- استهداف المنشآت السياحية منذ بداية الحرب أثر سلبًا على الاقتصاد بزيادة البطالة وترك آثار بيئية واجتماعية سلبية، بما في ذلك تحويل البحر إلى منطقة نفايات.
- تأكيدات من الخبير الاقتصادي ورئيس قسم الإعلام ببلدية غزة على الأضرار الجسيمة للقطاع السياحي، مع تدمير أكثر من 90% من المرافق السياحية وتقدير الأضرار بمئات ملايين الدولارات.
تسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة للشهر الثامن على التوالي في تدمير الواجهة البحرية والمرافق والمُنشآت السياحية، بفعل الغارات الكثيفة والأحزمة النارية ونيران الآليات العسكرية والزوارق الحربية، ما أدى إلى تغيير معالم الشريط الساحلي.
وكانت الواجهة البحرية لقطاع غزة، المُحاصر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي مُنذ سبعة عشر عاما، تُعتبر المُتنفس الوحيد لأهالي القطاع، خاصة في ظل انعدام الأماكن العامة، والأماكن الترفيهية، ونُدرة المُتنزهات والحدائق، جراء التضييق الإسرائيلي على الفلسطينيين في المجالات كافة.
وبدأ الاستهداف الإسرائيلي للمُنشآت السياحية مُنذ اليوم الأول للحرب في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عبر استهداف الاستراحات البحرية، والفنادق، والمطاعم، والأكشاك الخشبية، والكافتيريات، وكافة ملامح الحياة السياحية، التي كانت مُنهكة أساساً بفعل التبعات السلبية للحصار الإسرائيلي وانعدام القُدرة الاقتصادية والمالية عند أهالي القطاع.
تدمير الشواطئ
إلى جانب التأثيرات الاقتصادية الصعبة التي خَلّفها التدمير الإسرائيلي للمُنشآت السياحية في مُختلف مناطق المدينة، وتحديدا على طول الشريط الساحلي، ومُضاعفة نسب البطالة، فإنه تسبب أيضاً بآثار بيئية واجتماعية، بفعل أطنان الرُكام، وتدمير البنية التحتية إلى جانب تصريف مياه الصرف الصحي نحو البحر، الذي تحول من منطقة سياحية واقتصادية إلى منطقة نفايات غير صحية.
في الإطار، أوضح الخبير الاقتصادي صبحي فروانة أن القصف الإسرائيلي غير المُتوقف على قطاع غزة تسبب في تدمير ما يزيد عن 90% من المرافق والمناطق السياحية، عبر قصف المنشآت والمعالم السياحية، وفي مقدمتها الفنادق والشريط الساحلي والمطاعم الرئيسة، وصالات الأفراح، والأكشاك.
وأشار فروانة لـ"العربي الجديد" إلى صعوبة حصر الأضرار بشكل دقيق بفعل تواصل العدوان الإسرائيلي، إلا أنها تُقدر بمئات ملايين الدولارات، مُبينا أن القطاع السياحي كان يساهم بقرابة 3% من مجمل الاقتصاد الفلسطيني، إلى جانب توفير مئات آلاف فرص العمل.
وشدد فروانة على تعمُد قوات الاحتلال الإسرائيلي تدمير الواجهة البحرية والسياحية لقطاع غزة، ضمن تدميرها الكامل لمُختلف أشكال الحياة فيه، لجعله مكانا غير صالحا للحياة، إلى جانب شل قدراته الاقتصادية، من خلال مُحاربته في مجال السياحية، والاقتصاد، والصناعة والزراعة، وغيرها، مُرجحا أن تتواصل عملية إعادة اعمار القطاع السياحي بعد انتهاء الحرب مُدة خمس سنوات على الأقل، وفق تعبيره.
تخريب المنشآت السياحية
من جانبه، أكد رئيس قسم الاعلام في بلدية غزة محمد السرساوي أن الاحتلال الإسرائيلي قام بتدمير الواجهة البحرية على شاطئ بحر مدينة غزة، وكورنيش البحر، وصالات الأفراح وشارع الرشيد والمنشآت السياحية والخدماتية والمطاعم والفنادق ومئات الأكشاك الخشبية المُسجلة لدى البلدية، وعربات بيع المشروبات الساخنة العشوائية خلال عمليات القصف والتدمير التي طاولت المرافق الحيوية والخدماتية ومختلف أشكال الحياة.
وبين السرساوي لـ"العربي الجديد" أن الاحتلال، الذي تعمّد تدمير الواجهة البحرية والمُنشآت السياحية والشاليهات والمُنتجعات والنادي البحري والحدائق العامة والاستراحات وممرات المُشاة والمُنحدرات، يُدرك مدى حجم الآثار الاقتصادية الكارثية، علاوة على الآثار النفسية والمُجتمعية، خاصة في ظل شُح الأماكن الترفيهية، واعتبار البحر المُتنفس الوحيد لأهالي القطاع.
وشدد السرساوي على أن الواجهة البحرية كانت مصدر دخل لعشرات آلاف الأسر الفلسطينية التي كان أربابها يعملون في مختلف المرافق السياحية، أو على طول الشريط الساحلي، الذي كان يضم مئات الأكشاك الصغيرة التي يعتمد عليها أصحابها في توفير الدخل اليومي.
أوضح الخبير الاقتصادي صبحي فروانة أن القصف الإسرائيلي غير المُتوقف على قطاع غزة تسبب في تدمير ما يزيد عن 90% من المرافق والمناطق السياحية
ولفت السرساوي إلى أن التأثيرات السلبية لتدمير الواجهة البحرية وقصف المُنشآت السياحية والفنادق والمطاعم ستظهر بشكل أكبر مع انتهاء الحرب، خاصة مع حلول فصل الصيف، الذي يُحول البحر إلى مزار يومي للمُستجمين.
الدبابات والزوارق الحربية
وتمتد الواجهة البحرية على طول الشريط الساحلي لقطاع غزة، بدءاً من المناطق الشمالية وصولاً إلى مدينة رفح جنوبا، وكانت من ضمن الأهداف الأولى للحرب، خاصة بعد بدء التوغل البري الإسرائيلي من الناحية الشمالية الغربية، وغربي مدينة غزة، حيث قامت الدبابات والزوارق والطائرات الحربية بمسح الشريط الساحلي وتسويته بالأرض، وفقاً لسياسة الأرض المحروقة التي يتبعها الاحتلال الإسرائيلي في عُدوانه على القطاع.
وإلى جانب التأثيرات الكارثية للعدوان الإسرائيلي المُتواصل مُنذ 225 يوما على الواجهة البحرية والمنشآت الاقتصادية، فقد تسبب القصف المُتواصل بنسف مناطق سكنية، وتدمير ما يزيد عن 70% من منازل المواطنين الفلسطينيين، فيما أسفر عن استشهاد وفقدان 45 ألف فلسطيني، وإصابة 79 ألفاً بجراح مختلفة.