توقعات برفع التبادل التجاري بين تركيا وروسيا إلى 100 مليار دولار

23 اغسطس 2022
خلال لقاء جمع الرئيسين التركي والروسي (Getty)
+ الخط -

توقع المحلل التركي باكير أتاكجان زيادة التبادل التجاري بين بلاده وروسيا "إلى 100 مليار دولار"، موضحاً أن تركيا التي أخذت "موقفاً وسطاً" من الصراع الروسي الأوكراني، تنمي علاقاتها الاقتصادية مع كلا البلدين.

وأشار أتاكجان في تصريحات لـ"العربي الجديد" إلى أن حجم التجارة الحالي يبلغ نحو 30 مليار دولار، لكن التعاون بمجال الطاقة، وعدم اتخاذ بلاده "العضو بالناتو" أي إجراءات وعقوبات على روسيا، زاد من استيرادها للنفط الروسي، بأكثر من الضعف هذا العام، كما يتم تعزيز مشروعات الطاقة المشتركة "كمفاعل أكويو" وبدء تنفيذ مراحله، بعد لقاء الرئيس رجب طيب أردوغان بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي الشهر الحالي.

وحول أثر التبادل بالعملات المحلية على زيادة التجارة واستيراد النفط الروسي، كشف المحلل التركي أن "موسكو عرضت قرضاً بقيمة 30 مليار روبل على تركيا" وبواقع العقوبات الدولية على روسيا "سنرى تفعيلاً لاتفاقية سواب" والتبادل بالروبل والليرة التركية.

لكن الأهم برأي باكير أتاكجان هو النفط لأن بلاده تستورد نحو 360 مليون برميل سنوياً، وهذا أهم معوقات ربح الميزان التجاري إذ إن "فاتورة استيراد الطاقة تزيد عن 50 مليار دولار سنوياً".

وكانت بيانات "رفينيتيف آيكون" قد بينت أمس أن تركيا زادت وارداتها من النفط الروسي إلى المثلين هذا العام بينما يستعد البلدان لتعاون أوسع في المجالات التجارية، وخصوصا في قطاع الطاقة على الرغم من العقوبات الغربية على موسكو.
وأضافت بيانات منصة "رفينيتيف آيكون" أن تركيا زادت وارداتها من النفط من روسيا، بما يشمل خامي الأورال وسيبيريا الخفيف، ويتجاوز 200 ألف برميل يوميا منذ بداية العام مقابل 98 ألف برميل فقط في الفترة نفسها من عام 2021، مشيرة إلى أن مصفاتي التكرير الرئيستين في تركيا "توبراش" و"ستار"، زادتا بشكل كبير من كمية النفط الروسي الخفيف هذا العام، بينما قلّصت مشترياتهما من بحر الشمال والعراق وغرب أفريقيا.

وتوقعت منصة مزوّدي بيانات الأسواق المالية عالميًا "رفينيتيف آيكون" أن تشتري مصفاة "ستار" التركية حوالي 90 ألف برميل يوميًا من النفط الروسي حاليًا، مقارنة بـ48 ألف برميل يوميًا خلال العام الماضي.

وستشتري مصافي "توبراش" نحو 111 ألف برميل يوميًا من النفط الروسي، مقارنة بـ45 ألف برميل يوميًا فقط خلال نفس الفترة من العام الماضي.

ورأى الاقتصادي التركي، خليل أوزون أن "أمام بلاده فرصة" لتقود المصالحة الروسية الأوكرانية، كما قادت حل تصدير الحبوب من البلدين، كذا تراجع أسعار النفط الروسي مع اشتداد العقوبات الأوروأميركية، ما وضع روسيا بمقدمة مصدري النفط لتركيا.

وأضاف أوزون لـ"العربي الجديد" أن ارتفاع أسعار الطاقة السبب الأهم لارتفاع الأسعار ووصول نسبة التضخم ببلاده إلى نحو 80%، كما أن تركيا وبحكم أنها الأكثر استيرادا للنفط بين دول منظمة التعاون والتنمية، تضطر لمواكبة الأسعار العالمية، وترفع أسعار المحروقات حسب البورصة العالمية.

وأشار نائب مدير معهد الطاقة القومية في روسيا ألكسندر فرولوف، إلى أن تركيا باتت محطة طاقة لتصدير الغاز الروسي، وتطرق إلى محادثات أنقرة وموسكو لاعتماد الروبل والليرة في التجارة البينية.

وقال فرولوف خلال مقال في صحيفة "إزفيستيا" نقله الإعلام التركي اليوم الثلاثاء، إنه في أوائل أغسطس/آب، عُقدت مباحثات بين رئيسي روسيا وتركيا، تم خلالها التوصل إلى الاتفاق، من حيث المبدأ، على التحول الجزئي في تسديد ثمن الغاز الروسي إلى الروبل.

المساهمون