تحركات دولية لدعم الدول الهشة... والأمم المتحدة تحذر من انهيار اقتصادات نامية

15 ابريل 2022
مواطنون يصطفون للحصول على غاز الطهي في سريلانكا المنهارة اقتصادياً (فرانس برس)
+ الخط -

يخطط صندوق النقد الدولي لتخصيص نحو 45 مليار دولار لمساعدة "البلدان منخفضة الدخل والهشة ذات الدخل المتوسط"، في الوقت الذي حذر تقرير صادر عن الأمم المتحدة من أن الحرب الروسية في أوكرانيا تهدد بتدمير اقتصادات عدة دول نامية تواجه الآن ارتفاعا في تكاليف الغذاء والطاقة، وأزمات مالية متزايدة.

وقال صندوق النقد في بيان، مساء الأربعاء، إن مجلسه التنفيذي وافق على إنشاء صندوق تابع بغرض مساعدة الدول منخفضة ومتوسطة الدخل المعرضة للمخاطر من أجل التعامل مع التحديات طويلة الأجل مثل الأوبئة وتغير المناخ، لافتا إلى أنه سيجري العمل في الصندوق اعتباراً من الأول من مايو/أيار المقبل.

وقالت المديرة العامة لصندوق النقد كريستالينا غورغييفا، إن هذه الخطوة تأتي في الوقت الذي يواجه العالم صدمات متتالية، مضيفة :" يجب ألا نغفل الإجراءات الحاسمة اللازمة اليوم لضمان الصمود والاستدامة على الأمد الطويل". وتابعت أن الهدف من الصندوق الجديد هو إعادة توزيع الأموال من الدول الأكثر ثراء إلى الدول الأكثر هشاشة.

وورد في ورقة أعدها خبراء صندوق النقد الدولي لمجلس الإدارة، قالت وكالة رويترز إنها اطلعت عليها، أن ما يقرب من ثلاثة أرباع أعضاء الصندوق البالغ عددهم 190 عضواً سيكونون مؤهلين للاقتراض من الصندوق الجديد.

وجاء تحرك صندوق النقد لدعم الدول الهشة، في الوقت الذي حذر فريق عمل تابع للأمم المتحدة في تقرير جديد من أن حرب روسيا تهدد بتدمير اقتصادات عدة بلدان نامية تواجه الآن ارتفاعا في تكاليف الغذاء والطاقة، وأزمات مالية متزايدة.

ونشر أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، التقرير، الأربعاء، وفق وكالة أسوشييتدبرس، مؤكدا أن الحرب تتسبب في أزمة في الغذاء والطاقة والتمويل في البلدان الفقيرة التي كانت تكافح بالفعل قبل الحرب لمواجهة جائحة فيروس كورونا وتغير المناخ وعدم وجود تمويل كاف لإنعاش اقتصاداتها.

وقالت ريبيكا غرينسبان، رئيسة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)، والتي نسقت فريق العمل، إن 107 دول تتعرض بشكل كبير لبعد واحد على الأقل من أبعاد أزمة الغذاء والطاقة والتمويل، وأن 69 دولة معرضة بشدة للأزمات الثلاث.

وأضافت "تواجه هذه الدول ظروفا مالية صعبة للغاية بدون قدرات مالية، وبدون تمويل خارجي لتخفيف حدة الأزمة". ويحث التقرير الدول على ضمان التدفق المستمر للغذاء والطاقة من خلال الأسواق المفتوحة، ويدعو المؤسسات المالية الدولية إلى بذل كل ما في وسعها لضمان مزيد من السيولة فوراً.

في السياق، ذكر البنك الدولي في تقرير له، أن الحرب الروسية في أوكرانيا، فاقمت مخاطر الديون السيادية في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، ما يزد الحاجة إلى اتخاذ تدابير إغاثية أفضل لتجنب "موجة كبيرة" من الأزمات بين البلدان النامية في المنطقة.

وأشار البنك، الذي يتخذ من واشنطن مقراً له، في تقرير له بعنوان "نبض أفريقيا"، إلى أن نسبة بلدان المنطقة المعرضة لمخاطر الديون كبيرة، قد زادت إلى 60.5% بعد أن كانت 52.6% في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأفاد التقرير بأن المخاوف إزاء القدرة على تحمل الديون تزداد في ظل ارتفاع أسعار الفائدة في الاقتصادات المتقدمة والحرب في أوكرانيا.

المساهمون