تظاهروا تصحّوا.. #يسقط_بس

03 أكتوبر 2019
السودانيون خرجوا مطالبين بحياة كريمة (فرانس برس)
+ الخط -


شهدت 6 دول عربية هي مصر والعراق والمغرب ولبنان والأردن والجزائر حراكاً في توقيت متقارب، والسبب سوء الأحوال الاقتصادية وزيادة الأسعار وقلة فرص العمل المتاحة أمام الشباب وانتشار البطالة والفساد ونهب المال العام.

في مصر خرجت تظاهرات وقودها الفقر والغلاء منددة بالفساد، الذي كشف جانباً منه الفنان والمقاول محمد علي، ومنتقدة سوء الأحوال الاقتصادية وقفزات أسعار السلع الغذائية وزيادة تكلفة البنزين والسولار والغاز المنزلي والكهرباء والمياه وحذف 10 ملايين مواطن خلال المراحل الثلاثة الأولى من مشروع تنقية بطاقات التموين منها 1.8 مليون في المرحلة الأخيرة.

وفي لبنان، تجمع مئات المتظاهرين قبل أيام وسط العاصمة بيروت تعبيراً عن امتعاضهم إزاء الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعصف بالبلاد بشكل متزايد، ووسط مخاوف تتعلق باستقرار سعر صرف الليرة اللبنانية وتحذيرات من خفض تصنيف الدولة الائتماني وعدم القدرة على سداد الديون الخارجية.

وفي الأردن، يزيد احتقان الشارع يوماً بعد يوم بسبب الأزمة الاقتصادية المتفاقمة منذ أكثر من 8 سنوات. وترتفع وتيرة التصعيد ضد حكومة عمر الرزاز المهددة بالرحيل بسبب زيادة منسوب الاحتجاجات النقابية والشعبية ضدها على خلفية تراجع مستويات المعيشة وارتفاع معدلات الفقر والبطالة والتضخم. ويزيد الاحتقان مع الضغوط التي يمارسها صندوق النقد الدولي على الحكومة لزيادة الضرائب ورفع الأسعار.

كما تتزايد الضغوط على حكومة الرزاز مع اتساع دائرة المطالبات بتحسين الأوضاع المعيشية لموظفي القطاع العام البالغ عددهم نحو 220 ألفا والذين تضرروا بشدة من سياسات الحكومة التقشفية، كما شهدت البلاد إضرابات نقابية عدة أخرها اضراب نقابة المعلمين.

وفي المغرب، احتج سكان طنجة قبل أيام على غلاء فواتير الكهرباء والمياه، وسبق الاحتجاج مظاهرات أخرى، كما تنبأت دراسة نشرها المعهد المغربي لتحليل السياسات بأن يشهد الشارع تظاهرات واسعة بقيادة العاطلين عن العمل. ورجحت الدراسة أن تعود احتجاجات العاطلين إلى الشارع، وربما بأعداد أكبر، لا سيما في حالة عودة الزخم الاحتجاجي للحركات الاحتجاجية الأخرى.

وفي الجزائر لا يزال المحتجون يواصلون حراكهم ضد الفساد والبطالة والفقر ونهب ثروات البلاد من قبل رموز النظام الحاكم، وفي السودان أطلق مجموعة من الناشطين حملات حملت اسم "سودانيون ضد الغلاء" بهدف لجم انفلات الأسعار ومقاطعة التجار، كما اطلقوا مبادرة لمقاطعة اللحوم في ظل ارتفاع أسعارها بأكثر من 40%.

لكن المظاهرات الأهم كانت من نصيب العراق حيث خرجت تظاهرات حاشدة في عدة مدن تطالب بإسقاط النظام ومكافحة الفساد ومحاسبة المسؤولين الفاسدين والكشف عن ثروات البلاد الضائعة. ورفع المتظاهرون لافتات عبروا خلاها عن احتجاجهم على غلاء المعيشة والبطالة والافتقار إلى مقومات العيش الكريم.

تظاهرات العراق لها خصوصية، إذ إن البلاد تعوم على أبار من النفط والغاز وتعد من الدول النفطية الكبرى، إذ يبلغ حجم احتياطي النفط العراقي المؤكد نحو 112 مليار برميل، ويحتل العراق أكبر احتياطي في العالم بعد السعودية.

لكن الدولة العربية النفطية باتت فقيرة ومأزومة مالياً حيث تعاني من عجز يقدر بنحو 23 مليار دولار للعام الجاري، وذلك بسبب الفساد الذي استشرى بين الطبقة الحاكمة عقب احتلال أميركا البلاد في العام 2003، وبعدها سيطرة الإيرانيين على مقدرات الاقتصاد العراقي وتوجيه ثروات البلاد لصالح طهران وليس لصالح أهل العراق الذي تتجاوز نسبة البطالة بين شبابه 32%، كما يحصد الفقر ربع سكانه.
المساهمون