بريطانيا: موجة جديدة من إضرابات القطارات تبدأ غداً

06 مايو 2024
الإضراب سيسبب تعطيل شبكة القطارات، لندن، 05 مايو 2024 (راصد نجاتي أسلم/ الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- بريطانيا تواجه إضرابات قطارات لمدة ثلاثة أيام بسبب خلافات حول الأجور وشروط العمل، مما يؤثر على حركة السفر خاصةً إلى لندن، ويلز، واسكتلندا.
- النقابة البريطانية لسائقي القطارات (أسلاف) تستمر في الإضراب طلبًا لزيادة الأجور بعد توقف المفاوضات مع "رايل ديلفري غروب"، مع الإشارة إلى تأثيرات وباء كورونا على إيرادات القطارات.
- وزارة النقل تقدم عرضًا لزيادة الأجور لسائقي القطارات إلى 65 ألف جنيه إسترليني، لكن "أسلاف" تواصل الإضراب، مما يعقد الوضع في قطاع يعتمد على دعم دافعي الضرائب.

تستعد بريطانيا لجولة أخرى من إضرابات القطارات غداً الثلاثاء، ليواجه الركاب في جميع أنحاء إنكلترا اضطراباً في حركة حياتهم اليومية. فعلى الرغم من المحاولات الأولية لاستئناف المفاوضات بشأن الأجور وشروط العمل، تعثّرت المحادثات، ما أدّى إلى تفاقم الوضع مجدداً وإعلان أعضاء النقابة البريطانية لسائقي القطارات (أسلاف) تنفيذ إضرابات لمدة 24 ساعة عبر شبكات القطارات في كل من مشغلي القطارات الوطنية على مدار ثلاثة أيام حتى الخميس المقبل، بينما سيتم تطبيق حظر العمل الإضافي على مستوى البلاد من اليوم حتى السبت.

ومن المتوقع أن تؤدي إضرابات القطارات إلى تعقيد وتعطيل خطط سفر الركاب، حيث تستهدف الموجة الأولى من الحراك طرق الركاب المؤدية إلى لندن، وستطاول أيضاً الرحلات إلى ويلز واسكتلندا. وتصرّ النقابة على التزامها بالإضراب، للحصول على عرض أفضل للأجور، وتقول إن بعض الأعضاء تحمّلوا خمس سنوات من دون زيادة الرواتب، حيث فشلت الجولة الأخيرة من المفاوضات قبل عام تقريباً.

وكانت المناقشات قد بدأت من جديد مع اقتراح مجموعة "رايل ديلفري غروب" Rail Delivery Group الممثلة لمشغّلي القطارات استئناف المفاوضات الرسمية مع نقابة "أسلاف" خلال الأسبوع الأول من مايو/أيار الجاري قبل أن تصل المداولات إلى طريق مسدود تسبب في موجة الإضرابات من جديد. وفي هذا الصدد، قال عضو "أسلاف" ستيف أوستن في تصريح لـ"العربي الجديد" إن المطالب المالية المطروحة تعود إلى فترة وباء كورونا، حين انعدم وجود الركاب لمدة عامين، مشيراً إلى "عودة معدل الإقبال الآن تقريباً إلى مستويات ما قبل كورونا، وهو في الواقع أعلى الآن في عطلات نهاية الأسبوع. ومع ذلك، انخفض معدّل شراء التذاكر في المواسم وأوقات الذروة".

أضاف: "لذلك أعتقد أنّه ربما ثمة حاجة للنظر في إعادة هيكلة سياسة التذاكر. كذلك، ينبغي أن يؤخذ في الاعتبار انخفاض قيمة الدخل خلال السنوات الخمس الماضية، بينما استمرّت الشركات المشغّلة للقطارات بتحقيق أرباح هائلة، فضلاً عن دفع أرباح كبيرة للمساهمين، ورفع أجور المديرين بشكل كبير. فعلى سبيل المثال، ارتفع أجر مدير الإدارة في شركة تشيلترن للسكك الحديدية من 167 ألف جنيه إسترليني إلى 300 ألف".

وفي السياق، لفت إلى "السكك الحديدية الغربية الكبرى GWR أنشأت مناصب إدارية جديدة خلال الأشهر الماضية. ومع ذلك، خلال خمس سنوات، لم يحصل سائقو القطارات على زيادة الأجور في الشركات بموجب عقود هيئة النقل، بما يعني في الواقع هبوط قيمة الأجور بنسبة 20% تقريباً خلال تلك الفترة. وفي المقابل، تمكنّا في شركات تشغيل القطارات التي لا تخضع لسيطرة هيئة النقل، في اسكتلندا وويلز، من التفاوض وإبرام صفقات مقبولة".

وفي ما يتعلّق بالاقتراحات السابقة التي عرضتها هيئة النقل من خلال مجموعة "ديلفري" التي تتمثّل بزيادة 4% في الأجور شرط إلغاء الشروط والأحكام التي ناضل من أجلها سائقو القطارات، فيقول أوستن إن اللجنة التنفيذية لنقابة "أسلاف" رفضتها، لأن هذا العرض يرقى إلى "قائمة أمنيات" المجموعة لتفرض قواعدها تحت ستار التحديث ومن أجل زيادة في الأجور أقل بكثير من التضخم. 

ويشير أوستن إلى أن "غياب المحادثات الرسمية في العديد من الشركات أحدث جواً شبه سام في مكان العمل، حيث شعر الموظفون أن الإدارة تتصرّف كما يحلو لها، بما في ذلك خرق الشروط والأحكام والسياسات والإجراءات. وعلاوة على ذلك، أدّى إلى تدهور علاقات العمل الجيدة مع الموظفين إلى استخدام بعض الشركات مديرين لتغطية الخدمات في أيام إضرابات القطارات القادمة".

ويخلص أوستن إلى أن "الطريق إلى الأمام يكمن في أن تسمح هيئة النقل لكل شركة مشغّلة للقطارات بالعودة إلى المفاوضات الفردية كما كان الحال دائماً. لكن يبدو أن الهيئة ومجموعة ديلفري غاب عنهما أن هناك 16 شركة مشاركة، ولكل منها معدلات أجور وشروط وأحكام مختلفة إلى حد كبير، يعني أن صفقة أجور واحدة من مبدأ مقاس واحد يناسب الجميع لن تحل النزاع".

في المقابل، وبحسب ما أوردت صحيفة الغارديان اليوم الاثنين، قال متحدث باسم مجموعة ديلفري "إنّهم تواصلوا مع نقابة أسلاف لإيجاد أرضية مشتركة تسمح لهم بالانتقال إلى المفاوضات الرسمية"، علماً أن الأمين العام لنقابة "أسلاف" ميك ويلان قال للأعضاء إنه سينظر في هذه الخطوة في محاولة لإيجاد حل لهذا النزاع، مضيفاً: "لا نريد أن نفعل هذا. لا أحد يريد أن يخسر أمواله، ولكن ما لم نقم بذلك، فلن يأتي أحد إلى الطاولة ويتحدث إلينا. لذا نتخذ الإجراءات اللازمة، كونها الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها التعبير عن أصواتنا".

أما وزارة النقل والسكك الحديدية فقال متحدث باسمها إن الوزير قدّم عرضاً لزيادة من شأنها أن ترفع متوسط رواتب سائقي القطارات إلى 65 ألف جنيه إسترليني، أي ضعف متوسط الراتب في المملكة المتحدة تقريباً، ولفت إلى أن "أسلاف" هي النقابة الوحيدة التي ظلت مضربة بعدما أشرفت الحكومة على الصفقات مع جميع النقابات الأخرى، مضيفاً: "بدلاً من التسبب في تعطيل الركاب، يجب عليهم طرح هذا العرض على أعضائهم والعمل مع الصناعة لإنهاء هذا النزاع".

من جهته، حذّر متحدث باسم "ديلفري" من أن إضرابات القطارات ستؤدي إلى تفاقم التحديات التي يواجهها القطاع الذي يتلقى دعماً كبيراً من دافعي الضرائب يصل إلى 54 مليون جنيه إسترليني أسبوعياً بعد الانكماش الاقتصادي.

المساهمون