حل مؤقت لأزمة الكهرباء قد يجنب اللبنانيين انقطاع الإنترنت

07 يونيو 2021
التهديد بقطع الإنترنت أخاف اللبنانيين (Getty)
+ الخط -

تُحاصر اللبنانيين أزمة "الدومينو"، بحيث يمكن لضربةٍ واحدة أن تُطيح كل خدمات البلد وتصيب سلسلة مترابطة من القطاعات، كما حال أزمة الوقود وتداعياتها على أكثر من صعيدٍ، آخرها "الإنترنت" ربطاً بعدم شراء الفيول لمولدات المحطات وسط ارتفاع ساعات تقنين الكهرباء.

وحذّر مدير عام هيئة "أوجيرو" (مؤسسة حكومية تحتكر توزيع الإنترنت) عماد كريدية، في تغريدةٍ على حسابه الرسميّ عبر "تويتر"، من أن "الارتفاع المستمرّ في ساعات التقنين الكهربائي يتسبّب بضغطٍ كبيرٍ على مجموعات توليد الطاقة التابعة لأوجيرو، وزيادة الطلب على المحروقات التي باتت نادرة هي أيضاً". ونبّه كريدية إلى أن "استمرار الوضع بهذا الشكل يهدّد جدياً إمكانية أوجيرو في تقديم الخدمات".

ويوضح مدير عام "أوجيرو" لـ"العربي الجديد" إنه يعمل بناءً على الوقائع لإطلاق تحذيرات استباقية، حيث إن المعطيات الراهنة تؤشر إلى زيادة في ساعات التقنين في التيار الكهربائي على مستوى لبنان من جانب مؤسسة الكهرباء، في ظلّ الحديث أيضاً عن عدم فتح مصرف لبنان اعتمادات لزوم شحنات الفيول، وهي أزمة ترتدّ على معامل إنتاج الكهرباء التي بتوقفها لن تتمكن الشبكات الخاصة بالإنترنت من العمل.

ووقع الرئيس اللبناني ميشال عون، الاثنين، على إصدار موافقة استثنائية لإعطاء مؤسسة كهرباء لبنان سلفة خزينة لشراء المحروقات، وبالتالي فإن أزمة الكهرباء إلى انفراج، وفق ما أفادت الرئاسة اللبنانية.

كما وقع رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب الكتاب الذي أرسله وزير المال غازي وزني إلى رئاسة الحكومة، المتعلق بطلب الموافقة الاستثنائية لتغطية سلفة الخزينة للكهرباء بالعملة الأجنبية لشراء المحروقات لزوم مؤسسة كهرباء لبنان. إلا أن هذا الانفراج يعتبر مؤقتاً وفقاً لمتابعين للملف، وسط تحذير مصرف لبنان من نضوب الدولار وعدم قدرته على تمويل الواردات بالعملة الصعبة.

من جهته، أوضح وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال طلال حواط، في حديث تلفزيوني، أنه بغياب الفيول، يتوف الإنترنت تلقائياً في لبنان. 

وأشار حواط إلى أنه طالما مصرف لبنان يؤمن الاعتمادات المطلوبة لشراء الفيول للشبكات الخاصة بالإنترنت، ومن ضمنها "أوجيرو" وهي الشبكة الارضية، فلن تكون هناك أي مشكلة، ووزارة الاتصالات لديها مولدات للطوارئ معدّة لتأمين حوالي ست ساعات في النهار، لكنها تُحمَّل أكثر بكثير مع ارتفاع ساعات التقنين، مؤكداً "إننا كوزارة وهيئة أوجيرو نبحث في جميع الطرق للاستمرارية، من بينها استبدال المولدات القديمة ووضع مولدات إضافية لدعم الاحتياط وبالتالي الشبكة".

ويعدّ الإنترنت من أساسيات حياة اللبنانيين، وزادت الحاجة الماسّة إليه بعد أزمة فيروس كورونا التي فرضت واقع الـ"أونلاين" على جميع الأصعدة، ولا سيما التربوية والمهنية، عدا عن تحوّله إلى وسيلة تواصل وحيدة بين الناس والعالم الخارجي في ظلّ الحجر المنزلي.

وتشهد مختلف المناطق اللبنانية تقنيناً حادّاً في التيار الكهربائي، سبق أن لوّحت إليه مؤسسة الكهرباء، مع إعلانها اتخاذ المزيد من الإجراءات الاحترازية بما يتجانس مع مخزون المحروقات المتوفر لديها، بهدف تأمين حدٍّ أدنى من الاستقرار في التغذية بالتيار الكهربائي لأطول فترةٍ ممكنة، وذلك لحين التمكّن من تفريغ حمولات الناقلات البحرية الموجودة كافة.

تشهد مختلف المناطق اللبنانية تقنيناً حادّاً في التيار الكهربائي سبق أن لوّحت إليه مؤسسة الكهرباء مع إعلانها اتخاذ المزيد من الإجراءات الاحترازية بما يتجانس مع مخزون المحروقات المتوفر لديها

 

وأعلنت المؤسسة أنها "ستقوم برفع قدرة معمل الذوق الحراري القديم، وتخفيض قدرة كافة المعامل الأخرى في المقابل، بسبب النقص الحاد في مادتي الفيول أويل Grade B والغاز أويل، وبالتالي فإنّ إجمالي الطاقة المنتجة على الشبكة حالياً هو بحدود 720 ميغاواط، بعدما جرى تخفيضها تدريجياً خلال الأسابيع الماضية".

وأوضحت أن "استمرار مسألة عدم وجود تسهيلات نقدية لتأمين العملة الصعبة لمؤسسة كهرباء لبنان، بما يسمح لها بشراء المواد الاستهلاكية الواجبة وقطع الغيار الضرورية وإجراء الصيانات اللازمة لمختلف معامل الإنتاج لديها، يساهم أيضاً بتفاقم الوضع".

وعاد العمل بقانون إعطاء مؤسسة كهرباء لبنان سلفة مالية لشراء المحروقات بقيمة 200 مليون دولار أو 300 مليار ليرة لبنانية، بعدما كان المجلس الدستوري أصدر قراراً يقضي بتجميد تنفيذ القانون، وذلك على خلفية طعن مقدّم من أعضاء تكتل "الجمهورية القوية" النيابي، الذي يمثل حزب "القوات اللبنانية،" في 26 إبريل/نيسان الماضي، الذين استندوا إلى أنّ قيمة السلفة ستعطى بدولار مدعوم من مصرف لبنان وسيصار إلى اقتطاعها من أموال الاحتياطي الإلزامي.

من جهة مقابلة، يترافق عجز مؤسسة كهرباء لبنان مع تصعيدٍ مستمرّ من جانب أصحاب المولدات الخاصة وتلويحهم بالتقنين أيضاً، باعتبار أن القطاع ليس بديلاً عن المؤسسة ولا يجوز أن يقوم بدور الدولة، بل عليه تأمين الكهرباء لساعات معيّنة لا لأربع وعشرين ساعة يومياً بشكل يفوق قدرة "الموتورات" على التحمّل.

ومن المُرتقب، في حال لم يُصَر إلى حلّ الأزمة وتأمين الفيول اللازم بسرعة للجم الارتفاع في ساعات التقنين، أن يبدأ أصحاب المولدات بقطع الكهرباء لعددٍ من الساعات يومياً، أي التقنين، علماً أنهم زادوا أيضاً من تعرفتهم الشهرية.

ويقول رئيس تجمّع أصحاب المولدات الخاصة عبدو سعادة، لـ"العربي الجديد"، إننا ذاهبون الثلاثاء إلى تقنين بنحو خمس ساعات يومياً، ومن أجل إنقاذ اللبنانيين من هذه الكأس، على مؤسسة كهرباء لبنان أن تؤمن الكهرباء أقلّه من ستّ إلى ثماني ساعات في اليوم، لنقوم بدورنا بتغطية الساعات المتبقية، إضافة إلى تأمين المازوت لأصحاب المولدات بالسعر الرسمي.

ويلفت سعادة إلى أن تشغيل المولدات "يصل إلى عشرين ساعة في اليوم، الأمر الذي يرهقنا بشكل كبير، ويزيد من الاستهلاك وبالتالي مصاريف إضافية على صعيد الزيوت وقطع الغيار والفلاتر، ويؤكد أن التعرفة تحددها وزارة الطاقة والمياه، وهي بكل الأحوال لا تحقق أي ربح لصاحب المولد".

المساهمون