استمع إلى الملخص
- اعتبر مزارعو الحسكة السعر "مجحفًا"، مما يهدد بتراجع زراعة القطن في شمال سورية، حيث لم تعد هناك جدوى اقتصادية لهذه الزراعة.
- كانت زراعة القطن من أهم المحاصيل الاستراتيجية في سورية، حيث كانت المساحات المزروعة تصل إلى 250 ألف هكتار قبل عام 2011، مع مهرجان سنوي ومؤتمر علمي في حلب.
حددت "الإدارة الذاتية" في شمال شرق سورية، الاثنين، سعر شراء محصول القطن السوري في مناطق سيطرتها، الذي شهدت زراعته تراجعًا وتدهورًا منذ عام 2011، ما بات يهدد بنهاية هذا المحصول الذي كان في مقدمة الزراعات الاستراتيجية في سورية.
وأعلنت المؤسسة العامة للأقطان تحديد سعر الطن الواحد من القطن بمبلغ 470 دولارًا، مع إضافة هامش ربح للمزارعين لتصبح التسعيرة النهائية 600 دولار، وذلك بحسب جودة المنتج، موضحة أن تسلّم المحصول سيبدأ اعتبارًا من الأول من تشرين الأول/أكتوبر المقبل، مشيرة إلى أنها خصصت ثلاثة مراكز رئيسية لاستقبال المحصول في محافظات الرقة، دير الزور، والحسكة. وبحسب المؤسسة، بلغت المساحات المزروعة بالقطن في الموسم الزراعي الحالي 425 ألف دونم، ومن المتوقع أن تنتج نحو 75 ألف طن.
واعتبر الكثير من مزارعي القطن في محافظة الحسكة هذا السعر "مجحفًا"، مشيرين إلى أن هذا السعر "سوف يؤدي إلى تراجع زراعة القطن في شمال سورية وربما نهايتها بشكل كامل، حيث لم تعد هناك أي جدوى اقتصادية لهذه الزراعة التي تمتد على مدى موسم كامل".
وكانت الإدارة الذاتية قد وضعت في الموسم الماضي سعر 800 دولار للطن الواحد من القطن، إلا أنها لم تشترِ المحصول من الفلاحين الذين اضطروا إلى بيع محصولهم للتجار الذين اشتروا بأسعار متفاوتة لم تتجاوز سقف 450 دولارًا بحسب الجودة.
ارتفاع كلفة إنتاج القطن
من جانبه، أبدى الخبير الزراعي إبراهيم مسلم في حديث مع "العربي الجديد" أسفه جراء هذا السعر الذي حددته الإدارة لشراء القطن، مضيفًا أنه مجحف مقارنة بالأوضاع الاقتصادية الصعبة للفلاحين وكلفة مستلزمات الإنتاج.
وبيّن أن سعر الطن كان في عام 2011 يصل إلى 1012 دولارًا أميركيًّا، معربًا عن قناعته بأن زراعة القطن في سورية ستتراجع تدريجيًّا، مضيفًا: "ستقتصر على المناطق التي تجر المياه من نهر الفرات فقط".
وكانت زراعة القطن من أهم المحاصيل الاستراتيجية في سورية، ورافدًا رئيسيًّا للاقتصاد، حيث كانت تصل المساحات المزروعة قبل عام 2011 إلى نحو 250 ألف هكتار في محافظات الحسكة وحلب والرقة ودير الزور وحماة. كما كانت وزارة الزراعة في حكومة النظام السوري قبل ذلك العام تولي زراعة القطن أهمية خاصة ولا تتساهل في تنفيذ الخطة الزراعية المفروضة على كل محافظة.
وكان للقطن مهرجان سنوي كبير في مدينة حلب بدأ منذ الخمسينيات من القرن المنصرم، يُعقد في بداية سبتمبر/أيلول من كل عام، احتفاءً بهذا المحصول الاستراتيجي. ويُعقد منذ نحو 40 عامًا مؤتمر علمي في حلب خاص بزراعة القطن، يناقش واقع هذه الزراعة من خلال بحوث علمية، ويعتمد أصنافًا جديدة.
وكانت محافظة الحسكة الواقعة في أقصى الشمال الشرقي من سورية تنتج قبل عام 2011، نحو 200 ألف طن من مجمل إنتاج سورية الذي كان يصل في بعض السنوات إلى نحو 700 ألف طن، بحسب بيانات رسمية.