قررت الولايات المتحدة الأميركية، مراجعة العقوبات التي فرضتها على صادرات الأسمدة المغربية، على شكل رسوم جمركية تعويضية قبل نحو شهر من الآن.
وكانت الولايات المتحدة فرضت في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، رسوما جمركية قالت إنها "تعويضية" على صادرات الأسمدة الفوسفاتية المغربية، بعد شكوى من شركة "موزاييك" التي تعتبر منافسا للمجمع الشريف للفوسفات في سوق تلك السلعة.
وفرضت السلطات الأميركية المختصة، حينذاك، رسما تعويضيا في حدود 23.46% على واردات الأسمدة من المغرب، علما أن الرسوم التعويضية توازي عادة قيمة الدعم، وهو تدبير تسمح به منظمة التجارة العالمية.
غير أن القرار الذي صدر أمس الأربعاء، راجع ذلك الرسم نحو الانخفاض، حيث قلصه إلى 16.88%، ما دفع مصدرا من المكتب الشريف للفوسفاط للتأكيد في تعليق لـ"العربي الجديد"، على أن قرار الشهر الماضي جاء نتيجة خطأ في التقدير، معتبرا أن قرار الرسوم التعويضية غير مبرر ولا سند له في الواقع.
واشتكت الشركة الأميركية "موزاييك"، في الصيف الماضي، الجانب المغربي، لدى وزارة التجارة ولجنة التجارة الدولية للولايات المتحدة، داعية إلى فتح تحقيق حول ما تعتبرها ممارسات تجارية تعرضها للضرر، مطالبة بسن رسوم تعويضية.
وأكدت الشركة الأميركية، بعد وضع شكواها، أنها اتخذت ذلك التدبير لأن كميات مهمة من الواردات المدعمة بطريقة غير عادلة، والآتية من المغرب وروسيا تسبب أضرارا كبيرة لأنشطتها.
وتزعم الشركة الأميركية، أن المغرب الذي تختزن أرضه 70% من احتياط الفوسفات العالمي، توفر للمجمع الشريف للفوسفاط، دعما يتيح له تنافسية أكبر عبر الأسعار.
وكان المجمع الشريف للفوسفات اعتبر أن فرض رسوم جمركية تعويضية غير مبرر ولا سند له، مؤكدا أن ذلك يضر بالمزارعين الأميركيين الذين تراجعت إيراداتهم في الأعوام الأخيرة.
وكان المجمع المغربي شدد الشهر الفائت، على أنه تعاون مع السلطات المختصة خلال فترة التحقيق، مؤكدا أنه مستمر في الدفاع عن مواقفه في المرحلة التالية من المسلسل الذي سيستمر حتى مارس/ آذار المقبل، علما أنه يمكن للمجمع الطعن في القرار الأميركي لدى منظمة التجارة العالمية.
والمجمع الذي كان قد أكد أنه سيدافع بقوة عن موقفه ضد ما يعتبرها مزاعم مغرضة لشركة " موزاييك"، أكد قدرته على تقديم االدليل على غياب أي أسس لفرض حقوق تعويضية على الواردات من الأسمدة المغربية، مؤكدا التزامه شريكا متميزا ومجددا للمزارعين الأميركيين.
ولم تؤثر المزاعم الأميركية حتى الآن، على أداء المجمع الشريف للفوسفاط، إذ حافظ على مبيعاته في السوق الدولية، خاصة في ظل تراجع صادرات الصين وارتفاع الطلب الآتي من الهند وأوروبا وأميركا اللاتينية وأفريقيا.
وقد بلغت قيمة صادرات المغرب إلى العالم من الأسمدة العام الماضي، نحو 3 مليارات دولار، حسب بيانات مكتب الصرف الذي أوضح أن المبيعات إلى الاتحاد الأوروبي استقرت في حدود 430 مليون دولار، بينما وصلت قيمتها باتجاه البرازيل إلى 660 مليون دولار من 530 مليون دولار، وتراجعت للولايات المتحدة من 800 مليون دولار إلى 570 مليونا.