الشركات الأميركية تستعد لزيادة في الرسوم الجمركية مع اقتراب الانتخابات

15 أكتوبر 2024
مخاوف من عودة ارتفاع التضخم بسبب الرسوم الجمركية، نيويورك في 5 يوليو 2024 (Getty)
+ الخط -

مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني/نوفمبر، تستعد العديد من الشركات في الولايات المتحدة لزيادة محتملة في الرسوم الجمركية مع توقع حدوث اضطرابات اقتصادية. ولم تعد الرسوم الجمركية من المحظورات في واشنطن، فإدارة نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، لم تحافظ فحسب على الرسوم التي فرضها منافسها الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب على السلع الصينية، بل أضافت إليها المزيد من الرسوم.

أما ترامب، فيعتزم في حال فوزه زيادة الرسوم الجمركية على مجمل الواردات بنسبة لا تقلّ عن 10% بحسب المنتجات، وصولاً إلى 60% للواردات الصينية. وقال في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الأحد، إن الرسوم الجمركية "ستجعل بلادنا غنية من جديد"، مضيفاً أنه من دونها سيكون "لدينا بلد مترنح".

لكن بالنسبة إلى رجال الأعمال، وبينهم روبرت أكتيس، فإن ذلك سيزيد الوضع تعقيداً،  فمنذ 2020، ومع فرض الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم، وجد أكتيس صعوبات متزايدة في العثور على موردين للمواد الخام، ولم يتحسن الوضع مع تدابير جو بايدن الأخيرة. وقال: "سيسرّني شراء منتجات أميركية، ولكن لا أحد يصنعها"، في إشارة إلى الشبكة المعدنية المستخدمة في البناء، التي يتعين استيرادها. وإن كان قد استفاد من الإعفاءات الجمركية حتى الآن، إلا أنه ينبغي تجديدها سنوياً دون أي ضمانة، ما يحتم عليه على حد قوله تكاليف إضافية تسببت بارتفاع أسعاره تدريجاً. 

نقص في اليد العاملة

وانعكس ذلك على العديد من الصناعات، وقدرت جمعية الملابس الأميركية أن أسعار التجزئة ارتفعت سنوياً من 5 إلى 10% منذ 2020. وأوضح نائب رئيس الجمعية نيت هيرمان أنه "في البداية، خفض أعضاؤنا هوامش ربحهم"، لكن الصعوبات التي يواجهها القطاع لم تعد تسمح بذلك.

ولا تستفيد الصناعة المحلية بالضرورة من الرسوم الجمركية، فقد أغلق 14 مصنع نسيج أبوابه في السنوات الأخيرة، ولم تعد بعض المنتجات تُصنع محلياً بسبب نقص اليد العاملة المؤهلة والآلات. وأشار هيرمان إلى أن "متوسط العمر في المصانع الأميركية بلغ حوالى 50 عاماً، لأننا لا نستطيع توظيف الأقل عمراً". وقال راي شارا، المدير العام لشركة ستريملايت لتجهيزات الضيافة، إن الرسوم الجمركية المشددة تتسبب بتكاليف إضافية "تقدر بملايين الدولارات لشركات صغيرة مثلنا". وأضاف: "علينا أن ندفعها، وفي النهاية تقع على عاتق المستهلك، وهذه مشكلة أي رسوم جمركية".

ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر، يزداد انعدام اليقين الذي يمثل أسوأ كابوس يراود رجال الأعمال. وأظهر مسح أجراه فرع الاحتياطي الفدرالي في ريتشموند أن 30% من الشركات أعلنت إرجاء أو تقليص أو حتى إلغاء الاستثمارات المخطط لها بسبب الانتخابات. 

التضخم سيعود مع الرسوم الجمركية

واوضح شارا أن "هذا يعوق نشاطنا واستثماراتنا، ويخلق بشكل عام أثراً مخففاً للتنمية الاقتصادية". وهو يحاول مع شركائه نقل تصنيع أحد المكونات الأساسية إلى الولايات المتحدة، لكن "الوقت الذي نقضيه في العمل على سلاسل التوريد يأتي على حساب تطوير شركتنا". ويضاف إلى ذلك البحث عن مصادر جديدة للإمدادات، وهو ليس بالأمر اليسير، بحسب جمعية الملابس الأميركية التي تتوقع أن تستورد الشركات بشكل أكبر لتأمين مخزونها قبل الزيادة المحتملة في الرسوم الجمركية، كما حدث في 2018.

وبغضّ النظر عن نتيجة الانتخابات، تتوقع الشركات الإبقاء على الرسوم الجمركية. ورأى أكتيس أنه "لا يوجد أي احتمال بأن يتخلى أي من المعسكرين عنها. فالاتجاه نحو الزيادة". واعتبر ويل توماس، رئيس شركة "كولونيال ميتال برودكتس" أن الشركات لا تستطيع أن تفعل الكثير حيال ذلك، لأن "المرشحين يلعبان على العواطف. ولكن إذا لم تعد المنتجات متوافرة، وكل ما تفعله هو زيادة تكاليف الإنتاج، فماذا يحدث؟ عندها يعود التضخم".

وقال كولبي ماكلولين، رئيس شركة "تريم إيلوجن" لاستيراد قطع غيار السيارات: "أنا لست ضد الرسوم الجمركية، ما دامت هناك خطة أو دعم لمساعدة الشركات على الإنتاج، لكنني لم أسمع شيئاً بهذا الصدد". وباعتباري ناخباً، يبدو منقسماً بين تطلعاته بكونه رجل أعمال ورؤيته بكونه مواطناً. وبانتظار أن تتوضح الأمور، ينوي تكثيف استثماراته لتسريع إيراداته.

(فرانس برس)

المساهمون