ضاعفت اليابان جهودها لإصدار ين رقمي، بالتزامن مع إنشاء لجنة إستشارية حكومية وإطلاق برنامج تجريبي، لتنضم بذلك إلى عدد متزايد من الدول التي تستكشف العملة الرقمية المصرفية المركزية (CBDC).
وتعمل وزارة المالية اليابانية حالياً على تكوين لجنة من الخبراء، تبدأ عملها في وقت مبكر من إبريل/ نيسان لمناقشة إمكانية إصدار الين الرقمي، وفقاً لمصادر مطلعة أخبرت وكالة رويترز.
وتأتي هذه الخطوة بعد قرار بنك اليابان المركزي بدء برنامج تجريبي في أبريل لاختبار استخدام الين الرقمي، مما يقرب اليابان من إصدار عملتها الرقمية خلال عدة سنوات.
وتعهدت الحكومة في خطة متوسطة الأجل، صدرت في عام 2021، بالبدء في دراسة إمكانية إصدار العملة الرقمية عندما يكمل بنك اليابان المركزي (BOJ) المرحلة الأولى من التجارب بحلول مارس/ آذار 2023، وهو ما حدث.
وقال أحد المصادر بشأن خطة إنشاء اللجنة الحكومية "سيكون على ضوء التعهد الذي تم إدراجه في الخطة"، وهو رأي أيده المصدر الآخر.
وصرح وزير المالية شونيتشي سوزوكي للصحافيين اليوم الجمعة بأن الحكومة لا تزال في عملية الفحص لوسائل تحقيق التزامها بدراسة إمكانية إصدار العملة الرقمية، بما في ذلك فكرة اللجنة.
ومع ذلك، وبعد عامين من التجارب، صرّح بنك اليابان المركزي أنه لم يتخذ قراراً بشأن إصدار عملة رقمية مركزية، مؤكداً أنه سينتقل إلى المرحلة التالية من تنفيذ برنامج تجريبي ابتداءً من شهر أبريل، ليكون جاهزاً في حال قررت الحكومة إصدار الين الرقمي.
وأوضح البنك المركزي أن البرنامج التجريبي قد يستمر لعدة سنوات، وقد يتعين تعديل بعض القوانين في حال قررت الحكومة البدء في إصدار عملة رقمية مركزية للاستخدام العام.
وفي خطاب له يوم الثلاثاء، قال محافظ بنك اليابان المركزي هاروهيكو كورودا: "ضمان تعايش عملة رقمية مركزية مع أنماط مختلفة من النقود... هو شيء نحن بحاجة إليه وسنحققه في المستقبل".
وضاعفت بنوك مركزية في جميع أنحاء العالم جهودها لتطوير العملات الرقمية، بهدف تحديث الأنظمة المالية، وتسريع المدفوعات المحلية والدولية.
وتسعى اليابان والاقتصادات المتقدمة الأخرى للحاق بالصين، التي تقود سباقاً عالمياً لتطوير العملات الرقمية المركزية، وقد زادت تلك الدول من تجاربها في هذا الاتجاه، وتحديداً فيما يخص مدفوعات التجزئة.
وبدأ مجلس الاحتياط الفيدرالي الأميركي في بحث إمكانية إصدار دولار رقمي بالكامل، أطلق عليه اسم "فد كوين"، مؤكداً أن إطلاق هذا النوع من الأصول يتطلب دعم أعضاء الكونغرس.
وعلى صلة بالأمر، كشف "سيتي بنك"، في أحدث تقرير له، أن الموجة التالية من اعتماد العملة الرقمية ستكون مدفوعة في المقام الأول بالاعتماد المتزايد للعملات الرقمية للبنوك المركزية، وتمثيل أصول العالم الحقيقي رقمياً.
وتوقع "رونيت جوس"، رئيس إدارة "مستقبل التمويل" في البنك، أن يتم التداول بالعملات الرقمية الصادرة عن المصارف المركزية "بقيمة 5 تريليونات دولار بحلول نهاية العقد"، وهو ما يمثّل تقريباً الناتج المحلي الإجمالي السنوي الاسمي لليابان، أي ثالث أكبر اقتصاد في العالم.
هذا ويعد وضع عدد من الحكومات إطاراً تنظيمياً واضحاً، لتبني الأصول التقليدية على شبكة البلوكتشين، حجر أساس في عملية تبنّي التقنية بشكل رسمي، إلا أنه قد يتسبب في إلغاء بعض الوظائف في القطاع المالي، وفقاً لما جاء بتقرير البنك.
وعلاوةً على ذلك، يشير التقرير إلى أن تقنية البلوكتشين "لم تعد مفهوماً متخصصاً، ولكنها من المقرر أن تصبح تقنية سائدة ذات آثار كبيرة على مختلف الصناعات والقطاعات"
وأضاف "مع تقدم التكنولوجيا، ستحتاج الشركات والحكومات إلى تبني البلوكتشين لتبقى قادرة على المنافسة في المشهد المتطور الذي نعيشه".
(رويترز، العربي الجديد)
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
