انقطاع الكهرباء في مدن وسط وجنوب العراق... أولى مشاكل فصل الصيف

09 مارس 2023
عودة التقنين في العراق (Getty)
+ الخط -

تعرضت أحياء كبيرة في العاصمة العراقية بغداد وأطرافها، وصولاً إلى بابل وكربلاء والنجف والديوانية، لانقطاع كامل للكهرباء منذ صباح اليوم الخميس، دون أي تنبيه مسبق من السلطات، ولا سيما أن الفترة الماضية شهدت استقراراً نسبياً بتوفير الطاقة، فيما أشارت السلطات إلى أن هذا القطع جاء بسبب شحّ الغاز المولد للمحطات، وهو غاز إيراني.

والشهر الماضي، تراجعت ساعات تجهيز الطاقة الكهربائية بعدد من محافظات البلاد، منها العاصمة بغداد وديالى وعدد من المحافظات الجنوبية، وعزت الوزارة ذلك التراجع إلى سوء الأحوال الجوية، لكنّ مسؤولين أرجعوا ذلك إلى النقص في الغاز الإيراني المستخدم في توليد الطاقة بالعراق.

وزارة الكهرباء العراقية أصدرت بياناً قالت فيه إن سبب انفصال خطوط الارتباط المشتركة بين المنطقتين، الجنوبية والوسطى، يعود إلى "شح الغاز وانحسار إطلاقاته عن المنطقة الوسطى وبغداد، الذي تكفل بتحديد أحمال الوحدات التوليدية في محطات الإنتاج، ووفرة الإنتاج في المنطقة الجنوبية، وكذلك دخول عدد من الوحدات برامج الصيانات الدورية لتكون مستعدة وجاهزة لفصل الصيف".

وأكدت الوزارة أنّ "الانفصال حصل لخطوط الارتباط المشتركة الناقلة للطاقة بين المنطقة الجنوبية والمنطقة الوسطى، ما أدى إلى انفصال محطات الإنتاج والخطوط الناقلة للمنظومة الوطنية، وأنه جرت إعادة خطوط الارتباط المشتركة بين المحافظات، وجارٍ العمل على استكمال إعادة المنظومة لوضعها الطبيعي".

وفي آخر اجتماع جرى بين عدد من أعضاء مجلس النواب مع وزير الكهرباء ببغداد، زياد علي فاضل، جرى الاتفاق على حلّ الأزمة عبر سلسلة من الإجراءات أو القرارات، منها زيادة كميات الغاز المستورد من إيران الفترة القادمة أو زيادة استيراد الطاقة الكهربائية من إيران لسد النقص الحاصل في التيار الكهربائي".

من جهته، قال رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، إن أسباب استمرار أزمة النقص الحاصل في إنتاج الطاقة إلى قلة الوقود، وإن استيراد الغاز المجهّز لمحطات إنتاج الكهرباء يكلف البلاد سنوياً حوالى 10 تريليونات دينار.

وأضاف السوداني أن "دخول العراق إلى سوق الغاز العالمي هو خيارنا، وخططنا له، وسيتم تنفيذه. لا يمكن أن تستمر هذه الحالة الشاذة في أن نرى الغاز يُحرق، وهذه الأموال والثروات وهذه الغازات الدفيئة تنبعث هدراً، ما يؤدي إلى زيادة الاحتباس الحراري"، متعهداً بأن "العراق في غضون ثلاث سنوات سيصل إلى الاكتفاء الذاتي بإنتاج الغاز".

بدوره، قال الخبير الاقتصادي ناصر الكناني، إن "العراق قد يواجه مخاطر اقتصادية وتغييرات سياسية ومشاكل اجتماعية واضطرابات من جراء انقطاع الكهرباء خلال فصل الصيف الذي بدأت ملامحه بالظهور في العراق"، مبيناً لـ"العربي الجديد" أن "الاتفاق الأخير الذي جرى بين بغداد وطهران، قضى برفع ضخ الغاز الإيراني من 10 ملايين إلى 25 مليون متر مكعب، وذلك تمهيداً لعودته إلى معدلاته العادية عند 30 مليون متر مكعب، لكن إيران لم تلتزم بحجة أنها تطالب بالديون المتراكمة على العراق من مبالغ الغاز".

ويعتمد العراق على الغاز الإيراني لتشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية، وكان وزير الكهرباء العراقي السابق عادل كريم قد أكد الحاجة للغاز الإيراني لفترة ما بين 5 و10 سنوات.

وواجه العراق أزمات كبيرة بتوفير الطاقة الكهربائية، بسبب عدم التزام الجانب الإيراني تصدير كميات الغاز المتعاقد عليها مع العراق، لتشغيل محطاته الكهربائية، إذ قُطعَت كميات الغاز أو قُلِّلَت كمياتها المصدرة إلى العراق لعدة مرات في الصيف الماضي، ما أحرج الحكومة العراقية بتوفير الطاقة، وسبّب موجة تظاهرات وغضباً شعبياً في عدد من المحافظات.

المساهمون