استمع إلى الملخص
- تواجه روسيا تحديات في تصدير القمح بسبب العقوبات الغربية، مما يؤدي إلى ارتفاع التكاليف وتأخير السداد، مع توقعات بوصول الصادرات إلى 43.5 مليون طن، وخفض حصة التصدير بنسبة 63% لتحسين العرض المحلي.
- تتأثر المحاصيل الشتوية في روسيا بالطقس الدافئ، حيث أن 37% منها في حالة سيئة، مع توقعات بانخفاض الإنتاج إلى 83 مليون طن، ورغم ذلك تستمر روسيا في التصدير لدول مثل تركيا ومصر وإيران.
انخفضت أسعار القمح (العقود الآجلة)، في مجلس شيكاغو للتجارة (بورصة شيكاغو)، مع تأثر الأسعار بقوة الدولار وإحجام التجار عن التداول قبيل عطلة عيد الميلاد. وانخفضت العقود الآجلة لقمح الشتاء الأحمر اللين الأكثر تداولا في بورصة شيكاغو تسليم مارس/آذار خمسة سنتات وثلاثة أرباع سنت إلى 5.34 دولارات وثلاثة أرباع سنت للبوشل.
وتراجعت العقود الآجلة لقمح الشتاء الأحمر الصلد في كانساس سيتي تسليم مارس في تعاملات الثلاثاء، سبعة سنتات وربع إلى 5.43 دولارات وثلاثة أرباع سنت للبوشل، كما هبط القمح الربيعي في بورصة مينيابوليس للحبوب تسليم الشهر ذاته ستة سنتات إلى 5.89 دولارات ونصف سنت للبوشل. وقال محللون إن حصاد القمح انتهى في أستراليا والأرجنتين، ما يتيح المزيد من الإمدادات في السوق الدولية. وأوضح محللون أن هطول الأمطار قد يتحرك عبر منطقة السهول الوسطى والجنوبية الجافة في الولايات المتحدة خلال الأسبوع المقبل، وهو ما يفيد محصول قمح الشتاء الأحمر الصلد.
وتمسك الدولار بمكاسبه التي حققها في الآونة الأخيرة مقابل سلة من العملات الرئيسية الأخرى. وتحد قوة الدولار من قدرة صادرات الحبوب الأميركية على المنافسة في السوق العالمية.
تراجع صادرات القمح الروسي
في السياق، توقع اتحاد مصدري ومنتجي الحبوب في روسيا، الاثنين، أن تصل صادرات الحبوب الروسية في 2025 إلى 45 مليون طن، منها 40 مليونا من القمح. وأوضح الاتحاد أن البيانات تشير إلى النصف الثاني من موسم التصدير 2024-2025، والذي تكون الصادرات محدودة خلاله بسبب حصة للحكومة تُخصص لتعزيز المعروض في السوق المحلية، إضافة إلى النصف الأول من موسم التصدير 2025-2026، والذي لا تُخصص خلاله حصة للحكومة.
ويقدر الاتحاد أن يبلغ إجمالي الصادرات في النصف الأول من 2025 نحو 15 مليون طن، وقال إنه إذا زادت إنتاجية المحاصيل الشتوية وتجاوز حصاد الحبوب في العام المقبل 130 مليون طن، فإن روسيا، أكبر مصدر للقمح في العالم، قد تصدر 30 مليون طن إضافية من الحبوب، منها 25 مليونا من القمح في النصف الثاني من العام.
وقالت وكالة الأرصاد الجوية الروسية، الاثنين، إن الطقس الأكثر دفئا من المعتاد في جميع أنحاء الجزء الأوروبي من روسيا في نهاية ديسمبر كانون الأول سيؤثر على محصول الحبوب، وهو ما يزيد المخاوف بشأن المحاصيل الشتوية. وأفاد محللون من مركز بروزيرنو نقلا عن بيانات صدرت عن الوكالة في الرابع من ديسمبر/كانون الأول، بأن أكثر من 37% من المحاصيل الشتوية كانت في حالة سيئة أو لم تنبت، وهو ما يمثل أسوأ مستوى تم تسجيله على الإطلاق.
ويمثل القمح نحو 90% من إجمالي المحاصيل الشتوية في روسيا، وتغطي المساحة الإجمالية المزروعة بالحبوب الشتوية هذا العام 17.6 مليون هكتار، مقارنة مع 18.6 مليون هكتار العام الماضي، وفقا لبيانات شركة سوفيكون.
ويواجه المصدرون الروس صعوبات في الوصول إلى النظام المالي العالمي بسبب العقوبات الغربية. وتعاني التجارة الخارجية الروسية من ارتفاع التكاليف من جانب الوسطاء الدوليين، فضلا عن تأخير السداد لفترات طويلة بسبب العقوبات الغربية المفروضة على روسيا جراء عملياتها العسكرية في أوكرانيا. حتى البنوك في البلدان التي ترتبط بعلاقات تجارية قوية مع روسيا تتوخى الحذر عند التعامل مع البنوك الروسية لتجنب فرض عقوبات عليها.
وتتوقع شركة إيكار الاستشارية أن تصل صادرات القمح الروسي إلى 43.5 مليون طن في الموسم الحالي، انخفاضا من 55.5 مليون طن في موسم 2023- 2024. وقال محللون من شركة روساجروترانس الروسية لنقل الحبوب إن روسيا صدرت بالفعل 29 مليون طن من القمح في هذا الموسم. وخفضت شركة سوفيكون للاستشارات توقعاتها لصادرات القمح الروسية في موسم التصدير 2025-26 بواقع 17% مقارنة بالموسم الجاري، مشيرة إلى انخفاض الإنتاج باعتباره سبباً رئيسياً.
وأعلنت روسيا، الجمعة الماضي، خفض حصة تصدير القمح 63% في النصف الثاني من موسم التصدير إلى 10.6 ملايين طن، ما يعني انخفاض الصادرات بشكل حاد في العام المقبل. ويمثل هذا الرقم انخفاضا عن الحصة الروسية البالغة 11 مليون طن التي أعلن عنها في أواخر الشهر الماضي الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وهو اتحاد تجاري يضم روسيا وأربع دول أخرى من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة.
ويأتي قرار خفض حصة التصدير في إطار إجراءات تحسين العرض المحلي ومكافحة التضخم الذي يبلغ حاليا 9.5%. وتتوقع روسيا أن يصل محصولها من القمح هذا العام إلى 83 مليون طن، انخفاضا من 92.8 مليوناً في 2023. وتسمح روسيا بتصدير الحبوب دون حصص من يوليو/تموز إلى يناير/كانون الثاني، وهو النصف الأول من موسم التصدير، ثم تطبق الحصص على أكثر من 200 متعامل محلي مسموح لهم ببيع الحبوب للخارج من 15 فبراير/شباط إلى 30 يونيو/حزيران.
وتصدر روسيا، أكبر مصدر للقمح في العالم، في الأشهر القليلة الماضية بوتيرة تقترب من أرقامها القياسية رغم جهود الحكومة للحد من الصادرات. وتعد تركيا ومصر وإيران والسعودية والجزائر أكبر المشترين للقمح الروسي.
(رويترز، العربي الجديد)