تراجع أسعار المنازل في أميركا للشهر السادس على التوالي

28 فبراير 2023
أسعار العقارات في أميركا تواصل تراجعها (Getty)
+ الخط -

انخفضت أسعار المنازل في الولايات المتحدة في ديسمبر/ كانون الأول للشهر السادس على التوالي، لتهبط بمؤشر S&P CoreLogic Case-Shiller المهم لأسعار المنازل، بنسبة 2.7% عن ذروته التي وصل إليها في يونيو/ حزيران، بعدما انسحب المشترون من السوق مع نهاية العام الماضي، رفضاً لمعدلات الفائدة المطبقة على قروض الرهن العقاري، التي زادت بأكثر من الضعف منذ يناير/كانون الثاني.

ولم تكن أسعار الفائدة المطبقة على قروض الرهن العقاري وحدها في الضغط على المشترين، إذ استُنزفت أيضاً قدرتهم على تحمل الأسعار المرتفعة، التي وصلت إلى مستويات قياسية خلال فترة الوباء.

ومع تباطؤ النشاط في سوق العقارات، بداية من النصف الثاني من العام المنتهي، تراجعت القيمة الإجمالية للمنازل الأميركية بمقدار 2.3% مليار دولار، وفقاً لما قدّرته شركة .Redfin Corp، المتخصصة في الوساطة العقارية، الأسبوع الماضي.

وبالتزامن مع تراجع حدة التسابق على شراء المنازل، تحولت السوق إلى سوق مشترين، وأصبحت الكلمة العليا فيها لمن معه النقدية اللازمة للشراء، وفقاً لوكالة "بلومبيرغ".

وقالت .Redfin Corp إن الأسعار في ديسمبر/ كانون الأول الماضي ظلت أعلى مما كانت عليه قبل عام، إلا أن وتيرة المكاسب تراجعت، وارتفع مؤشر الأسعار بنسبة 5.8% مقارنة بالعام الماضي، بعد ارتفاع بنسبة 7.6% في نوفمبر/تشرين الثاني.

ولم تشهد كل المناطق زيادات على أساس سنوي، فعلى سبيل المثال انخفضت الأسعار بنسبة 4.2% عن ديسمبر 2021 في سان فرانسيسكو، وبنسبة 1.8% في سياتل.

وشجعت معدلات الفائدة المطبقة على قروض الرهن العقاري، بعد انخفاضها بداية هذا العام، بعض المشترين، فارتفعت صفقات شراء المنازل الأميركية المملوكة سابقًا، بنسبة 8.1.% في يناير عن ديسمبر، في أكبر قفزة للأسعار منذ يونيو/حزيران 2020، حسبما أفادت الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين أمس الإثنين.

ومع اقتراب موسم البيع الرئيسي في الربيع، لا يزال الطريق وعراً أمام السوق التي تحظى بأهمية خاصة في الاقتصاد الأميركي، حيث ارتفعت تكاليف الاقتراض خلال شهر فبراير/ شباط، وأظهر محضر اجتماع بنك الاحتياط الفيدرالي الأخير، ومن بعده تصريحات للعديد من مسؤوليه، تفضيلهم للإبقاء على معدلات الفائدة عند مستوياتها المرتفعة لفترات أطول مما توقعت الأسواق، لضمان القضاء على معدل التضخم المرتفع.

وهذا الأسبوع، ارتفع عائد سندات الخزانة الأميركية لعشر سنوات، المكون الأهم لمعدل الفائدة المطبق على قروض الرهن العقاري، متجاوزاً 3.98%، للمرة الأولى منذ الأسبوع الثاني من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني.

وقالت "بلومبيرغ" إن تلك التطورات من شأنها أن تحد من طلبات المشترين، وتثني الملاك الحاليين، ممن يتحملون معدلات فائدة منخفضة على قروضهم، عن بيع عقاراتهم.

ومع الارتباك الواضح في الأسواق حالياً، بقيت المنازل المعروضة في السوق لفترات أطول، وهو ما دفع البائعين إلى تقديم خصومات أكبر.

واليوم الثلاثاء، قال كريج لازارا العضو المنتدب في S&P Dow Jones Indices في بيان له، إن "احتمالية استقرار أو ارتفاع سعر الفائدة يعني أن تمويل الرهن العقاري لا يزال يمثل رياحًا معاكسة لأسعار المساكن، في حين أن الضعف الاقتصادي، بما في ذلك احتمالية حدوث الركود، قد يقيد أيضًا المشترين المحتملين".

وأضاف: "بالنظر إلى بيئة الاقتصاد الكلي الحالية، فقد تستمر أسعار المساكن في التراجع".

المساهمون