تخبط في سعر الليرة التركية وخبراء يردون السبب إلى المضاربات

02 يونيو 2021
تذبذب سعر صرف الليرة (Getty)
+ الخط -

استعادت الليرة التركية اليوم الأربعاء، بعض خسائر تراجعها ليل أمس، حين هبطت إلى أدنى سعر على الإطلاق بتسجيلها نحو 8.9 ليرات مقابل الدولار الواحد، قبل أن تتعافى قليلا خلال تعاملات اليوم، وتسجل 8.63 ليرات مقابل الدولار و10.53 ليرات مقابل اليورو الواحد.
ويرى أستاذ المالية بجامعة باشاك شهير التركية، فراس شعبو أنه لا سبب اقتصاديا أو سياسيا طارئا، يبرر هبوط سعر الليرة الحاد ليل أمس، بل على العكس، من المفترض أن نرى تحسناً بالتوازي مع بدء الفتح وإلغاء الحظر الذي بدأته تركيا أمس الثلاثاء.

 ويلفت إلى أن المؤشرات بتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة والآمال المعقودة على لقاء الرئيسين، رجب طيب أردوغان وجو بايدن خلال قمة حلف الناتو منتصف الشهر الجاري، تتزايد بعد تصريح أردوغان أمس، ما يعني انفراجاً وزيادة ثقة بالاقتصاد التركي والاستثمار والليرة.
ويضيف شعبو لـ"العربي الجديد" الأرجح أن المشكلة نفسية إضافة إلى وجود مضاربة من الداخل والخارج، لذلك من الممكن ان يكون هناك مخاوف على رؤوس الأموال وثقة المدخرين بالعملة المحلية.
ويتابع: "كما رأينا ترويج بعض الوسائل الإعلامية عن استمرار الخلاف بين الولايات المتحدة وتركيا، بشأن قضايا عدة منها صفقة الصواريخ الروسية، وأن واشنطن عرضت بدائل على أنقرة، وهو ما نفاه وزير الإعلام التركي أمس، وربما هذه هي المستجدات السياسية والنفسية الوحيدة".

ولكن، يستدرك أستاذ المالية، لدينا مؤشرات اقتصادية كثيرة مشجعة ومن المفترض أن تنعكس ايجاباً على سعر الليرة، فبالأمس صدرت نسبة النمو بالربع الأول وهي مرتفعة جداً بنسبة 7% كما تشير أرقام الصادرات إلى تحسن، والتفاؤل بتركيا كبير بعودة أرقام الصادرات إلى 200 مليار دولار هذا العام وبدء انتعاش السياحة خلال الربعين الثالث والرابع. 
وتستمر الليرة التركية بتذبذبها العام الجاري، بعد أن خسرت نحو 15% من قيمتها ليضاف إلى تراجعها العام الماضي، وقت هوت من 6 ليرات مقابل الدولار إلى نحو 8.5 ليرات، قبل أن تتحسن قليلاً في نوفمبر/تشرين الثاني وتعاود لاحقاً التراجع لتستقر عند عتبة 8.4 ليرات للدولار الواحد قبل أن تتراجع ليل أمس، ما دفع بمراكز تركية والمصرف المركزي لرفع التوقعات بزيادة التضخم من 9.4% إلى 12.2% 
ويقول الاقتصادي التركي أوزجان أويصال لـ"العربي الجديد" إن ملامح تحسن اقتصاد بلاده بدأت تظهر بعد مؤشرات الربع الأول، وخاصة ما يتعلق بالصادرات وتوقع عودة السياحة تدريجياً بعد إلغاء الحظر أمس، ولكن "الليرة تتعرض لهجوم لضرب سمعة الاقتصاد والاستثمار".
ويضيف الاقتصادي التركي أن هناك "مروجين" يركزون على عدم استقلالية القرار النقدي وأن الساسة يتحكمون بقرارات المصرف المركزي ويروجون هذه الأيام إلى تخفيض أسعار الفائدة، وهم ذاتهم ينشرون عن عدم التوافق التركي الأميركي بعد زيارة نائبة وزير الخارجية الأميركية لأنقرة قبل أيام.

ويتابع: "نرى تركيزاً على ميزان المدفوعات والديون الخارجية فيما العملة شديدة الحساسية وتتأثر حتى بالشائعات. لكن الليرة ستتحسن قبل نهاية العام الجاري وقد ترتفع إلى ما دون 8 ليرات مقابل الدولار، والأمر مرتبط بالتفاهمات مع واشنطن وبتدفق السياح وزيادة الصادرات بالنصف الثاني من العام".

المساهمون