بنك "ستاندرد تشارترد" يغادر دولاً عربية وأفريقية

15 ابريل 2022
أحد فروع بنك ستاندرد تشارترد في هونغ كونغ (فرانس برس)
+ الخط -

قرر بنك ستاندرد تشارترد، تقليص أنشطته في المنطقة العربية وأفريقيا، مشيرا إلى أنه يسعى إلى خفض التكاليف والتركيز على أسواق أكثر ربحية، في الوقت الذي تتزايد التحذيرات من تضرر الأوضاع المالية في العديد من البلدان، بفعل تداعيات ارتفاع تكاليف الاقتراض وصعود فواتير الاستيراد، على ضوء الحرب الروسية في أوكرانيا والعقوبات الواسعة ضد موسكو.

وسيتخارج البنك البريطاني بالكامل من لبنان والأردن وأنغولا والكاميرون وغامبيا وسيراليون وزيمبابوي، كما سيوقف أنشطته المصرفية للأفراد في تنزانيا وساحل العاج للتركيز فقط على الخدمات المصرفية للشركات، بحسب بيان، أمس الخميس.

وتمثل هذه الخطوة تحولا ًرئيسياً للبنك، الذي كان من أكبر البنوك الأوروبية التي استثمرت في المنطقة في السنوات القليلة الماضية في وقت انسحبت فيه بنوك أخرى منها.

وقال البنك إن تقليص أنشطته سيسمح له بالتركيز على اقتصادات أكبر وأسرع نمواً في المنطقة مثل السعودية، حيث افتتح أول فرع له، وكذلك مصر.

وأضاف أن الأسواق التي سيتخارج منها حققت حوالي 1% من إجمالي الدخل في 2021 ونسبة مماثلة من الأرباح قبل خصم الضرائب. ويوجد ستاندرد تشارترد حالياً في 59 سوقاً، ويقدم خدمات لعملاء في 83 سوقاً أخرى.

وتشهد العديد من الدول العربية والأفريقية صعوبات اقتصادية ومالية منذ انتشار جائحة فيروس كورونا، وتفاقمت الأوضاع سريعا مع اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا لتأثيرها السلبي على ميزانيات الكثير من الدول التي تعتمد على الاستيراد لسد احتياجاتها وكذلك ارتفاع كلفة الاقتراض وكلف التأمين على الديون في ظل صعود أسعار الفائدة العالمية ومخاطر السداد.

وسجلت مستويات الديون في قارة أفريقيا ارتفاعاً كبيراً قبل الحرب بالأساس، بسبب برامج التقشف التي فرضتها الدول على نفسها، وعدم كفاية تدابير الإغاثة، التي استهدفت تخفيف أعباء الديون لبعض أفقر دول العالم، حيث انتهت مبادرة مجموعة العشرين، لتعليق خدمة الديون في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وقال ألبرت زوفاك، كبير خبراء الاقتصاد لشؤون أفريقيا في البنك الدولي، في مقابلة، وفق وكالة بلومبيرغ، إن الدول الأفريقية يتعين عليها التفكير مرتين قبل أخذ قروض جديدة، مضيفا: "القضية مرة أخرى ليست الحصول على ديون أم لا، ولكن فيم تُستخدم أموال الدين؟".

المساهمون