تسببت الحرب الروسية على أوكرانيا في زيادات كبيرة في أسعار الزيوت النباتية في الخرطوم، خاصة الزيوت الخام التي يتم استيرادها أو إعادة تكريرها في المصانع المحلية.
وقال مالك مصنع الازدهار للزيوت في أم درمان، الهادي مصطفى، لـ"العربي الجديد"، إن الحرب الأوكرانية رفعت الطلب المحلي على الزيوت المستوردة، ما قفز بأسعارها من 18 إلى 27 ألف جنيه لزنة 18 لتراً من زهرة الشمس، وزيت البذرة من 17 إلى 25 ألف جنيه.
بدوره، أشار صاحب معاصر أبو عبيدة للزيوت أبو عبيدة الأمين، لـ"العربي الجديد"، إلى أن 90 في المائة من الزيادات الجديدة على أسعار زيوت الطعام سببها الحرب، إذ صعدت أسعار الزيوت البيضاء الخام المستوردة من أوكرانيا والتي يعاد تكريرها في مصانع صافولا والبرير والجموعة وإدخال إضافات عليها من زيت الفول المحلي وإعادة تعبئتها للمستهلك.
وقال الأمين إن الزيادة المتكررة في سعر الدولار في السوق تنعكس كذلك سلباً على واردات الزيوت، ما دفع أصحاب المصانع المستوردة للتفكير في زيادة الأسعار لتغطية التكلفة، رغم الكساد الذي يشهده السوق وإحجام المستهلكين عن الشراء بكميات كبيرة بسبب غلاء الأسعار.
وتوقفت 90 في المائة من المصانع المحلية العاملة في إنتاج الزيوت في السودان، والبالغ عددها 225 مصنعاً، عن العمل، بعدما كانت تنتج 2,300 ألف طن من الزيوت، وذلك بسبب الأوضاع الاقتصادية الراهنة في البلاد والرسوم الحكومية وتأثرها بالإغلاق الذي شهده ميناء بورتسودان والذي أضرّ بواردات وصادرات الحبوب الزيتية.
وشرح رئيس غرفة الزيوت والصابون في اتحاد الغرف الصناعية الأمين قرشي أن الزيادة التي حدثت على أسعار زيوت الطعام سببها الرئيس ارتفاع سعر الصرف والحرب الروسية في أوكرانيا. وقال في تصريحات إن السودان يستورد زيوتاً من أوكرانيا، منها زيت زهرة عباد الشمس، مشيراً إلى استيراد بين 120 و150 ألف طن سنوياً لسد الفجوة في الاستهلاك.
ورهن انخفاض أسعار الزيوت بمعالجة ارتفاع سعر صرف الدولار وانتهاء الحرب الروسية. وتابع أن القوة الإنتاجية للمصانع تبلغ حوالي مليوني طن حالياً من الزيوت، لكن بعضها متوقف عن الإنتاج وخارج عن الخدمة لعدة أسباب، من بينها ارتفاع تكلفة التصنيع، مشيراً إلى أنّ الاستهلاك المحلي من الزيوت بلغ حوالي 600 ألف طن سنوياً.