أسعار النفط تصل إلى أعلى مستوى لها هذا العام .. وتوقعات بعودتها إلى 100 دولار قبل 2024

15 سبتمبر 2023
هل يصل خام برنت إلى سعر 100 دولار للبرميل مرة أخرى (الأناضول)
+ الخط -

شهد هذا الأسبوع ارتفاعاً كبيراً في أسعار النفط، حيث وصلت إلى أعلى مستوياتها خلال العام. وقد أثار هذا الاتجاه التصاعدي اهتماماً كبيراً باحتمال وصول أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل قريباً، حتى إن بعض المحللين توقعوا إمكانية الوصول إلى هذا المستوى الهام قبل نهاية العام الحالي.

وصباح الجمعة بتوقيت لندن، جرى تداول العقود الآجلة لخام برنت القياسي الدولي عند 93.90 دولارًا للبرميل، بارتفاع حوالي 0.2%. وفي الوقت نفسه، بلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 90.41 دولارًا، أي أعلى بنسبة 0.3% تقريبًا خلال الجلسة.

واستقر كل من برنت وغرب تكساس الوسيط عند أعلى مستوياتهما لهذا العام أمس الخميس. وارتفعت عقود النفط بشكل حاد منذ شهر حتى الآن، وتبقى على هذا المسار لتحقيق أسبوعها الإيجابي الثالث على التوالي.

ويأتي ارتفاع الأسعار وسط توقعات متزايدة بتقلص الإمدادات، بعد أن تحركت المملكة العربية السعودية وروسيا لسحب المخزونات العالمية، عن طريق تمديد خفض إنتاج النفط حتى نهاية العام.

وقالت المملكة العربية السعودية، أكبر منتج في أوبك، في 5 سبتمبر/أيلول، إنها ستمدد خفض إنتاجها بمقدار مليون برميل يوميا حتى نهاية العام، كما تعهدت روسيا بخفض صادرات النفط بمقدار 300 ألف برميل يوميا حتى نهاية العام. وقال البلدان إنهما سيراجعان الخفض الطوعي على أساس شهري.

وأشار المحللون في بنك أوف أمريكا إلى توقعهم ارتفاع أسعار النفط قريبًا إلى ما يزيد عن ثلاثة أرقام (100 دولار أو أكثر).

ووافقهم في ذلك محللون بقيادة فرانسيسكو بلانش، الذي قال في مذكرة بحثية صدرت هذا الأسبوع إنه "إذا حافظت أوبك+ على تخفيضات العرض المستمرة حتى نهاية العام، في ظل خلفية الطلب المتنامي في آسيا، فسترتفع أسعار برنت إلى ما يزيد عن 100 دولار للبرميل قبل عام 2024.

وقال تاماس فارغا، من شركة وساطة النفط بي في إم، إن القفزة نحو مستوى 100 دولار أمر "معقول"، مستشهدا بقيود الإنتاج من المملكة العربية السعودية وروسيا، والصيانة المقبلة لمصافي التكرير، والنقص الهيكلي في وقود الديزل في أوروبا، بالإضافة إلى الإجماع المتزايد على أن دورة التشديد الحالية ستنتهي قريبا.

وقال فارغا لشبكة "سي إن بي سي"، اليوم الجمعة، إن مثل هذا الارتفاع "ينطوي أيضًا على ضغوط تضخمية متجددة، وإن ذلك انعكس في بيانات التضخم الأميركية هذا الأسبوع وارتفاع الإنفاق الاستهلاكي، ما يشير إلى أن أسعار الفائدة قد تظل مرتفعة لفترات أطول، ما قد يكون له تأثير سلبي على النمو الاقتصادي والطلب على النفط".

وحذرت وكالة الطاقة الدولية، يوم الأربعاء، من أن قيود الإنتاج التي فرضتها السعودية وروسيا ستؤدي على الأرجح إلى "عجز كبير في السوق" خلال الربع الرابع.

وقالت هيئة الطاقة الرائدة في العالم، في تقريرها الشهري عن النفط، إن قيود الإنتاج، التي فرضتها أوبك والأعضاء من خارج أوبك بما يزيد عن 2.5 مليون برميل يوميًا منذ بداية العام، قد جرى تعويضها حتى الآن من قبل أعضاء من خارج تحالف أوبك+، مثل الولايات المتحدة والبرازيل.

وقال كريستيان مالك، الرئيس العالمي لاستراتيجية الطاقة ورئيس أبحاث أسهم النفط والغاز في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في بنك "جيه بي مورغان"، في لقاء مع "سي إن بي سي"، إنه يعتقد أن سعر النفط قد يجرى تداوله في نطاق يتراوح بين 80 إلى 100 دولار على المدى القصير، وعند حوالي 80 دولارًا على المدى الطويل. وأضاف: "مع دخول العام المقبل، سيعتمد الأمر بشكل كبير على توقعات النمو الاقتصادي في الصين، وماذا تفعل الولايات المتحدة؟ وكيف تستجيب شركات النفط الصخري؟

وأشار مالك إلى أنه يبدو أن الولايات المتحدة لديها خيارات محدودة إذا أرادت دفع أسعار النفط والبنزين إلى الانخفاض قبل الانتخابات الرئاسية المحورية العام المقبل. 

وأضاف أنه يعتقد أن إحدى نقاط البيانات الهامة بالنسبة له لهذا العام ككل هي اختبار مستوى 70 دولارًا للبرميل. "عليك أن تختبر التكاليف الحدية، ويمكن للجميع التنبؤ بها". وقال: "لقد وصلنا إلى 70 دولارًا، ثم عدنا، وبهذه التكلفة الحدية، فإننا نتطلع إلى سعر أعلى بكثير على المدى الطويل".

ومع ذلك، لا يوجد إجماع على توجه أسعار النفط نحو العودة الوشيكة إلى مستوى 100 دولار، حيث يقول أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في "ساكسو بنك"، إن "قطاع النفط الخام يبدو بشكل متزايد في منطقة ذروة الشراء على المدى القريب، ويبدو أنه بحاجة إلى التراجع".

وقال هانسن في مذكرة بحثية نُشرت الأسبوع الماضي: "نحن لا ننضم إلى معسكر 100 دولار للبرميل، ولكننا لا نستبعد فترة قصيرة يمكن خلالها تداول خام برنت فوق مستوى 90 دولارًا للبرميل".

ومع ذلك، أشار هانسن إلى أن "الاتجاه الصعودي على المدى المتوسط لا يزال قويًا مع وجود دعم عند مستوى 85 دولارًا، ومن المحتمل أن يكون ذلك قاعاً للنطاق السعري، باتجاه مستويات أعلى، بدعم من الإدارة النشطة من أوبك للإمدادات".

المساهمون