السياسات النقدية الأميركية تربك الأسواق: هروب من الدولار إلى الذهب

26 يناير 2023
اللجوء إلى الملاذ الآمن (Getty)
+ الخط -

صعدت أسعار عقود الذهب الفورية، الخميس، عند أعلى مستوياتها في 9 شهور، مدعومة بتوقعات انتهاء التشديد النقدي الذي بدأ الفيدرالي الأميركي بتنفيذه منذ مارس/آذار 2022، فيما تراجع الدولار بالقرب من أدنى مستوياته منذ 8 أشهر.

ويعقد الفيدرالي الأميركي اجتماع لجنة السوق المفتوحة يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، وسط ترجيحات بزيادة أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس مقارنة بزيادات سابقة وصلت حتى 75 نقطة أساس في بعض الجلسات.

وخلال التعاملات المبكرة، الخميس، صعدت أسعار العقود الفورية للذهب بنسبة 0.18 بالمائة أو 3 دولارات إلى 1949 دولارا للأونصة. والذهب، يُعتبر ملاذا آمنا في حالة المخاطر وتراجعات مؤشر الدولار الأميركي، والذي سجل صباح اليوم 101.3 نقطة، أدنى مستوى منذ مايو/أيار الماضي.

ويرى خبراء في وول ستريت، أن الفيدرالي وصل إلى قمة التشديد النقدي، وقد يبدأ خلال وقت لاحق من العام الجاري، مرحلة تخفيض، بعد ظهور مؤشرات قوية على استمرار تباطؤ نمو أسعار المستهلك في الولايات المتحدة.

وصعد مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من العملات الرئيسية، 0.1 بالمائة إلى 101.65، بعد انخفاضه إلى 101.52 في وقت سابق من الجلسة، ليقترب من أدنى مستوى له في ثمانية أشهر والذي بلغه الأسبوع الماضي عند 101.51.

وأدى تراجع الأرباح والتوقعات المتشائمة من الشركات الأميركية وسلسلة من عمليات تسريح العاملين في قطاع التكنولوجيا إلى زيادة المخاوف من حدوث انكماش اقتصادي حاد في الولايات المتحدة، مما دفع المستثمرين إلى تقليص التوقعات بشأن المدة التي سيحتاجها مجلس الاحتياطي الاتحادي لمواصلة رفع أسعار الفائدة بقوة.

وقال خبراء اقتصاد في ويلز فارغو: "نظرا لأن الاحتياطي الاتحادي لم يعد هو الذي يقود رفع أسعار الفائدة وفي ظل توقعات بأن تزداد الاتجاهات الاقتصادية الأميركية سوءا، فإننا نعتقد الآن أن الدولار قد دخل في فترة انخفاض دوري مقابل معظم العملات الأجنبية".

في غضون ذلك، تتوقع الأسواق أن يرفع كل من بنك إنكلترا والبنك المركزي الأوروبي، اللذين سيجتمعان أيضا الأسبوع المقبل، أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس. ومن المرجح أن يواصل البنك المركزي الأوروبي سياسة التشديد النقدي.

وجرى تداول الجنيه الإسترليني عند 1.2400 دولار، في حين تراجع اليورو 0.03 بالمائة إلى 1.0911 دولار، رغم أنه ظل قريبا من أعلى مستوى له في تسعة أشهر عند 1.0927 دولار والذي سجله يوم الإثنين.

وبلغ الدولار الكندي 1.3399 مقابل الدولار الأميركي في أحدث المعاملات، بعد أن رفع البنك المركزي الكندي أمس الأربعاء سعر الفائدة الرئيسي إلى 4.5 بالمائة. وفي آسيا، ارتفع الين الياباني 0.2 بالمائة إلى 129.32 للدولار.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون