المغرب وإسبانيا: أرباح من عبور المغتربين

05 مايو 2022
المغتربون العائدون في إجازة الصيف ينعشون العديد من القطاعات (Getty)
+ الخط -

يتجه المغرب وإسبانيا نحو الإعداد لعملية عبور العائدين إلى المملكة في الصيف المقبل، وهو ما يستفيد منه البلدان اقتصاديا، وإن كان المغرب يجنى فوائد أكثر من تلك العملية على صعيد الطلب الداخلي والسياحة ورصيد العملية الصعبة.
وينتظر أن تبدأ في الأسبوع الحالي، الاجتماعات بين المسؤولين المعنيين بعملية العبور في إسبانيا والمغرب، من أجل تنظيمها من الناحية اللوجستية والأمنية.
وتعود عملية عبور المغتربين المغاربة في هذا العام بعدما توقفت في العامين الماضيين في سياق الأزمة الصحية وتوتر العلاقات بين البلدين.
وكان المغرب أعلن في يونيو/ حزيران من العام ما قبل الماضي، عن إلغاء عملية "مرحبا"، التي تهم تنظيم عبور أفراد الجالية المغربية خلال فصل الصيف، مؤكدا في الوقت نفسه أن عودة المهاجرين تبقى رهينة بتحسين الوضعية الوبائية والتدابير التي ستتخذها بلدان العبور.
وتهم عملية "مرحبا" كما في العام الماضي حوالي 3 ملايين من المغاربة المقيمين بأوروبا ومناطق أخرى من العالم، حيث كانت تتم تعبئة أربعة موانئ وعشرين مطارا في الفترة الممتدة بين الخامس يونيو/ حزيران والخامس عشر من سبتمبر/ أيلول.
واستؤنفت الرحلات البحرية بين البلدين بعد تطبيع العلاقات بينهما في الفترة الأخيرة، خاصة بعد زيارة رئيس الحكومة الإسبانية للمملكة في أبريل/ نيسان الماضي، وفتح صفحة جديدة في الشراكة الاستراتيجية بينهما.
وتراهن إسبانيا كثيرا على عملية عبور المغتربين المغاربة لترابها في الصيف، فعندما توقفت تلك العملية، قدرت الخسائر بـ1.15 مليار يورو، وهي خسائر تكبدها أصحاب الفنادق والمطاعم والبواخر ومحطات الوقود الذين يقدمون خدماتهم لأولئك المغتربين.

وبدا أن الشركات المالكة للبواخر التي تتولى عملية نقل المغتربين بين إسبانيا والمغرب، تكبدت خسائر تصل إلي 500 مليون مرور، علما أن العبور يعود بالنفع على العديد من الأنشطة الأخرى الملحقة، خاصة بالنسبة لبعض الأشخاض الذين يتولون التوريد والتنظيف.
ويساهم عبور المغتربين عند الحلول بالمملكة والمغادرة خلال إجازات فصل الصيف، في إنعاش العديد من الأنشطة مثل الفنادق والمطاعم، خاصة على مستوى الشمال.
وتلاحظ مؤسسة "ريميساس" التي تهتم بتحولات المغتربين من إسبانيا نحو العديد من البلدان عبر العالم، إنييغو موري، أن فترة العبور تعرف ضخ رصيد مهم من العملة الصعبة في الاقتصاد المغربي.
ويضيف في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن المغتربين يساهمون في إنعاش السياحة في الصيف، لكنهم يوظفون جزءا من أموالهم في دعم أسرهم في المغرب، كما يسعون إلي شراء عقارات، وقد تكون تلك الفترة فرصة للتفكير في إنجاز مشاريع استثمارية.
ويشير إلي أن الاقتصاد المغربي يستفيد من العملية بشكل عام عبر دعم الاستهلاك الداخلي، بالإضافة إلى ضخ العملة الصعبة في ميزان الأداءات.
غير أنه يسجل أنه بما أن المغتربين يحملون معهم سيولة وهدايا لا تظهر قيمتها في الإحصائيات الرسمية، فإن ذلك يعطي الانطباع بأن تحويلاتهم انخفضت، مقارنة بما كانت عليه في العام الماضي، عندما وصلت إلى 9.5 مليارات دولار.

المساهمون