السودانيون يبحثون عن الخبز والدواء: أزمات تتعقد مع إغلاق الشرق

21 أكتوبر 2021
معظم المخابز أغلقت بسبب ندرة الطحين (Getty)
+ الخط -

تتعقد الظروف المعيشية في السودان، مع استمرار أزمة إغلاق ميناء بوترسودان الحيوي شرق البلاد، إذا أضحى المواطنون في مناطق متفرقة من البلاد، لاسيما العاصمة الخرطوم، يقضون ساعات طويلة في البحث عن الخبز والأدوية التي شحت لتوقف الإمدادات.

ومنذ شهر، يغلق محتجون الطرق التي تربط ميناء البلاد الرئيسي ببقية المناطق، معطلين كل إمدادات السودان.

وقال تجار جملة في الخرطوم لـ"العربي الجديد" إن أسعار السلع تشهد صعوداً يوميا بسبب أزمة إغلاق الشرق، حيث قفز سعر عبوة الدقيق زنة 25 كيلوغراماً من 5400 جنيه إلى 9400 جنيه، بزيادة بلغت نسبتها 74%، وقفز سعر زيت الطعام إلى 600 جنيه للتر الواحد.

وبات على الأسر التعامل مع نقص السلع إضافة إلى التضخم الذي يقترب من 400% وانخفاض قيمة الجنيه السوداني، حيث يؤكد مواطنون أنهم يقضون ساعات في البحث عن الخبز، لأن أغلب المخابز أغلقت أبوابها بسبب نقص القمح".

وبسبب أزمة الخبز، توقفت المدارس عن تقديم وجبة الظهيرة للأطفال في بلد يعد بين الأفقر في العالم ويعاني من سوء التغذية، وفق الأمم المتحدة.

وأكد إسماعيل عبدالله، نائب رئيس شعبة المخابز لـ"العربي الجديد" إغلاق 70% من المخابز التي تنتج الخبز المدعوم بواقع 3200 مخبز، بسبب ندرة الطحين، بينما تعمل الـ30% المتبقية بنصف طاقتها لتقلص حصصها من الطحين منذ نحو ثلاثة أسابيع من 30 جوالا إلى 10 أجولة زنة 25 كيلوغراماً فقط في اليوم.

لكن المجلس الأعلى لنظارات البجا التي تقف وراء إغلاقات الشرق، تقول إنها سمحت بتمرير شحنات القمح الوارد من المعونة الأميركية ومنظمة الأغذية العالمية ومستوردات المنظمات الأممية من المعونات الإنسانية كاليونسيف الموجهة إلى إنقاذ الأطفال السودانيين والمحتاجين. في حين يواصل المحتجون غلق الطرق، وهم مصممون على عدم فتح الميناء، في إطار تصعيد الاحتجاجات ضد تهميش مناطق الشرق، ما يعقد المشهد المعيشي في مختلف أنحاء البلاد.

ولا تزال أدوية عديدة غير متوافرة، رغم أن المحتجين باتوا يسمحون بعبور الحاويات التي تحمل أدوية. وتمتد تأثيرات الإغلاق في بورتسودان في الشرق إلى أقصى غربي البلاد، إلى إقليم دارفور، حيث يتظاهر بعض السكان احتجاجا على نقص السلع الغذائية.

وحذر يوسف شكاك، عضو شعبة مستوردي الأدوية في تصريح لـ"العربي الجديد" من تداعيات ندرة الأدوية خاصة المتعلقة بالأمراض المزمنة. وقلل من استثناء مجلس البجا للأدوية من الحظر والسماح بتمريرها، واصفا الأمر بأنه مجرد "استهلاك سياسي" ويطاول فقط الأدوية التي تم تخليصها قبل إغلاق الشرق ولا تكفي الاستهلاك المحلي أو تغطي الطلب المرتفع عليها.

وأضاف شكاك أن الأدوية التي لم يبدأ تخليصها لا تزال معلقة، لافتا إلى أن مخزون الشركات المحلية والمستوردة والمتوفر بأرفف الصيدليات مهدد بالنفاد في أي لحظة حال استمرار إغلاق الشرق. وتابع أن شركات إنتاج الأدوية تعتبر المتضرر الأكبر من الإغلاق بسبب تعطل الإنتاج واحتجاز المواد الخام في الميناء.

وتشكل الخسائر الناجمة عن إغلاق الشرق ضربة قوية لاقتصاد يعاني أصلا من أزمة شديدة اضطرت الحكومة معها لاتخاذ إجراءات تقشفية وضعت بالاتفاق مع صندوق النقد الدولي، الذي ألغى ديوناً مستحقة على السودان مقابل رفع الدعم عن سلع أساسية وخصوصا منها الوقود.

في المقابل، أعلن الجهاز المركزي للإحصاء، الأسبوع الماضي، أن معدل التضخم بلغ 365.8% في سبتمبر/ أيلول الماضي، مقارنة مع 387.5% في أغسطس/ آب، بانخفاض نسبته 21.7%، فيما يؤكد محللون اقتصاديون أن هذه البيانات غير واقعية في ظل القفزات غير المسبوقة لأسعار مختلف السلع والخدمات. واعتبر الجهاز الحكومي، أن "انخفاض معدل التضخم جاء متأثرا بتراجع أسعار المواد الغذائية وانخفاض نسبة السلع المستوردة خلال الشهر الماضي".

 

المساهمون