انتعاش حركة التبضع في الأسواق العراقية استعداداً للعيد

10 ابريل 2024
من أسواق العراق (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في الأيام الأخيرة من رمضان، شهدت الأسواق العراقية انتعاشاً استعداداً لعيد الفطر، مع زيادة الطلب على الملابس، المواد الغذائية، والهدايا، رغم ملاحظة انخفاض القدرة الشرائية بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار.
- التجار والخبراء الاقتصاديون يناقشون التحديات مثل صعوبة الحصول على الدولار وارتفاع إيجارات المحال، مما يؤدي لارتفاع الأسعار، لكن العادات التقليدية مثل تحضير كعك العيد تساهم في انتعاش بعض القطاعات.
- العراق يواجه تحديات اقتصادية ومالية تؤثر على الحياة اليومية، بما في ذلك تأثير الأحداث العالمية، تراجع واردات النفط، والفساد، مما يؤدي إلى ركود اقتصادي وتدهور في القدرة الشرائية وشكاوى من ارتفاع الأسعار.

انتعشت الأسواق العراقية في الأيام الأخيرة من شهر رمضان استعداداً لاستقبال عيد الفطر المبارك، حيث اعتادت الأسر على ارتياد الأسواق المحلية، للتبضع وشراء الملابس، كما انتعشت أفران المعجنات ومحلات الهدايا، إلا أن جوانب أخرى من الأسواق شهدت ركوداً نسبياً، بسبب انخفاض القدرة الشرائية لدى فئة كبيرة من المواطنين.

وما زال ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازية بحدود 1480 ديناراً للدولار الواحد يعد أحد أهم المشاكل التي تواجه الحركة التجارية في الأسواق العراقية، بعد تسببه بارتفاع سعر المواد والبضائع.

الأسواق العراقية في رمضان

وتشهد الأسواق العراقية في الأيام الأخيرة من شهر رمضان الفضيل زخماً ملحوظاً وحركة تجارية نسبية، حيث تقبل فئة من المواطنين على تبضع الألبسة الجديدة والمواد الغذائية والمعجنات واللحوم استعداداً لاستقبال عيد الفطر المبارك.

ويقول التاجر مثنى الدليمي إن الأسواق والمراكز التجارية استعدت لتأمين مستلزمات واحتياجات المواطنين خلال هذه الأيام، إلا أن هناك صعوبات تواجههم في عمليات الاستيراد التي انعكست على مستويات الأسعار في السوق.

وأوضح الدليمي، لـ"العربي الجديد"، أن صعوبة الحصول على الدولار بالسعر الرسمي (1320 درهماً)، تضطرهم لشراء الدولار من السوق الموازية من أجل استيراد بضائعهم من الخارج، فضلاً عن ارتفاع أسعار إيجار المحال التجارية، وهو ما يسبب ارتفاع الأسعار في الأسواق.

من جانب آخر، أوضح الباحث الاقتصادي أحمد صباح أنه على الرغم من انخفاض القدرة الشرائية لدى فئة كبيرة من المواطنين، فإن العادات والتقاليد المتوارثة تجبرهم على التبضع استعداداً لاستقبال عيد الفطر المبارك وتبادل الزيارات الاجتماعية.

وبين صباح لـ"العربي الجديد"، أن احتياجات ومتطلبات المواطنين في الأسواق والمراكز التجارية تختلف من عائلة لأخرى، حيث تشمل محال الملابس الجاهزة لمختلف الفئات العمرية، كما تشمل محال بيع اللحوم والألبان وأفران المعجنات.

وأضاف موضحاً أن محلات الخياطة النسائية أو الرجالية هي الأخرى تنتعش خلال فترة ما قبل العيد بالزبائن لتفصيل ملابس جديدة، أو إجراء تعديلات على الملابس الجاهزة التي تم شراؤها من محال أخرى، كما تشهد السوق تزايداً في إقبال الزبائن على الأقمشة، حيث يحرص معظم العراقيين على إحياء شعائر العيد بملابس جديدة.

وبيّن صباح أن صالونات الحلاقة الرجالية والنسائية هي الأخرى تكتظ بالزبائن، ومنهم من ينتظر دوره ساعات طويلة داخل صالون الحلاقة، لتكتمل زينته استعداداً لفرحة العيد.

انتعاش الأفران

ومن العادات والتقاليد المتوارثة أيضاً لدى العائلات العراقية في استقبال العيد، إعداد كعك العيد "الكليجة"، التي تقدّم للضيوف ويتناولها الكبار والصغار بأنواعها المختلفة بالتمر والسكر والحلويات، وهي تعد نجمة المائدة العراقية خلال أيام العيد، بالإضافة إلى معجنات "الكاهي" التي تقدم وجبة الفطور في أول أيام العيد.

وساهمت هذه العادات في انتعاش الأفران والمخابز في المناطق الشعبية بمختلف محافظات العراق، والتي تعتبر من أساسيات استقبال العيد لدى كل عائلة.

وقال أمين ناظم، صاحب محل معجنات في الأنبار، إن الأيام الأخيرة من شهر رمضان الفضيل تشهد إقبالاً واسعاً على شواء المعجنات من العائلات العراقية، ومن أهمها "الكليجة" التي تعتبر من المعجنات الأساسية التي يحرص العراقيون على تقديمها أيام الأعياد.

وأكد ناظم أن الكثير من العائلات العراقية بدأت تفضل شراء الكليجة جاهزة من الأفران، أو جلبها لإكمال لمساتها الأولى من العجين والحشو بالفستق أو التمر أو ما تفضله العائلة، ومن ثم إحضارها إلى الأفران لعملية الشواء.

وأضاف أن عملهم في الأفران يستمر لساعات طويلة خلال موسم اقتراب العيد، وفي آخر يومين من الشهر الفضيل تصل ساعات العمل إلى 24 ساعة لإعداد المنتجات المطلوبة.

مشاكل اقتصادية

وأكد الخبير الاقتصادي، صلاح العبيدي، أن السوق المحلية تشهد حالة من الركود، على الرغم من وجود حركة تبضع تجاري ملحوظة خلال فترة العيد، موضحاً أن العراق ما زال مثقلاً بالمشاكل الاقتصادية والمالية التي انعكست على الأسواق المحلية، بسبب تأثر البلد اقتصادياً بالأحداث العالمية.

وأفاد العبيد بأن العراق يعد ساحة للصراع بين القوى المتصارعة المتمثلة بالولايات المتحدة الأميركية وإيران في المنطقة، خاصة بعد أحداث غزة، ودخول بعض الفصائل العراقية على خط المواجهة، مما جعل العراق في وضع صعب ومعقد.

وبين العبيدي لـ"العربي الجديد" أن البلد تضرر اقتصادياً ومالياً، بسبب تراجع واردات النفط، بعد إيقاف تصدير نفط كردستان العراق عبر تركيا لفترة ليست بالقليلة، فضلاً عن عقوبات الخزانة الأميركية على بعض المصارف، واستمرار حالات الفساد.

وأشار العبيدي إلى أن توتر العلاقة بين إقليم كردستان العراق وبغداد، وتأخر استلام رواتب موظفي الإقليم، واستمرار تعطيل قطاع الصناعة، وتدهور الواقع الزراعي العراقي، وعدم قدرة القطاع الخاص على المساهمة بصورة فاعلة في الحياة الاقتصادية، والعجز الكبير في الموازنة، بالإضافة إلى تقلبات سعر صرف الدينار العراقي أمام الدولار، كلها جعلت العراق يمر بمرحلة الركود الاقتصادي.

وأضاف أن الأسباب التي أدت إلى تدهور الواقع الاقتصادي انعكست على حياة المواطن العراقي، وأضعفت من قدرته الشرائية، مضيفاً أنه "على الرغم مما تشهده الأسواق العراقية من إقبال واستعداد للعيد، فإنه يمكن ملاحظة شكاوى الناس من ارتفاع أسعار المواد الغذائية، والألبسة".

وأكد العبيدي عدم قدرة المواطن على تلبية الاحتياجات العامة، بسبب فقدان الرواتب جزءاً من قيمتها جراء تدهور الواقع الاقتصادي، وارتفاع سعر الصرف وغلاء الأسعار، مبيناً أن التجار وأصحاب المحلات يستشعرون خطر ركود الأسواق، ويرون أن نسبة الإقبال أضعف مما كانت في السابق، مما أثر سلباً بمجمل الحياة الاقتصادية.

المساهمون