القمح السوداني مهدد: ضعف التمويل قد يطيح بزراعة مليون فدان

19 ديسمبر 2023
القمح السوداني يواجه الأزمات (Getty)
+ الخط -

يهدد نقص التمويل زراعة أكثر من مليون فدان من القمح السوداني، ما يزيد من المصاعب على المزارعين من جهة، والمواطنين الذين يواجهون التضخم، حيث لم يتبق للسودانيين أمل في الخروج من دائرة الفقر سوى الإيفاء بمتطلبات الموسم الزراعي الشتوي لمعالجة بعض إشكاليات نقص الغذاء وسداد المزارعين المتعثرين ديونهم السابقة.

ورغم أن الأجهزة الرسمية، ممثلة بوزارة المالية والبنك الزراعي، التزمت بتمويل الموسم الشتوي من القمح السوداني، وحددت أواخر شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي موعداً لضخ الأموال، إلا أن مزارعين أكدوا لـ"العربي الجديد"، عدم التزام الحكومة بالتمويل، وقالوا إن ذلك يعني فشل الموسم، خاصة مع تحديد يوم 20 فبراير/ شباط من العام المقبل كآخر يوم للتحضير للموسم الشتوي. 

وقررت الحكومة زراعة مليون و80 ألف فدان في ولايات الجزيرة والشمالية ونهر النيل والنيل الأبيض، ورصدت حوالى 359 مليار جنيه لزراعة المحاصيل الشتوية بالتركيز على زراعة القمح السوداني. 

وقال المزارع عبد الله سيف الدين، لـ"العربي الجديد"، إنه جرى استبعاد مساحات كبيرة في مشروع الجزيرة في القسم الشمالي والشمالي الغربي عن خريطة الموسم الزراعي بسبب توغل بعض عناصر الدعم السريع في شمال المشروع. 

وحمل سيف الدين الأجهزة الحكومية مسؤولية إخفاء الحقيقة عن الجميع، مشيرا إلى أن فشل الموسم الشتوي يعود لعدم التزام وزارة المالية والبنك الزراعي بالتمويل.

وقال المتحدث ذاته إن "الحقيقة الواضحة أن خزانة الدولة خاوية رغم وعود وزير المالية جبريل إبراهيم بتمويل القمح السوداني". وأضاف أن ما يؤكد ذلك هو تباطؤ الوزير في التصديق على مبالغ التمويل للبنك الزراعي وعدم تسريع الإجراءات للحيلولة دون فشل الموسم.

القمح السوداني في خطر

وقال المزارع إسماعيل يحيى إن آخر موعد لإكمال التحضيرات الشتوية للزراعة هو في فبراير/ شباط المقبل، فالزراعة بعد هذا التوقيت تعني فشل الموسم، خاصة القمح السوداني. 

ورغم تأكيد وزير الري ضو البيت محمد عبد الرحمن استعداد الوزارة لري مليون فدان في العروة الشتوية، إلا أن المشروع الأكبر في الجزيرة يعاني من انعدام المياه. 

وقال الخبير الزراعي محمد عبد الله، لـ"العربي الجديد"، إن زراعة المحاصيل الشتوية تتم عادة قبل يوم 26 نوفمبر كحد أقصى، لذلك أي تأخير يسبب خللاً، وشرح قائلاً: "الآن الحرارة بدأت تنخفض والمحاصيل تحتاج للحرارة في بداية الإنبات، وفي الوقت نفسه تحتاج للبرودة في مرحلة الإزهار، واذا تأخرت الزراعة فسيكون الإنبات بطيئا". 

ولفت المزارع عثمان إبراهيم إلى أنه في هذا العام تأخر التمويل من جانب البنك الزراعي، ولكن رغم ذلك يطارد البنك المزارعين لسداد ما عليهم من ديون من الموسم الماضي، وأكد أن "المزارعين يريدون دفع ما عليهم، لكن كان على إدارة البنك إمهال المزارع ليلتقط أنفاسه قليلا أو اللجوء لتقسيط المبالغ".

المساهمون