بريطانيا وأوروبا على صفيح ساخن: مخاوف مع فشل التفاوض التجاري

12 ديسمبر 2020
خلال تحركات في لندن (Getty)
+ الخط -

تعيش الأسواق البريطانية والأوروبية على وقع التخبط وعدم اليقين في ما يتعلق بالوصول إلى اتفاق تجاري قبيل خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي في نهاية العام الحالي. وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الجمعة، إن فرص إبرام بريطانيا اتفاقية تجارية مع الاتحاد الأوروبي لمرحلة ما بعد بريكست تتلاشى على ما يبدو، مع اقتراب مهلة لاتخاذ قرار بشأن مواصلة المحادثات.

وأضاف جونسون أنه لم يلمس "تعديلا كبيرا" في عرض الاتحاد الأوروبي بشأن الصيد في المياه البريطانية وقواعد التنافس العادل، ما يجعل نتيجة عدم التوصل لاتفاق "مرجحة جدا"، وهو ما يحتم على بريطانيا إجراء التعاملات بناء على قواعد منظمة التجارة العالمية.

وحدد جونسون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين موعدا نهائيا، الأحد، لاتخاذ قرار إما باستمرار المحادثات أو الاستعداد لانفصال دون اتفاق. إلا أن أندرو بيلي، محافظ بنك إنكلترا المركزي، أكد، الجمعة، أن "لندن مركز مالي عالمي، كانت كذلك لوقت طويل جدا، وستظل".

وأضاف أن فقدان الوظائف في القطاع المالي أقل بكثير مما توقع البعض بعد تمخض استفتاء بريطانيا في 2016 عن قرار بمغادرة الاتحاد الأوروبي.

لكن عالم الأعمال لم يتلقف تطمينات بيلي بسهولة، إذ ناشدت شركات الشحن والنقل ومتاجر البقالة والأعمال الأخرى، الجمعة، الحكومة البريطانية لإبرام اتفاق تجاري في اللحظة الأخيرة مع الاتحاد الأوروبي، بعدما طلب الجانبان من مواطنيهما الاستعداد لاضطراب خلال العام الجديد تشهده العلاقة التجارية بين الجانبين.

وفشلت شهور من المحادثات حول اتفاق تجارة مستقبلي في حل الخلافات بشأن ثلاث قضايا: حقوق الصيد وقواعد المنافسة العادلة وإدارة النزاعات المستقبلية. ومن شأن الفشل في الاتفاق على قواعد جديدة تحكم كل شيء يتعلق بالعلاقات التجارية، أن يحدث اضطرابا في حركة المرور عند الحدود ويصدم الأسواق المالية وينشر الفوضى عبر سلاسل التوريد في عالم يجد بالفعل صعوبة في مواجهة الآثار الاقتصادية لكوفيد-19.

ووفق تقرير نشرته جريدة "الغارديان" البريطانية، الجمعة، سيواجه المسافرون من رجال الأعمال غرامات تصل إلى 20 ألف يورو إذا لم يتقدموا بطلب للحصول على تصاريح خاصة لزيارة المؤتمرات أو المعارض في الاتحاد الأوروبي إذا لم تكن هناك صفقة بين الطرفين.

كما أكدت "الغارديان" أن الحكومة تواجه ضغوطًا متزايدة لاتخاذ إجراءات في موانئ الحاويات في المملكة المتحدة المزدحمة، حيث تتكدس آلاف الشاحنات المحملة بالسلع الإضافية المتجهة إلى موانئ القناة في فرنسا، وهو ما يتسبب في حدوث تأخيرات وطوابير مرورية.

وأصبحت التأخيرات التي نشأت من موانئ الحاويات الرئيسية محسوسة الآن بشكل حاد في عدد من الصناعات.

ويكافح تجار التجزئة والعملاء للحصول على مخزون في المتاجر في الوقت المناسب لفترة عيد الميلاد الحرجة. ويوم الخميس، اضطرت شركة هوندا إلى وقف الإنتاج لمدة يومين في مصنعها في سويندون بسبب نقص قطع غيار السيارات. كما أبلغ اتحاد تجار البنائين عن تضاؤل ​​الإمدادات من الأدوات والأخشاب وبلاط الأسقف.

المساهمون