النظام السوري يخفض مخصصات التدفئة للعائلة في مناطقه إلى 100 ليتر مازوت

09 ديسمبر 2020
السوريون يعانون من برد قارس في الشتاء ولا تدفئة وكميات قليلة جداً من المازوت (فرانس برس)
+ الخط -

قررت حكومة النظام السوري خفض كمية المازوت المخصصة لكل عائلة هذا العام من أجل التدفئة المنزلية، لتصبح 100 ليتر فقط يحق للعائلة استخدامها طوال فترة البرد الممتدة 6 أشهر، ولا سيما في المناطق التي تشتهر ببردها القارس.

ومن تلك المناطق محافظة حمص، التي يعد جوها الشتوي باردا نسبيا، ويستمر فيها الجو البارد من نوفمبر/ تشرين الثاني وحتى نهاية إبريل/ نيسان، أي ما يعادل 180 يوما، في حين أن المخصص للعائلة من مادة المازوت للتدفئة خلال هذه المدة هو 100 ليتر فقط، أي لكل يوم كمية لا تتجاوز نصف ليتر.

وترجع سلطات النظام السوري، وفق ما ذكرته مصادر "العربي الجديد"، أن سبب تخفيض الكمية في المحافظة يعود إلى صعوبة تأمين المادة في ظل العقوبات المفروضة على النظام، فضلا عن وجود مناطق كثيرة وواسعة في المحافظة يجب تلبية متطلباتها مع بداية البرد القارس.

وتتنوع محافظة حمص في مناخها، حيث هناك مناطق شتاؤها قاس، مثل المناطق الصحراوية الواقعة جنوب وشرق المحافظة، فيما يكون الجو أقل برودة في الشمال والغرب، أما المدينة فيكون جوها باردا أيضا نظرا لتعرض المدينة بشكل مستمر للرياح الموسمية القادمة من الساحل.

وتقول المصادر إن نصف ليتر في اليوم لكل عائلة أمر غير معقول، فالعائلة بحاجة إلى ما بين 5 و10 ليترات على الأقل في اليوم الواحد من أجل حاجتها إلى التدفئة فضلا عن أن المازوت مستخدم في المنازل لغرض تسخين مياه الاستحمام.

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

وقد تستعيض الكثير من العائلات عن مادة المازوت بالحطب، إلا أن الحطب سعره مرتفع أيضا، وهناك عائلات كثيرة لا تملك مكانا لتخزين الحطب، كما أن مدفأة الحطب تعد من الأمور الصعبة التعامل معها.

يقول "أبو محمد" لـ"العربي الجديد"، إن 100 ليتر هي المخصصة لعام كامل وليس فقط لمدة الشتاء والبرد، أي أنه عليك توزيع 100 ليتر على 365 يوما، أي أن مخصص العائلة في اليوم بالكاد يكون ربع ليتر، وإذا كانت لديك مدفأة حطب في المنزل، فإن كمية المازوت تلك ليست كافية لوضعها فوق الحطب من أجل إشعاله.

ويضيف "أبو محمد": يقولون إن الرمد أفضل من العمى، لكن هنا لم نحصل على الرمد وهناك الكثير من العائلات في الكثير من المناطق لم تحصل على مخصصاتها بعد وقد دخل الشتاء ومعه البرد، وهذه العائلات فقيرة وليس لديها دخل يساعدها على شراء المازوت من السوق السوداء.

من جانبه، يضيف "ماهر" أن هناك محسوبيات أيضا في توزيع تلك الكمية القليلة، وهناك محسوبيات أيضا في توزيع الكميات، فهناك عائلات مدعومة تحصل على كمية أكبر، أما العائلات الفقيرة والتي ليس لها دعم في النظام قد ينتهي الشتاء ولا تحصل على مخصصاتها.

مصدر من وزارة التجارة التابعة للنظام، قال لـ"العربي الجديد"، إن النقص في مادة المازوت بالمحافظة عموما أدى إلى اعتماد الوزارة على مخصصات المؤسسات الحكومية والمخصصات التي كانت ستوزع على محطات الوقود، وذلك أدى إلى حدوث أزمة مواصلات في المدينة بسبب عدم توفر المازوت في المحطات التي تبيع بشكل حر.

وكان النظام، في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قد قام برفع أسعار المحروقات، بذرائع الحصار الاقتصادي وارتفاع تكاليف تأمين المحروقات وتوزيعها وإيصال الدعم إلى مستحقيه، بحسب ادعاءاته.

وشملت قرارات النظام آنذاك رفع سعر ليتر المازوت الصناعي والتجاري، حيث نص القرار على رفع سعر ليتر المازوت الصناعي والتجاري الحر إلى 650 ليرة سورية، وليتر البنزين 95 أوكتان إلى 1050 ليرة.

وذكرت وزارة التجارة، في بيان لها، أن سعر ليتر مازوت التدفئة بقي دون أي تغيير أو تعديل بـ180 ليرة سورية، وكذلك بالنسبة لباقي القطاعات، كالنقل والزراعة والقطاع العام، كما لم يطرأ أي تعديل على سعر ليتر المازوت المخصص للأفران التموينية وبقي على سعره بـ135 ليرة سورية.

ويعيش معظم السوريين في مناطق سيطرة النظام في ظل أوضاع اقتصادية سيئة نتيجة انهيار قيمة الليرة السورية والتي تمنعهم من تأمين أدنى متطلبات المعيشة اليومية.

المساهمون