بيانات التضخم توقف سلسلة ارتفاعات الأسهم الأميركية

13 أكتوبر 2023
بورصة نيويورك (Getty)
+ الخط -

توقفت مسيرة ارتفاعات الأسهم الأميركية عند أربعة أيام، بعد أن تسببت بيانات التضخم في عودة احتمالات رفع الفائدة مرة أخرى قبل نهاية العام، ليخسر مؤشر داو جونز الصناعي 173 نقطة، بينما كان المؤشران الآخران في المنطقة الحمراء، مع نهاية تعاملات يوم الخميس.

وبنهاية تعاملات يوم الخميس، مثلت نقاط التراجع في مؤشر داو جونز نسبة 0.51% من قيمته عند بداية اليوم، وكان مؤشر إس أند بي 500 خاسراً نسبة 0.62%، بينما بلغت الخسارة في مؤشر ناسداك نسبة 0.63%، في غيبة من التأثيرات المباشرة لعملية "طوفان الأقصى".

وقبل بداية تعاملات اليوم، أظهرت بيانات حكومية ارتفاع أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة في سبتمبر/أيلول في ظل ارتفاع تكاليف الإيجارات والبنزين. وقالت وزارة العمل اليوم الخميس إن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.4% الشهر الماضي.

وأعادت البيانات الصادرة، التي جاءت أعلى قليلاً من التوقعات، فكرة رفع الفائدة الأميركية من جديد قبل نهاية العام الحالي، بعد أن سادت توقعات بأن دورة رفع الفائدة الحالية قد انتهت بالفعل، فقفزت عوائد سندات الخزانة، ليقفز عائد سندات العشر سنوات المعيارية بنحو 11 نقطة أساس، وصولاً إلى 4.70%، بينما ارتفع عائد سندات العامين 6 نقاط، وصولاً إلى  5.06%.

ويعتقد بعض المستثمرين أن العوائد المرتفعة جاءت لتبقى لبعض الوقت، وهو ما كان له الأثر الأكبر في تراجع سوق الأسهم اليوم، بعد تسببها في إحباط مستثمريها. 

وفي أوروبا، محت الأسهم مكاسب حققتها في التعاملات المبكرة اليوم الخميس، بعد أن ارتفع التضخم في الولايات المتحدة في سبتمبر/أيلول بأكثر من المتوقع. 

وارتفع مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية بنسبة 0.1%، بعد أن سجل في وقت سابق أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع، لكن بيانات التضخم الأميركية حدت من الخسائر. 

وصعدت أسهم شركات الطاقة 1.3%، لتقود مكاسب القطاعات، بعد أن ارتفعت أسعار النفط بفضل توقعات بأن أسعار الفائدة الأميركية بلغت ذروتها، وذلك قبل صدور بيانات التضخم. وانخفضت أسهم المرافق والعقارات الحساسة لأسعار الفائدة 0.7%، ونحو 1% على الترتيب.

وأظهر محضر اجتماع البنك المركزي الأوروبي لشهر سبتمبر/أيلول، والذي صدر اليوم، انقساما بين صناع السياسات، عندما اختاروا رفع سعر الفائدة على الودائع إلى مستوى غير مسبوق، بلغ 4%، لكنه أشار إلى نهاية دورة التشديد. وقفزت أسهم شركات الإعلام 0.9% إلى أعلى مستوياتها في 22 عاما.

وعلى نحو متصل، محت أسعار النفط مكاسب في التعاملات المبكرة اليوم الخميس، في جلسة متقلبة، وذلك بعد أن طغت زيادة كبيرة في مخزونات الخام الأميركية على التوقعات بانتهاء دورة رفع أسعار الفائدة الأميركية الحالية. وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 18 سنتا إلى 86 دولارا للبرميل عند التسوية. ونزل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 58 سنتا إلى 82.91 دولار للبرميل.

ومحت الأسعار مكاسبها بعد أن أظهرت بيانات حكومية أميركية أن مخزونات الخام الأميركية ارتفعت 10.2 مليون برميل في الأسبوع الماضي إلى 424.2 مليون برميل، وهو ما يزيد كثيرا عن توقعات المحللين لزيادة 500 ألف برميل.

وقال بوب يوجر مدير العقود الآجلة للطاقة في ميزوهو لرويترز إن انخفاض معدلات استهلاك المصافي وارتفاع صافي الواردات ساهما في نمو مخزونات النفط الخام. وقال يوجر "كان هذا في نهاية المطاف تقريرا سلبيا للغاية من إدارة معلومات الطاقة". وأظهرت البيانات أن إنتاج الخام الأميركي سجل أيضا مستوى غير مسبوق عند 13.2 مليون برميل يوميا خلال الأسبوع.

وقال وزير الطاقة السعودية الأمير عبد العزيز بن سلمان خلال مقابلة مع التلفزيون الروسي إن من الضروري الاستباق في إحلال الاستقرار في سوق النفط التي تأثرت مؤخرا بمخاوف إزاء حرب إسرائيل وحماس، التي من شأنها تعطيل الإمدادات من الشرق الأوسط.

وفي الوقت نفسه، خفضت وكالة الطاقة الدولية من توقعاتها لنمو حجم الطلب على النفط في 2024، مشيرة إلى أن تردي الظروف الاقتصادية العالمية والمضي قدما في سبل كفاءة الطاقة سيلقيان بظلالهما على الاستهلاك. وتتوقع الوكالة الآن في 2024 أن يبلغ نمو الطلب 880 ألف برميل يوميا، مقارنة بتوقعاتها السابقة عند مليون برميل يوميا.

المساهمون