العراق أمام أزمة كهرباء جديدة: إيران تنكث التزامات توريد الغاز

تراجعت ساعات توافر الطاقة الكهربائية في عموم المحافظات العراقية خلال الأيام الأخيرة، بعد خسارة 3400 ميغاواط، بسبب انحسار جديد بإمدادات الغاز الإيراني المورد للعراق والذي يعتمد عليه في تشغيل محطات الكهرباء.

وواجه العراق، خلال الصيف الماضي، أزمات كبيرة بتوفير الطاقة الكهربائية، بسبب عدم التزام الجانب الإيراني بتصدير كميات الغاز المتعاقد عليها مع العراق لتشغيل محطاته الكهربائية، إذ تم قطعها وتقليل كمياتها المصدرة إلى العراق عدة مرات، ما أحرج الحكومة العراقية وتسبب بموجة تظاهرات وغضب شعبي في عدد من المحافظات.

ووفقا لبيان أصدرته وزارة الكهرباء العراقية، فإن "إمدادات الغاز الإيراني المورد لمحطاتنا الكهربائية انحسرت مجددا، وقد أثر ذلك بشكل واضح على ساعات التجهيز بالطاقة الكهربائية، خصوصا بعد دخول المنظومة الوطنية فترة الأحمال الشتوية"، وأضافت أنه "رغم وجود اتفاقات مسبقة مع إيران على تزويدنا بـ70 مليون متر مكعب من الوقود صيفا، و50 مليون متر مكعب منه شتاء، وهو ما يسد الحاجة الفعلية للكهرباء في البلاد، إلا أن الانحسار، الذي وصل إلى 8.5 ملايين متر مكعب، بدأ يؤثر سلباً على عمل محطاتنا".

وأكدت "تراجع إنتاج الطاقة في البلاد"، مشيرة إلى أن "الوزارة دخلت في مفاوضات جادة مع الجانب الإيراني لحثه على الالتزام ببنود العقد الموقع بين الطرفين، وسعيها الدؤوب في مواصلة الضغط لرفع معدلات الغاز المجهز لسد الحاجة الملحة في ظل عدم اكتمال الخطة الوقودية المحلية".

اقتصاد عربي

التحديثات الحية

40% من الموظفين العراقيين "بطالة مقنعة": فساد ومحسوبية

من جهته، أكد مسؤول في وزارة الكهرباء العراقية أن الجانب الإيراني لم يجب بعد عن استفسارات الجانب العراقي بشأن كميات الغاز وأسباب انحسارها. وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن "الوزارة خاطبت الجانب الإيراني بشأن تجهيز الغاز، وطالبته بإيضاح ذلك، كما أبلغته أنها تستعد لبدء جولة مفاوضات معه لحل هذه الأزمة المتجددة، والتي تخالف فيها إيران بنود الاتفاقية الموقعة مع بغداد، والتي يجب أن يتم الالتزام بها وفقا للشروط التي وافق عليها الطرفان".

وأشار إلى أن "استمرار الجانب الإيراني بعدم الالتزام ببنود العقد المبرم معه سيتسبب بأزمات كبيرة للبلاد، الأمر الذي يدفع الوزارة جديا للبحث عن حلول بديلة. وتسعى وزارة الكهرباء العراقية إلى حل مشكلة الكهرباء الخانقة، وانقطاع التيار عن المواطنين الذي يتسبب دائما بغضب الشارع والخروج بتظاهرات شعبية تندد بالحكومة.

ووضعت الوزارة أخيرا خطة خمسية لزيادة إنتاج الطاقة الكهربائية في البلاد، للوصول إلى حدود تجاوز أزمة تجهيز المواطنين.

كما أعلن وزير الكهرباء العراقي عادل كريم أن البلاد ستصل إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي من الطاقة الكهربائية خلال 3 سنوات، مؤكدا وجود مشاريع وإجراءات مهمة لزيادة إنتاج الطاقة وتوفيرها. وكشفت الوزارة في وقت سابق عن وجود خطة للبدء بإنتاج الطاقة المتجددة التي تتولد من الطاقة الشمسية والرياح، مبينة أن طموحها هو الوصول إلى إنتاج أكثر من 7 آلاف ميغاواط من الطاقة المتجددة.