أكّد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم الأحد، أن بريطانيا "يمكن أن تزدهر بقوة" من دون اتفاق تجاري لمرحلة ما بعد بريكست مع الاتحاد الأوروبي، غداة الاتفاق على تمديد المحادثات المتعثرة مع بروكسل.
وقال جونسون، الذي وافق على تمديد المفاوضات في مكالمة فيديو السبت مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، لشبكة "بي بي سي"، إنه يعتقد أن هناك اتفاقًا "يجب إتمامه" قبل أن تترك بريطانيا النظام الرقابي للاتحاد في 2021.
لكنه حذّر من أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى فهم أن حكومته "جادة تمامًا بشأن الحاجة إلى التحكم في قوانيننا وأنظمتنا الخاصة"، بما في ذلك السياسات المرتبطة بالثروة السمكية.
وغادرت بريطانيا الاتحاد رسميا في كانون الثاني/يناير، لكنها ظلت ملزمة بمعظم قواعد التكتل حتى نهاية العام بموجب شروط اتفاق بريكست.
وتهدف المرحلة الانتقالية الحالية، التي تبلغ مدتها 11 شهرا، إلى السماح للجانبين بالاتفاق على علاقتهما التجارية المستقبلية بعد ما يقرب من خمسة عقود من التكامل الاقتصادي والسياسي.
مع ذلك، انتهت تسع جولات من المفاوضات الجمعة، حيث قال الطرفان إن هناك عقبات كبيرة أمام الاتفاق، ما دفع جونسون وفون ديرلاين إلى التدخل.
وطلب الزعيمان، اللذان عقدا آخر محادثات بشأن بريكست في حزيران/يونيو، من مفاوضيهما "العمل على نحو مكثف لردم الهوة" بين الجانبين.
لكن المخاوف تتزايد من حدوث فوضى في السفر والتجارة إذا لم يتم إحراز تقدم ونتج عن ذلك ما يسمى بريكست من دون اتفاق.
وقال جونسون "أعتقد أنه بوسعنا الازدهار بقوة في ظل هذه الظروف".
وحدد الجانبان قمة أوروبية تعقد في 15 تشرين الأول/أكتوبر موعدا أخيرا من أجل التوصل إلى اتفاق قابل للمصادقة في الوقت المناسب، ليصبح ساري المفعول في نهاية كانون الأول/ديسمبر.
تشير التقارير إلى أن المحادثات يمكن أن تستمر الآن لبقية شهر تشرين الأول/أكتوبر، لكن المسؤولين البريطانيين شددوا على الحاجة إلى توضيح ما إذا كان الاتفاق ممكنًا قبل عقد القمة.
ويبدو أن لا استعداد لدى أي من لندن أو بروكسل لتغيير جذري في موقفيهما.
وقال جونسون إنه يأمل في أن "يوافق الاتحاد الأوروبي على الاتفاق الذي طرحناه".
وصرح مصدر في الاتحاد الأوروبي لوكالة "فرانس برس"، عقب مكالمة جونسون مع فون ديرلاين، إن التكتل ينتظر لندن "لبدء التفاوض بشأن القضايا الكبرى".
والجمعة، أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن الأيام المقبلة ستكون "حاسمة" لتحقيق اختراق في المحادثات المجمّدة، لكنها أشارت إلى اعتقادها أن الاتفاق لا يزال ممكنا.
ولم تنجح بريطانيا والاتحاد الأوروبي إلى حد الآن في تخطي الاختلافات الجوهرية بينهما بشأن حقوق صيد الأسماك في المياه البريطانية بعد بريكست، وكيفية إرساء قواعد منصفة لعمل الشركات وللدعم الحكومي.
وارتفع منسوب التوتر هذا الأسبوع، عندما باشر الاتحاد الأوروبي آلية قانونية ردا على محاولة الحكومة البريطانية الانقلاب على بعض ما نص عليه اتفاق بريكست العام الماضي.
(فرانس برس)