فيما لا يزال العدوان الإسرائيلي على غزة يرخي بظلاله على أسواق المال العالمية، انخفض سعر النفط اليوم الخميس، بعد ارتفاع مخزونات الخام الأميركية وصعود الدولار، متخلية عن بعض المكاسب التي حققتها في اليوم السابق على خلفية التوترات في الشرق الأوسط، فيما ارتفع سعر أونصة الذهب الذي يعد ملاذا آمناً رغم من ارتفاع الدولار وعوائد سندات الخزانة.
في التفاصيل، فقدت أسعار العقود الآجلة لخام برنت 28 سنتاً لتنخفض 0.3% إلى 89.95 دولاراً البرميل بحلول الساعة 03:40 بتوقيت غرينتش، فيما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.2% إلى 85.21 دولاراً، وفقاً لبيانات "رويترز".
يأتي ذلك بعدما ارتفعت عقود النفط القياسية 2% أمس الأربعاء، قبل أن تتراجع مجدداً بعد تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" عن موافقة دولة الاحتلال الإسرائيلي على تأجيل الغزو البري المتوقع لقطاع غزة في الوقت الحالي.
ويستوعب المستثمرون أيضا ارتفاع المخزونات الأميركية الذي يعد مؤشراً على ضعف الطلب. وارتفعت هذه المخزونات 1.4 مليون برميل الأسبوع الماضي، إلى 421.1 مليون برميل، وفق بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وواصلت المخاوف المتعلقة بالاقتصاد الكلي التأثير على آفاق الطلب على النفط، إذ تراجعت بيانات النشاط التجاري في منطقة اليورو بشكل غير متوقع هذا الشهر. كما ارتفع مؤشر الدولار بشكل طفيف اليوم الخميس، مما ساعد على الضغط على أسعار النفط. ويضعف الدولار القوي الطلب على النفط لأنه يجعل الخام أكثر تكلفة لحائزي العملات أخرى.
وفي سوق المعادن الثمينة، ارتفع سعر أونصة الذهب اليوم، مع استمرار قلق المستثمرين حيال الصراع العدوان المستمر على الفلسطينيين. وبحلول الساعة 03:48 بتوقيت غرينتش، صعد الذهب في المعاملات الفورية 0.4% إلى 1986.79 دولاراً، كما زادت العقود الأميركية الآجلة 0.1% إلى 1997.1 دولاراً.
وارتفع الدولار وعوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بعدما أشارت البيانات إلى أن مبيعات المنازل الجديدة ارتفعت إلى أعلى مستوى في 19 شهرا خلال سبتمبر/أيلول، بما يؤكد توقعات السوق ببقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول حتى عام 2024، في حين يترقب المستثمرون الآن أرقام الناتج المحلي الإجمالي الأميركي للربع الثالث في وقت لاحق من اليوم، ومؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي غداً الجمعة قبل قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي المتعلق بسعر الفائدة الأسبوع المقبل.
وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن يبقي البنك المركزي الأوروبي على أسعار الفائدة دون تغيير عند مستوى مرتفع قياسي اليوم الخميس، لينهي سلسلة من الزيادات استمرت 15 شهراً.
وغالباً ما يتم اللجوء إلى الذهب باعتباره من أصول الملاذ الآمن في أوقات الاضطرابات الاقتصادية والسياسية رغم أن أسعار الفائدة المرتفعة تقلل من جاذبية السبائك التي لا تدر عائداً.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.2% إلى 22.93 دولاراً للأوقية. فيما نزل البلاتين 0.4% إلى 899.5 دولاراً وتراجع البلاديوم 0.1% إلى 1124.8 دولاراً.
هبوط الأسهم الأوروبية واليابانية
إلى ذلك، تراجعت الأسهم الأوروبية الخميس، بسبب ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية وسلسلة من تقارير الأرباح الضعيفة. وبحلول الساعة 07:07 بتوقيت غرينتش، انخفض المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 1.1% على أثر هبوط وول ستريت الليلة الماضية مع اقتراب عائدات السندات طويلة الأجل من مستوى 5% وسط مخاوف من استمرار ارتفاع أسعار الفائدة الأميركية لفترة أطول.
وفي طوكيو، تراجع المؤشر نيكاي عند الإغلاق مسجلاً أسوأ أداء يومي في 3 أسابيع اليوم، مع تصدر الأسهم المرتبطة بالرقائق موجة بيع واسعة وسط زيادة العوائد طويلة المدى وانخفاض أسهم شركات التكنولوجيا الأميركية خلال الليل.
ونزل نيكاي 2.14% ليغلق عند 30601.78 نقطة قرب أدنى مستوى مسجل خلال اليوم. وكان هذا أسوأ أداء يومي للمؤشر منذ الرابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ليوقف صعوداً استمر يومين متعاقبين. كما انخفض المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 1.34%.