العرض العقاري يفوق الطلب في إدلب

14 يوليو 2023
أدى الزلزال إلى هبوط الأسعار (Getty)
+ الخط -

في أحد حسابات الواتس آب المختصة ببيع المنازل وتأجيرها يقلب سليم زيدون وهو مهجر من ريف حماة مقاطع الفيديو الخاصة بمنازل معروضة للبيع في إدلب، على أمل العثور على منزل يتناسب مع رأس المال الذي يملكه.

يقول سليم لـ"العربي الجديد" لم أكن أفكر بشراء المنزل سابقاً بسبب ضعف رأس المال الذي أملكه، لكن ارتفاع أعداد المنازل المعروضة للبيع شجعني على الفكرة مجدداً على أمل العثور على منزل مناسب.

يتابع سليم "تختلف أسعار المنازل المعروضة في إدلب بحسب المنطقة ونظافة البيت وارتفاع الطوابق والمساحة، والعامل الأهم بحسب حاجة صاحبه للبيع، إذ يضطر صاحب المنزل للبيع بأقل من السعر الحقيقي بألفين دولار بسبب مروره في ضائقة مادية وصعوبة العثور على مشتر خلال هذه الفترة".

يضيف سليم أنه "منذ سنتين لم يكن من السهل العثور على منزل في المنطقة التي ترغب بها بالسعر الذي يناسبك، كانت حركة البيع والشراء أكبر بكثير بسبب رغبة بعض المهجرين الذين طال تهجيرهم بالاستقرار والخلاص من مشاكل الإيجار والتنقل بين المنازل، أما اليوم فلم يعد هذا الأمر منتشراً فغالبية الراغبين بالشراء قد امتلكوا منازلهم، بينما انتقل قسم كبير من الأهالي نحو مناطق الشمال والكتل الإسمنتية".

وأثر الزلزال المدمر الذي ضرب شمال غرب سورية في السادس من شهر فبراير/ شباط الماضي في تراجع أسعار العقارات في ادلب الى جانب أسباب أخرى أدت إلى زيادة العرض من البيوت على حساب الطلب.

وحول ركود اسعار العقارات يقول زاهر السيد أحمد، وهو صاحب مكتب عقاري في إدلب، لـ"العربي الجديد" إن حركة البيع والشراء ضعفت منذ أشهر وزاد ركود الأسواق بعد الزلزال، إذ خف الإقبال على شراء المنازل الطابقية، الأمر الذي أدى لكثرة العرض وقلة الطلب لا سيما أن مشاريع عديدة انتهى بناؤها خلال هذه الفترة وما زال أصحابها ينتظرون بيعها لجمع الأموال التي استثمروا بها. ويتابع زاهر أنه "لا يمكن أن نقول إن الأسعار بشكل عام قد انخفضت لكن قلة حركة البيع والشراء أجبرت البعض على كسر الأسعار وخسارة بعض رأس المال بهدف البيع نتيجة الحاجة، وهي حالات فردية لا يمكن اعتبارها عامة".

ويلفت إلى أنه خلال السنوات الثلاث الماضية شهدت أسواق العقارات حركة قوية في البيع والشراء ما دفع كثيرا من أصحاب رؤوس الأموال للاستثمار في هذه الأسواق وبنيت مئات المنازل بهدف بيعها أو تأجيرها، لكن عدم استقرار الوضع الأمني والتخوف من أعمال عسكرية، دفع كثيرين لصرف النظر عن فكرة الاستقرار في المدينة ما ترك تلك الأبنية على وضعها دون إيجار أو بيع.

بدوره يقول صبحي العمر وهو شاب من مدينة إدلب لـ"العربي الجديد"، إنه اشترى ملحقا منذ سنتين بمبلغ تسعة آلاف دولار وقرر تجهيزه ثم الاستقرار به أو بيعه بهدف التجارة، لكن مؤخراً قرر بيعه وفوجئ بالأسعار الموجودة إذ لم يحصل على أكثر من ثمانية آلاف دولار رغم تكلفه على المنزل أكثر من عشرة آلاف دولار.

يُذكر أن مدينة إدلب تشهد كثافة سكانية مرتفعة كونها مركز المحافظة الوحيد في مناطق الشمال السوري ما جعلها مقصداً للأهالي، ويأمل صبحي أن تستقر الأوضاع الأمنية بشكل أكبر لتعود حركة الأسواق إلى طبيعتها.

المساهمون