أطلقت تركيا برنامجاً مؤقتاً لدعم الأجور وحظرت تسريح الموظفين في عشر مدن اليوم الأربعاء، لحماية الموظفين والشركات من التداعيات المالية للهزات الأرضية المدمرة التي ضربت جنوب البلاد هذا الشهر.
وتأتي الإجراءات في إطار خطوات تتخذها الحكومة التركية، لتقليل التداعيات الاقتصادية لأسوأ زلزال تشهده البلاد في تاريخها الحديث والذي أودى بحياة عشرات الآلاف.
وقالت الجريدة الرسمية التركية اليوم الأربعاء، إن الشركات التي تعرضت مقراتها "لأضرار شديدة أو متوسطة" ستستفيد من الدعم الذي سيذهب جزء منه لتغطية أجور العاملين الذين تقلصت ساعات عملهم.
كما فُرض حظر على تسريح الموظفين في عشر مناطق تضررت من الزلزال تسري عليها حالة الطوارئ.
وفرض البرلمان التركي حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر اعتبارا من السابع من فبراير/ شباط، بناء على طلب من الرئيس رجب طيب أردوغان.
كانت الحكومة قدمت أيضاً دعماً للأجور وفرضت حظراً على الاستغناء عن الموظفين في 2020، في محاولة لتخفيف الآثار الاقتصادية لجائحة كوفيد-19.
ووفقاً لمجموعات أعمال وخبراء اقتصاديين، فإن الزلزال قد يكلف أنقرة ما يصل إلى 100 مليار دولار لإعادة بناء المساكن والبنية التحتية المتضررة ويقلص النمو الاقتصادي.
وأفاد تقرير لبنك "جيه.بي مورغان الأميركي بأن فاتورة إعادة بناء المنازل وخطوط النقل والبنية التحتية تبلغ نحو 25 مليار دولار أو 2.5 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي.
وقدر تقرير آخر صادر عن اتحاد أرباب العمل في تركيا "توركونفيد" قيمة الخسائر التي لحقت بالمساكن بنحو 70.8 مليار دولار.
وعود حكومية
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء، إن الحكومة ستشرع ببناء بيوت لـ270 ألف أسرة في المدن والأرياف في 11 ولاية متضررة من كارثة الزلزال الشهر القادم.
وأضاف عقب تفقده مدينة منازل مسبقة الصنع، لإيواء المتضررين من الزلزال في قضاء نورداغي بولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا، أنه سيتم البدء ببناء 200 ألف مسكن في المدن المتضررة، بينها 18 ألفا و544 في غازي عنتاب، في مارس/آذار المقبل، كما لفت إلى أنه سيتم بناء 9 آلاف و130 منزلا ريفيا مع ملحقاتها في قرى غازي عنتاب.
وأوضح أن عدد الأسر المستفيدة من البيوت التي سيتم الشروع ببنائها الشهر المقبل سواء في المدن أو الأرياف في 11 ولاية في منطقة الزلزال سيصل لنحو 270 ألف أسرة، لافتا إلى أنه ستتم إعادة تحديد الأرقام خلال الأشهر المقبلة بحسب التقييمات في منطقة الزلزال كلها.
كان أردوغان قد أكد أول من أمس الإثنين أن ارتفاع المباني الجديدة "لن يزيد عن ثلاثة أو أربعة طوابق"، مضيفا خلال زيارته لولاية هاتاي جنوبي البلاد، أنه "ستتم إعادة تشييد جميع المباني على أرض صلبة ووفقا للمعايير الجيدة".
وقال إن البنوك العامة ستمحو ديون الأشخاص الذين لقوا حتفهم في الزلزال، مشيرا إلى أنه في المجموع "تمت تلبية حاجات 1,69 مليون شخص للحصول على مأوى"، لافتا إلى أنه تم إجلاء 375 ألف منكوب من المحافظات المتضررة إلى مدن أخرى في البلاد ثلاثة أرباعهم من طريق الجو.
وفي 6 فبراير/شباط ضرب زلزال مزدوج جنوبي تركيا وشمالي سورية بلغت قوة الأول 7.7 درجات، والثاني 7.6 درجات، تبعته آلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين، وتشريد ما يربو على مليون شخص ومقتل نحو 46 ألف شخص في كلا البلدين.
وتقول السلطات التركية إن أكثر من 380 ألف وحدة في 105794 مبنى بحاجة ماسة للهدم أو انهارت، من أصل 2.5 مليون مبنى في جميع أنحاء المنطقة، كما غادر أكثر من مليوني شخص المنطقة التي كان يقطنها أكثر من 13 مليون نسمة.
(رويترز، العربي الجديد)
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
