تركيا والإمارات نحو اتفاقات اقتصادية لتجاوز فترة الركود التجاري... أردوغان يزور أبوظبي

13 فبراير 2022
الرئيس التركي خلال استقباله وليّ عهد أبوظبي في أنقرة نهاية نوفمبر الماضي (الأناضول)
+ الخط -

تترقب الأوساط الاقتصادية في أنقرة وأبوظبي زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للإمارات، وانعكاساتها على صعيد زيادة حجم التجارة المتبادلة والاستثمارات، إذ يرى رئيس مجلس الأعمال التركي الإماراتي أن "فترة الركود التجاري طويلة الأمد" استُبدِلَت بفترة جديدة اكتسبت فيها الأنشطة التجارية زخماً.

وقالت الرئاسة التركية، في بيان اليوم الأحد، إن أردوغان يعتزم زيارة الإمارات غداً الاثنين، لمدة  يومين، مشيرة إلى أنه سيتناول خلالها "العلاقات التركية الإماراتية المشتركة بكافة جوانبها، وسبل تطوير التعاون المشترك بين البلدين".

وأضاف البيان أنه "سيكون على أجندة الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات". ومن المقرر كذلك أن يفتتح أردوغان "اليوم الوطني التركي" في معرض "إكسبو دبي"، ويلتقي عدداً من رجال الأعمال.

وتأتي زيارة الرئيس التركي في 14 و15 فبراير/ شباط الجاري عقب زيارة أجراها ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان إلى تركيا في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بعد قطيعة استمرت نحو 10 سنوات.

وأفادت وكالة "الأناضول" الرسمية بأن تركيا والإمارات تعتزمان توقيع 12 اتفاقية تشمل مجالات الاستثمار والدفاع والنقل والصحة والزراعة.

ووفق الوكالة، فإنه من المخطط أن يحضر الرئيس التركي وولي عهد أبوظبي مراسم توقيع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين، بعد لقاء ثنائي وآخر على مستوى الوفود.

وخلال السنوات العشر الأخيرة، شهدت العلاقات بين تركيا والإمارات تراجعا بشكل كبير في ظل خلافات متعددة بعدد كبير من الملفات، وبحملات إعلامية كبيرة متبادلة، وشكلت ملفات إقليمية عديدة نقطة خلاف، أبرزها التطورات في مصر وفي ليبيا، واتخاذ البلدين مواقف متباينة من تلك التطورات، حتى في المواضيع المتعلقة بالأزمة الخليجية التي انتهت.

وعلى الصعيد الدولي، كانت هناك مواجهات بشأن ملفات مختلفة بين الجانبين، إذ اتهمت تركيا الإمارات بالتورط في المحاولة الانقلابية الفاشلة في العام 2016 وفي قضايا عديدة للتأثير على الداخل التركي.

لكن مع التطورات التي حصلت في المنطقة، وخاصة مع تولي جو بايدن الحكم في الولايات المتحدة بداية العام الماضي، انطلقت مرحلة جديدة من الانفتاح بين بلدان المنطقة، وجرت مصالحات، ومنها مواقف تركية تجنح لفتح قنوات اتصال مع الدول الإقليمية، فبدأت مع مصر وعقدت جولتين استكشافيتين في مايو/أيار وفي سبتمبر/أيلول الماضي.

كما جرت اتصالات أخرى مع السعودية عبر وزارة الخارجية، وجولات استكشافية مع اليونان، ولقاءات مع دول الاتحاد الأوروبي، يرافق ذلك حاجة تركية داخلية مرتبطة بالانتخابات المقبلة في العام 2023، وبتأثيرات سلبية في الاقتصاد مع تراجع قيمة صرف العملة التركية أمام العملات الأجنبية.

وبحسب بيانات معهد الإحصاء التركي، فقد انخفض حجم التبادل التجاري بين تركيا والإمارات العام الماضي بنحو 9% مقارنة بعام 2020، ليبلغ 7.5 مليارات دولار.

وفي الفترة المذكورة، زادت صادرات تركيا إلى الإمارات بنسبة 91%، لتصل إلى نحو 5.2 مليارات دولار، فيما تراجعت الصادرات الإماراتية إلى تركيا بنسبة 58%، وبلغت 2.4 مليار دولار. وفي السنوات العشر الماضية، تحقق أعلى حجم للتجارة الثنائية في عام 2017، حيث بلغ 14.7 مليار دولار.

وكانت القطاعات التي احتلت الصدارة في الصادرات والواردات العام الماضي هي "الأحجار الكريمة والمعادن النفيسة واللؤلؤ والمجوهرات المقلدة"، فيما بيعَت منتجات تركية بقيمة 3.1 مليارات دولار لدولة الإمارات، واشترت تركيا منتجات إماراتية بقيمة 1.7 مليار دولار.

موقف
التحديثات الحية

وقال توفيق أوز، رئيس مجلس الأعمال التركي الإماراتي، إن زيارة أردوغان المرتقبة لدولة الإمارات ستساهم في توطيد العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وأوضح أوز لـ"الأناضول" أن التطورات الإيجابية في العلاقات بين البلدين انعكست بسرعة على العلاقات التجارية والاقتصادية.

وأضاف أن "فترة الركود التجاري طويلة الأمد استُبدِلَت بفترة جديدة اكتسبت فيها الأنشطة التجارية زخماً، في ظل انتعاش ملحوظ بقطاع الاستثمارات والتجارة الثنائية".

وأفاد بأن أهم المنتجات التي تستوردها الإمارات من دول العالم هي الأجهزة الكهربائية والذهب والمجوهرات والآلات والسيارات والبلاستيك والطائرات ومنتجات الحديد والصلب.

وأشار أوز إلى أنه وفقاً لحسابات مركز التجارة الدولية، فإن الإمكانات غير المستغلة في صادرات تركيا إلى الإمارات تبلغ مستوى 1.8 مليار دولار.

ولفت إلى أن تركيا تمتلك إمكانات تصديرية كبيرة في قطاعات الذهب والمجوهرات والملابس والآلات والمنتجات الكهربائية والسيارات والأغذية والفواكه والبلاستيك.

وتابع: "مع التطورات الإيجابية في العلاقات السياسية، يمكننا أن نتوقع ازدياداً ملحوظاً في حجم التجارة الثنائية في الفترة المقبلة، ولا سيما أن القدرات التصديرية غير المستغلة للقطاع الخاص التركي يمكن أن تصل إلى المستوى المحتمل من خلال التركيز على القطاعات المستهدفة".

وأشار أوز إلى أن الإمارات توفر أيضاً إمكانية زيادة حجم الصادرات التركية إلى دول المنطقة. وتابع: "بالإضافة إلى الفرص القطاعية التي توفرها الإمارات، فإن دبي ثالث أكبر مركز لإعادة التصدير في العالم، وتوفر أيضاً فرصاً جذابة لرجال الأعمال الأتراك لزيادة حجم صادراتهم إلى دول الخليج، وخاصة الكويت والبحرين والسعودية وعُمان".

وقال: "بالإضافة إلى ما سبق، تتمتع الإمارات بحق الوصول التجاري الحر إلى السعودية والكويت والبحرين وقطر وعُمان والأردن ومصر ولبنان والمغرب وتونس وفلسطين وسورية وليبيا واليمن من خلال اتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى".

وأوضح أن القطاعات الرئيسية التي تحظى بالأولوية في التنمية في الإمارات هي الطيران والفضاء، وتقنيات المعلومات، والطاقة المتجددة، والنقل، والسياحة، والصحة والصناعات الموجهة للتصدير، وقطاع البتروكيماويات.

وأضاف: "أعتقد أنّ من المهم بالنسبة إلى الشركات التركية العاملة في هذه القطاعات، التركيز على العمل في قطاعي الاستثمارات والصادرات وبذل الجهود لزيادة حجم الصادرات إلى الإمارات".

وفي مقالة كتبها الرئيس التركي لموقع "خليج تايمز"، ونشرت أمس السبت، بعنوان "حان الوقت لمبادرات السلام والتعاون الإقليمي"، قال إن زيارته للإمارات، غداً الاثنين، ستتيح الارتقاء أكثر بعلاقات التعاون بين البلدين.

وأشار أردوغان، وفق ما نقلت "الأناضول"، اليوم، إلى أن حجم التجارة غير النفطية بين تركيا والإمارات بلغ قرابة 89.6 مليار دولار خلال العقد الأخير.

المساهمون