من خلال تقسيم الموظفين للعمل ما بين المنزل والمكتب.
ويرى أستاذ المالية في جامعة "سيتي" في لندن كيث كاثبرتسون أن هذه الصيغة يمكن أن "تفيد كلاً من أرباب العمل والموظفين، وهي من النتائج الإيجابية القليلة التي يمكن أن تنشأ من الصدمة الاقتصادية للوباء".