تهاوي إنفاق المغاربة على السفر

31 ديسمبر 2020
كورونا ألحق أضراراً بالغة بالسياحة (Getty)
+ الخط -

ينتظر أن يتراجع إنفاق المغاربة على السفر إلى الخارج في نهاية العام الحالي بأكثر من النصف، في سياق إغلاق الحدود الجوية وانخفاض إيرادات الأسر بسبب الجائحة.
وتشير بيانات مكتب الصرف (حكومي) إلى أن إنفاق المغاربة على السفر تراجع من 1.97 مليار دولار في العشرة أشهر الأولى من العام الماضي إلى 981 مليون دولار في الفترة نفسها من العام الجاري.
ويأتي تراجع الإنفاق على السفر بالعملة الصعبة إلى الخارج متزامنا مع تداعيات تراجع إيرادات السياحة التي انخفضت 60.3 في المائة في العشرة أشهر الأولى من العام الجاري، كي تستقر في حدود 3 مليارات دولار.
وكان إجمالي إنفاق المغاربة على السفر من أجل السياحة والعلاج والعمرة والحج والدراسة، قد وصل في العام الماضي إلى حوالي 2.15 مليار دولار، مقابل 1.95 مليار دولار في العام الذي قبله.
ولا تتناول بيانات السفر إلى الخارج التي يصدرها مكتب الصرف تلك المتعلقة بسفر المغاربة من أجل السياحة فقط، بل تشمل، كذلك، تلك التي تهم السفر من أجل الدراسة والعلاج والعمرة والحج.
وتوقع مراقبون قبل الجائحة أن يرتفع الإنفاق، خاصة مع زيادة المخصصات بالعملة الصعبة التي يسمح للمسافرين من المغرب بالحصول عليها، من 4000 دولار إلى 4500 دولار، مع إمكانية زيادة هذا المبلغ إلى 10 آلاف دولار، في إطار توفر شروط محددة.
وتراجع الإنفاق على السفر أكثر في فترة الصيف، الذي يميل فيها مغاربة للحلول ببلدان سياحية خارجية أكثر، حيث انتقل بين يوليو/ تموز وسبتمبر/ أيلول من العام الجاري من 679 إلى 878 مليون دولار، بينما قفزت في تلك الفترة من العام الماضي من 1.32 إلى 1.78 مليار دولار.
وكانت تركيا تحظى بجاذبية كبيرة لدى المغاربة، خاصة من الموظفين الشباب والأسر من الطبقة المتوسطة، التي يغريها زيارة ذلك البلد، حيث أضحت منافسا قويا لإسبانيا التي تجذب، كما فرنسا، سياحا مغاربة.
ويتجلى أن إقبال السياح المغاربة على تركيا شهدا تراجعا كبير في حدود 58.34 في المائة إلى غاية نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني، حيث استقر، حسب بيانات وزارة السياحة والثقافة التركية، في حدود 63 ألف سائح، بعدما تجاوز في الفترة نفسها من العام الماضي 217 ألف سائح.

وشرع العاملون بقطاع السياحة الإسبان قبل أكثر من عام، في إبداء اهتمام أكثر بالسياح المغاربة، حيث دفعهم الإقبال الذي أبدوه على بلدهم، إلى عقد لقاءات مع منظمي الرحلات السياحية المحليين، من أجل تقديم المنتجات التي يقترحونها على السياح، خاصة بمنطقة كوسطا ديل صول.
غير أن الجائحة الصحية أثرت على سفر المغاربة إلى الخارج، حيث دفعت الأزمة الصحية السلطات المغربية إلى تعليق الرحلات الجوية وإغلاق الحدود البحرية. كما أن الركود الاقتصادي أثر على إيرادات الأسر التي أعادت النظر في ترتيب أولوياتها.
وفي هذا السياق، يؤكد الخبير الاقتصادي، مصطفى ملغو، لـ"العربي الجديد" أن الإنفاق على السفر إلى الخارج، الذي يتم بالعملة الصعبة، خاصة من أجل السياحة، والذي شهد ارتفاعا في الأعوام الأخيرة، يضغط على رصيد المغرب في النقد الأجنبي.
ويشير الخبير الاقتصادي إلى أنه يمكن للمغرب خفض الإنفاق على السفر إلى الخارج، عبر تبني سياسة سياحية، تغري المغاربة بالإقبال على المنتج السياحي المحلي، الذي يفترض توفيره بأسعار تنافسية، عوض اللجوء إلى بلدان سياحية أخرى تتوفر على نفس المقومات السياحية التي يتيحها المغرب.
ويفترض في المغرب، حسب مراقبين، السعي بعد الجائحة إلى تطوير منتجاتها السياحية، ما يغني عددا كبيرا من المغاربة عن السفر إلى الخارج، خاصة إلى بلدان تتوفر على نفس المقومات السياحية المتاحة للمغرب.

المساهمون