حكومة ميلي تخفض قيمة البيزو الأرجنتيني بأكثر من 50%

13 ديسمبر 2023
أصبح سعر الدولار أكثر من 800 بيزو من نحو 366.5 بيزو حالياً (فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت حكومة الرئيس الأرجنتيني الجديد الليبرالي المتشدد خافيير ميلي، بعد يومين من تنصيبه، تخفيض قيمة العملة الوطنية البيزو بأكثر من 50% من قيمتها، ليصبح سعر الدولار الأميركي الواحد أكثر من 800 بيزو من نحو 366.5 بيزو حاليا.

وترمي هذه الخطة لإرساء استقرار في الاقتصاد الذي يعاني من تضخّم مزمن ومديونية عامّة ضخمة، كما يهدف خفض قيمة البيزو إلى زيادة القوة الشرائية للمواطنين.

ويأتي هذا الخفض في إطار سلسلة إجراءات "طارئة" أعلن عنها وزير الاقتصاد لويس كابوتو وتشمل خصوصاً تقليص الدعم الحكومي للوقود والنقل.

وأكد ميلي في خطابه الرئاسي الأول، الأحد الماضي، من أنه لا خيار أمامه سوى التزام مسار مالي حاد ومؤلم لإصلاح أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد منذ عقود، في ظل اتجاه التضخم نحو 200%.

وتولى ميلي (53 عاماً)، مهام منصبه خلفا للزعيم البيروني ألبرتو فرنانديز، الذي لم تتمكن حكومته من وقف ارتفاع الأسعار.

ولقيت خطة ميلي الاقتصادية، القائمة على تقليص الإنفاق بشدة، استحسان المستثمرين الذين يرون أنها يمكن أن تؤدي إلى استقرار الاقتصاد المتعثر، لكنها تخاطر بدفع المزيد من السكان لمواجهة مصاعب مالية، إذ يعيش أكثر من خمسي السكان بالفعل في حالة من الفقر.

ويقدر صافي احتياطيات الأرجنتين من العملات الأجنبية بنحو 10 مليارات دولار، كما بلغ معدل التضخم السنوي 143%، وهو آخذ في الارتفاع. وأصبح الركود وشيكاً في البلاد، كما تسببت ضوابط رأس المال في عدم السيطرة على أسعار الصرف.

وحذر ميلي في خطابه من أن التضخم قد يصل إلى 15 ألفاً بالمائة سنوياً في حال عدم كبح جماحه، متعهداً "بالمحاربة بكل ما أوتيت من قوة" للسيطرة عليه، كما حذر من "قنبلة" ديون بقيمة 100 مليار دولار.

تعاني البلاد من عجز مالي كبير، وعجز تجاري قدره 43 مليار دولار، بالإضافة إلى ديون هائلة بقيمة 45 مليار دولار لصندوق النقد الدولي، منها 10.6 مليارات دولار مستحقة لدائنين دوليين والقطاع الخاص بحلول إبريل/ نيسان.

وتحتاج الأرجنتين، وهي مُصدر رئيسي للحبوب، إلى تجديد برنامج قروض متعثر بقيمة 44 مليار دولار مع صندوق النقد الدولي، في حين يحتاج ميلي إلى تحسين العلاقات مع الشريكين التجاريين الصين والبرازيل اللذين انتقدهما خلال حملته الانتخابية.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون