تونس: توقّف نقل السلع والفوسفات بسبب إضراب عمال القطارات

24 مارس 2021
توقف مختلف الرحلات بسبب الإضراب (Getty)
+ الخط -

شل إضراب عمالي، قطارات تونس لليوم الثاني على التوالي، الأمر الذي أربك حركة النقل في عموم البلاد، بعد توقف مختلف الرحلات بين العاصمة تونس والمحافظات الأخرى.

وقال حسان الميعادي، المتحدث الرسمي باسم الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية، في تصريح لـ"العربي الجديد" إن " حركة القطارات متوقفة تماماً منذ أمس الثلاثاء، حيث ألغيت كل رحلات الخطوط البعيدة وخطوط ضواحي تونس وضواحي الساحل، فضلا عن توقف نشاط نقل السلع بمختلف أنواعها بما في ذلك الفوسفات".

وأضاف أن إضراب موظفي وعمال السكك الحديدية عن العمل، "كان مفاجئا وغير مصرح به مسبقا في هذا التاريخ"، موضحا "الإضراب كان مبرمجاً بتاريخ 7 إبريل/نيسان المقبل".

وتطالب الجامعة العامة للسكك الحديدية (نقابة عمال السكك الحديدية)، بزيادات مالية، إضافة إلى تعيين عشرات الأشخاص العاملين بنظام التعاقد.

وأكد الميعادي أن الإضراب في مختلف مصالح شركة النقل الحديدي، تسبب في إلغاء مئات الرحلات دون الكشف عن حجم الخسائر التي تكبدتها المؤسسة جراء وفق النشاط.

وأجبر إضراب القطارات آلاف المسافرين على البحث عن بدائل للتنقل بين العاصمة وضواحيها أو على شبكة السكة الرابطة بين المحافظات الداخلية، فيما يكبد توقف نشاط الشركة، مؤسسة النقل الحديدي خسائر كبرى تضاف إلى خسائر بأكثر من 1.1 مليار دينار (400 مليون دولار) راكمتها الشركة خلال السنوات العشر الماضية.

وتعاني شركة النقل الحديدي، على غرار معظم شركات النقل الحكومي، من خسائر فادحة، وتقادم الأسطول، وسوء في الخدمات، وتأخر في مواعيد القطارات يصل إلى 4 ساعات. وفي أغسطس/ آب الماضي، قدمت إدارة شركة النقل الحديدي مخطط إنقاذ للمؤسسة وإعادة الهيكلة لإعادة توازناتها المالية وتجنب الإفلاس.

وأظهر تقرير صادر عن الشركة حينها، أن خسائر المؤسسة بلغت 890 مليون دينار، إضافة إلى ديون بقيمة 304 ملايين دينار، مشيرا إلى تقادم الأسطول. وقال المدير العام للشركة، هشام بن أحمد، في تصريحات صحافية أخيرا، إن الاعتصامات والاحتجاجات التي عطلت نشاط نقل الفوسفات هي من أبرز الأسباب التي أدت إلى وصول الشركة الوطنية للسكك الحديد إلى هذه الوضعية الحرجة.

وبسبب الاعتصامات التي ينفذها طالبو العمل في محيط سكة القطار بمناطق إنتاج الفوسفات في جنوب تونس، تراجع نشاط نقل الإنتاج من 7.3 ملايين طن عام 2010 إلى مليوني طن في 2019، مخلفا للشركة خسائر سنوية في حدود 18 مليون دينار لشركة القطارات العمومية.

ويمثل نشاط نقل البضائع عبر السكك الحديدية 3% فقط من سوق النقل، في حين أنه يمثل نحو 40% في أوروبا وفي حدود 60% في أميركا الشمالية. وبسبب صعوباتها المالية لم تتمكن شركة النقل الحديدي من ضخ استثمارات في تجديد الأسطول وتحسين الخدمات والبنية التحتية. في المقابل سجّلت الأعباء المتعلقة بعناصر الإنتاج نسقا تصاعديا مقابل تواصل تجميد تعريفات النقل منذ 10 سنوات بالنسبة إلى نقل المسافرين على الخطوط البعيدة وخطوط أحواز (ضواحي) العاصمة تونس.

 

المساهمون