أدت الحرب بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة إلى منع السفر إلى أجزاء من الشرق الأوسط، وفقاً لرئيس شركة طيران فيرجن أتلانتيك، ما يشير إلى أن التأثير على شركات الطيران قد يمتد إلى ما هو أبعد من قيود الطيران المحددة التي جرى فرضها مؤخراً.
وقال شاي فايس، الرئيس التنفيذي لشركة الطيران البريطانية، اليوم الاثنين، في مقابلة مع تلفزيون "بلومبيرغ"، إن التأثير الرئيسي هو عدم السفر جواً إلى دولة الاحتلال، بالإضافة إلى تأثير أقل حدة على دول المنطقة، مثل الأردن ومصر، وغيرها.
ورغم أن التأثير على شركة فيرجن أتلانتيك كان محدوداً، فإن الوضع لا يمكن التنبؤ بتداعياته المستقبلية، حيث يسلط تحذير رئيس الشركة الضوء على حالة عدم اليقين التي تحيط بسوق السفر الجوي، بعد أن أدى اندلاع الحرب إلى تعليق شركات الطيران خدماتها إلى تل أبيب في وقت سابق من هذا الشهر.
وتوقعت شركة يونايتد إيرلاينز، الأسبوع الماضي، تحقيق أرباح ربع سنوية أقل بكثير من توقعات وول ستريت، بسبب الحرب.
وقال إد باستيان، الرئيس التنفيذي لشركة دلتا إيرلاينز، في مقابلة منفصلة مع "بلومبيرغ"، إن شركة دلتا إيرلاينز تراقب عن كثب المدن في أوروبا، وخاصة باريس، بحثاً عن أي تأثير محتمل على الطلب، مع استمرار التصعيد في الشرق الأوسط. وقال إن الشركة لم تشهد أي انخفاض في الطلب على السفر إلى الدول المجاورة الأخرى.
وفي مقابلة لاحقة، ذكر فايس أنه إذا استمرت حالة الحرب، فمن المحتمل جداً أن تكون أوروبا بمثابة طريق مهم لزيادة تدفق الناس، وهو ما يأتي ضمن النمط المتكرر للرغبة في الأمان، والشعور بالألفة، والشعور القوي بالاطمئنان. وأضاف أن ارتفاع سعر وقود الطائرات منذ بدء الحرب يزيد الضغوط على شركات الطيران.
وقال الرئيس التنفيذي أيضاً إن التعافي الاقتصادي الأميركي مر عليه ما يقرب من العام، ما جعله يتوقع "هبوطاً جيداً" للولايات المتحدة.
وخلال الأشهر الأخيرة، وقبل أن تشتعل الحرب في غزة، لم يكن طريق شركات الطيران ممهداً، حيث شهدت أسعار وقود الطائرات ارتفاعاً ملحوظاً نتيجة لارتفاع أسعار النفط الخام إلى مستويات قياسية، ما زاد من تكاليف تلك الشركات بصورة واضحة.
وجاء ارتفاع تكاليف الوقود في ظل استمرار تأثير وباء كوفيد على صناعة الطيران، حيث لا تزال الشركات تكافح للتعافي من تراجع الطلب على السفر.
وتوقعت شركة يونايتد إيرلاينز، يوم الثلاثاء الماضي، ارتفاع أسعار الوقود إلى متوسط 3.28 دولارات للغالون في الربع الأخير من العام، مقارنة بـ2.95 دولار في الربع الثالث.
وشهدت أسعار النفط ارتفاعاً قوياً بالفعل، بسبب نقص الإمدادات العالمية، ولكن الصراع في أوكرانيا ساهم في دفعها إلى مستويات قياسية، مما زاد من تكاليف الطيران. وتجاوبت شركات الطيران في مختلف أنحاء العالم مع هذا الوضع، من خلال زيادة رسوم الوقود الإضافية على الرحلات المحلية والدولية.
وللتعويض عن بعض الزيادة في التكاليف، قامت بعض الشركات بشراء تحوطات نفطية. ومع ذلك، لا تمتلك بعض شركات الطيران الكبرى، مثل يونايتد إيرلاينز وأميركان إيرلاينز ودلتا إيرلاينز، تحوطاً كاملاً، رغم ما هو معروف عن امتلاك شركة دلتا إيرلاينز مصفاة نفط.
وإضافة إلى ذلك، واجهت العديد من شركات الطيران ضغوطاً أخرى نتيجة الاضطرار إلى استخدام مسارات طيران أطول لتجنّب المجال الجوي الروسي والأوكراني.