المغرب: منعطف حاسم للموسم الزراعي

08 فبراير 2023
المزارعون عانوا في الموسم السابق من الجفاف (فاضل سنا/ فرانس برس)
+ الخط -

يتطلع المزارعون إلى تجاوز تأثيرات موجة الصقيع التي يعرفها المغرب على المزروعات التي تحتاج إلى تساقطات مطرية في فبراير/ شباط الجاري ومارس/ آذار المقبل، تساعد على إنقاذ الموسم الزراعي.

يدخل الموسم الزراعي في المغرب منعطفاً حاسماً، إذ يراهن المزارعون على التساقطات المطرية في الثلاثة أشهر المقبلة، وتراجع أسعار الأسمدة الآزوتية. لم تكف التساقطات المطرية التي شهدها ديسمبر/ كانون الأول ويناير/ كانون الثاني في إنعاش النباتات، بعد موسم زراعي سابق تميز بقلة الأمطار والجفاف، بما كان له من تأثير على تربية الحيوانات.
فقد تراجع مخزون المياه الجوفية في الأشهر الماضية، بسبب الجفاف، كما لم تسعف الأمطار الأخيرة إنعاش السدود التي يظل مخزونها في حدود 30 في المائة، أي حوالي 5 ملايين متر مكعب.
ويبدي سكان بعض المناطق الجبلية انشغالاً كبيراً بما سيكون عليه الموسم الزراعي في الأشهر المقبلة، كما يوضح المزارع محمد آيت الحاج، الذي يشير إلى أنّ الجميع ينتظر الثلوج التي تشكل مخزوناً مهماً لمياه السقي والشرب.

ويضيف الحاج لـ"العربي الجديد" أنه بالنظر لضعف التساقطات من الثلوج في العام الماضي، وتأخرها في العام الحالي، وعدم شمولها أغلب المناطق الجبلية، فإنّ هناك تخوفات من تأثر الزراعات والساكنة سلباً من هذا الوضع.
ولم تكن التساقطات المطرية كافية في المناطق التي تتميز بنشاطها الزراعي الكبير في المغرب، مثل الشاوية وسوس ماسة، إذ إنّ عدم انتظام التساقطات أفضى إلى اصفرار النباتات في بعض المناطق.

وانعكس ضعف التساقطات المطرية وعدم انتظامها في الفترة الأخيرة على نمو القمح والبقوليات التي تعتبر مهمة في تحقيق التناوب الزراعي الذي يراهن عليه المزارعون كثيراً في بعض المناطق.

ويؤكد الكاتب العام للجمعية المغربية للتنمية الفلاحية بجهة الدار البيضاء -سطات، لفاطمي بوكريزية، أن التساقطات المطرية الأخيرة لم تكن كافية في المناطق المعروفة بالزراعات الخريفية مثل القمح. ويشير إلى أن المزارعين يعولون أكثر على التساقطات المطرية في شهري فبراير/ شباط ومارس/ آذار من أجل إنقاذ الموسم الزراعي، بخاصة أنّ الحبوب مثلاً تحتاج للكثير من المياه في هذه المرحلة، كي يكون المحصول في مستوى الانتظارات.

ويعتبر الفني في القطاع الزراعي، ياسين آيت عدي، في حديثه لـ"العربي الجديد" أنّ الأشجار المثمرة تحتاج في هذه الفترة إلى تساقطات مطرية يمكن أن تساعد على نمو الثمار بطريقة طبيعية في الأشهر المقبلة. ويسجل أنّ الأمطار من شأنها أن تساعد على توفير مخزون من المياه الجوفية وتحسين حقينة السدود، التي ستسهل عملية السقي، علماً أن السلطات العمومية كانت قد منعت في العام الماضي مياه السقي عن بعض الأشجار المثمرة رغبة في توفير مياه الشرب.

انعكس ضعف التساقطات المطرية وعدم انتظامها في الفترة الأخيرة على نمو القمح والبقوليات


ويواجه المزارعون كذلك ارتفاع أسعار الأسمدة الآزوتية التي تساهم في نمو النباتات، خاصة في فترة الصقيع، حسب ما يؤكده الكاتب العام للجمعية المغربية للتنمية الفلاحية بجهة الدرا البيضاء، الذي يعتبر أن تلك الأسعار تأثرت بالسوق الدولية، بخاصة أن المغرب لا ينتج هذا الصنف من الأسمدة.

وأفضت الصعوبات الناجمة عن التوريد في سياق الأزمة الصحية وتداعيات الحرب في أوكرانيا إلى خفض العرض من المدخلات الزراعية التي ارتفعت أسعارها إلى مستويات تتسبب في تحميل المزارعين تكاليف كبيرة. وسجل المزارعون نقصاً حاداً في المعروض من الأسمدة الآزوتية في الموسم الحالي، ما فاقم مشاكلهم.

وتتوقع الحكومة محصولاً من الحبوب في حدود 75 مليون قنطار في العام الحالي، بعد انهيار الإنتاج في العام الماضي إلى 34 مليون قنطار، إذ يُنتظر أن يساهم ذلك المحصول في بلوغ نمو اقتصادي في حدود 4 في المائة.

المساهمون