تركيا وبريطانيا توقعان اتفاقية تجارة حرة لتجنب عراقيل ما بعد بريكست

29 ديسمبر 2020
مراسم توقيع الاتفاقية في أنقرة (الأناضول)
+ الخط -

وقعت تركيا وبريطانيا، اليوم الثلاثاء، اتفاقية للتجارة الحرة بينهما، في خطوة وصفتها أنقرة بأنها بداية حقبة جديدة يربح فيها البلدان، حيث تسمح باستمرار التبادل التجاري من دون عراقيل بعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.

وقالت وزيرة التجارة التركية روهصار بكجان خلال مراسم التوقيع، وفق وكالة الأناضول، إن الاتفاقية ستدخل حيز التنفيذ اعتبارا من 1 يناير/كانون الثاني المقبل، مضيفة أنها "الخطوة الأولى نحو زيادة تعميق علاقاتنا (مع بريطانيا) مع الحفاظ على المكتسبات التي جاء بها الاتحاد الجمركي على مدى 25 عاما".

وأضافت بكجان : "عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ظهرت الحاجة مجددا إلى توضيح معالم العلاقات التجارية بين أنقرة ولندن، ووفقا لهذه الاتفاقية سيتم تأسيس التجارة التفضيلية بين الجانبين".

ولفتت إلى أن اتفاقية التجارة الحرة المبرمة ستضمن للشركات التركية تصدير منتجاتها التنافسية إلى الأسواق البريطانية من دون عراقيل. وتابعت: "خلال العام 2020 أجرينا اتصالات دبلوماسية مكثفة مع الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، والهدف الأساسي لتركيا تعزيز تجارتها مع بريطانيا من دون إلحاق أي ضرر بتجارتها مع الاتحاد الأوروبي".

وقالت وزيرة التجارة التركية: "لم يكن الوصول إلى هذه الاتفاقية سهلا، فقد أجرينا محادثات فنية مع بريطانيا لمدة طويلة، رغم الغموض الذي كان يحيط بمحادثات بريكست بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي".

وأشارت إلى أن تركيا أجرت أيضا محادثات استشارية مع الاتحاد الأوروبي بالتزامن مع محادثاتها مع المملكة المتحدة، مؤكدة أن توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين أزال الغموض وكافة العراقيل التقنية والقانونية التي كانت تعيق انتعاش التبادلات التجارية بين الطرفين.

ومساء أمس الاثنين، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد ترؤسه اجتماعا للحكومة في المجمع الرئاسي بأنقرة، إن اتفاقية التجارة الحرة بين بلاده وبريطانيا ستكون بداية حقبة جديدة بالنسبة لتركيا وبريطانيا يربح فيها البلدان.

وأضاف أردوغان أن الاتفاقية "ستكون ثاني أهم اتفاقية تجارية" بالنسبة لتركيا، بعد اتفاقية الاتحاد الجمركي مع الاتحاد الأوروبي، لافتاً إلى أن بريطانيا، التي تعد أحد أكبر الشركاء التجاريين لتركيا، تغادر السوق الأوروبية الموحدة يوم الخميس المقبل، لتستكمل بذلك مسيرة خروجها من الاتحاد الأوروبي.

وتوقع المحلل الاقتصادي التركي يوسف كاتب أوغلو، لـ"العربي الجديد"، زيادة التبادل التجاري بين تركيا وبريطانيا على ضوء الاتفاقية المبرمة، مشيرا إلى أن المبادلات اقتربت العام الماضي من 19 مليار دولار، منها 7.9 مليارات صادرات بريطانية، و10.9 مليارات صادرات تركية.

كما سيزيد الاتفاق، بحسب كاتب أوغلو، جذب الاستثمارات البريطانية إلى تركيا، مشيراً إلى أنه منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم في تركيا نهاية عام 2002 وحتى نهاية العام الماضي، بلغ حجم الاستثمارات التركية في بريطانيا نحو 3 مليارات دولار، بينما وصل حجم الاستثمارات البريطانية في تركيا إلى 11 مليار دولار.

ويبلغ عدد الشركات البريطانية الناشطة في تركيا أكثر من 3 آلاف شركة. ووفق إحصاءات وزارة التجارة التركية لعام 2019، احتلت بريطانيا المركز الثاني في الصادرات التركية.

وتشير التقديرات إلى وجود ما بين 350 ألفا و400 ألف تركي في المملكة المتحدة، معظمهم استفاد من اتفاق أنقرة الذي وقعته مع السوق الأوروبية المشتركة عام 1963، والذي سمح للأتراك بالعمل وتأسيس شركات في بريطانيا.

وغادرت بريطانيا الاتحاد الأوروبي رسميا في 31 يناير/ كانون الثاني الماضي، لكنها تمر منذ ذلك الحين بمرحلة انتقالية ظلت بموجبها قواعد التجارة والسفر والأعمال من دون تغيير حتى نهاية هذا العام.

لكن الجانبين وقعا قبل أيام اتفاق تجارة لمرحلة ما بعد الانفصال، سيحافظ على وصول بريطانيا إلى السوق الموحدة للتكتل التي تضم 450 مليون مستهلك من دون رسوم أو حصص، لكنه لن يمنع مواجهة الطرفين متاعب اقتصادية واضطرابات ناجمة عن عملية الانفصال، وفق محللين.

ووقعت بريطانيا اتفاقيات تجارية مع 62 بلداً حتى الآن، قبل نهاية الفترة الانتقالية لانفصالها عن الاتحاد الأوروبي، التي تحلّ في 1 يناير/كانون الثاني.

المساهمون