اختفت السيولة النقدية من أسواق كابول في ظل تدافع شديد من قبل المدخرين والمستثمرين والتجار على حيازة النقد الأجنبي، خاصة الدولار، تحسبا لتهاوي العملة الأفغانية، في ظل تراجع موارد العملة الصعبة، خاصة من أنشطة الصادرات وتحويلات المغتربين وتهاوي المساعدات الدولية.
ووفق تجار، فإنه اليوم الإثنين، اختفت العملة الأفغانية والسيولة الدولارية من الأسواق الأفغانية تماما، وسط حالة ارتباك في سوق الصرف وضعف السيولة المتاحة من البنك المركزي والبنوك التي أغلقت أبوابها.
في سياق متصل، أعلنت رابطة البنوك إغلاق جميع المصارف الأفغانية يومي الإثنين والثلاثاء، نظرا للتغيرات الأمنية والسياسية في البلاد، وأكدت الرابطة أن الإجازة قابلة للتمديد.
اختفت العملة الأفغانية والسيولة الدولارية من الأسواق الأفغانية تماما، وسط حالة ارتباك في سوق الصرف وضعف السيولة المتاحة من البنك المركزي والبنوك التي أغلقت أبوابها
وقال فصيح الله، الأستاذ الجامعي وعميل أحد البنوك الواقعة في العاصمة كابول، إن الوضع سيئ بشكل عام، وإذا لم تستقر الأسواق وبقيت البنوك مغلقة لفترة أطول، فإن ذلك يزيد معاناة المواطن والمتعاملين مع القطاع المصرفي.
وشكا مسؤول في البنك الدولي الأفغاني بالعاصمة من نقص السيولة المحلية والنقد الأجنبي، وقال لـ"العربي الجديد" إن المشكلة الأساسية هي أن البنك المركزي الأفغاني لم يرسل لهم المبالغ المطلوبة قبل إغلاق البنوك أبوابها.
ومن هذا المنطلق، اضطرت البنوك لمنح كمية قليلة من المال لكل عميل، كما جعلت الحالة السائدة المواطنين يزدحمون على البنوك، ما جعل أيضا البنوك في حالة سيئة، والوضع فوق السيطرة على حد قوله.
وقال عاملون في البنوك إنه مع إعلان دخول حركة طالبان إلى العاصمة كابول مساء الأحد اندفع أهالي العاصمة لسحب أموالهم من القطاع المصرفي خوفا عليها.
وهذا ما دفع بعض البنوك إلى إغلاق أبوابها أمام العملاء في بعض أجزاء من العاصمة بسبب نقص السيولة النقدية المتاحة لديها. كما اصطف مئات الأفغان أمام شركات صرافة لاستبدال مدخراتهم المحلية.