المنطقة علي فوهة بركان

25 سبتمبر 2014
العنف في ليبيا يولد أوضاعاً اقتصادية سيئة (أرشيف/ getty)
+ الخط -
من اليمن جنوباً وحتى سورية شمالاً، ومن العراق شرقاً وحتى ليبيا غرباً، تعيش المنطقة على فوهة بركان، حيث تشهد مخاطر لم تشهدها منذ سنوات.
هذه المخاطر ستؤثر سلباً على اقتصاديات المنطقة، ونموذج العراق وليبيا واليمن، التي شهدت قلاقل سياسية في السنوات الأخيرة، ليس ببعيد.
فليبيا التي تصنّف على أنها واحدة من أكبر منتجي النفط، تشهد أزمة مالية واقتصادية خانقة وتدهوراً في الأوضاع المعيشية والخدمية، واليمن الذي تتعرّض موارده للتخريب والنهب، يشهد أوضاعاً مأساوية جعلته الأشد فقراً في المنطقة، حيث إن 54.5% من السكان فقراء و44% جوعى، حتى العراق، السادس عالمياً في إنتاج النفط، يعاني البطالة والفقر والفساد.
وما يحدث على الأرض الآن، سيزيد الأوضاع الاقتصادية لدول المنطقة سوءاً.
ففي ظل التوترات والمخاطر، لا يمكن لأحد أن يتحدث عن قدرة المنطقة على جذب استثمارات خارجية أو ضخ استثمارات إضافية لتحسين معيشة مواطنيها.
وفي ظل أجواء الحرب على داعش، لا يمكن أن نتحدث عن جذب المنطقة لسياح جدد أو حتى الحفاظ على الحاليين.
العالم كله بدأ يتعامل مع المنطقة على أنها عالية المخاطر، فتداعيات ضرب داعش قد لا تقف عند حدود سوريا والعراق، وانما قد تمتد لدول مشاركة في التحالف، أو دول لا تزال جاذبة للسياحة، منها لبنان والأردن وتركيا.
وفى حال تجدد الحرب بين الفلسطينيين وإسرائيل، فإن السياحة في المنطقة ستتأثر، خاصة في مصر وإسرائيل والأردن.
حتى أن الحرب على داعش قد ترهق اقتصاديات دول بالمنطقة بسبب ضخامة كلفتها البالغة مليارات الدولارات.
العرب كانت لديهم فرصة ذهبية لتحسين أحوالهم الاقتصادية منذ وقوع الازمة المالية العالمية، فمليارات الدولارات كانت تبحث عن مكان آمن عقب الانهيارات التي شهدتها الأسواق العالمية في العام 2008.
ولفتت الثورات العربية، الرائعة والحضارية، أنظار المستثمرين الدوليين، إلا أن طول فترة القلاقل السياسية أجّل قراراتهم.
وللأسف، العرب أضاعوا الفرصة الأولى في 2008 عقب اندلاع الأزمة المالية العالمية.. والفرصة تضيع منهم الآن مع تحوّل المنطقة إلى كرة لهب بسبب الحروب والقلاقل والاضطرابات التي قد لا تنتهى في المستقبل المنظور.
المساهمون