السلطات الأميركية تصادر عملات بيتكوين مسروقة بقيمة 3.6 مليارات دولار

09 فبراير 2022
مؤتمر للعملات المشفرة في مدينة ميامي الأميركية العام الماضي (Getty)
+ الخط -

صادرت السلطات الأميركية عملات بيتكوين تقدر قيمتها بنحو 3.6 مليارات دولار، سُرِقَت قبل ستة أعوام، خلال اختراق تعرضت له منصة "بيتفينكس"، وهي إحدى أكبر بورصات العملات المشفرة في العالم، ومقرها هونغ كونغ.

وذكرت وزارة العدل، في بيان، وفق صحيفة نيويورك تايمز، مساء الثلاثاء، أنّ هذه أكبر عملية مصادرة مالية على الإطلاق في أميركا، مشيرة إلى إلقاء القبض على شخصين، هما إيليا ليشتنشتاين (34 عاماً) وزوجته هيذر مورغان (31 عاماً)، صباح أمس، وعرضهما على محكمة فيدرالية في مانهاتن.

وتتهم السلطات الأميركية الزوجين بغسل 119754 عملة "بيتكوين مسروقة" بعدما اخترق قرصان أنظمة "بيتفينكس". وقالت نائبة المدعي العام ليزا موناكو، في بيان: "تُظهر أكبر مصادرة مالية للإدارة على الإطلاق أن العملة المشفرة ليست ملاذاً آمناً للمجرمين".

وأضافت موناكو: "في محاولة غير مجدية للحفاظ على عدم الكشف الرقمي عن الهوية، غسل المدعى عليهم الأموال المسروقة من خلال سلسلة مبهمة من معاملات العملات المشفرة".

ووفق وزارة العدل، فإن الزوجين استخدما تقنيات متطورة، بما في ذلك "استخدام هويات وهمية لإنشاء حسابات إلكترونية، واستخدام برامج الكمبيوتر لأتمتة المعاملات، وهي تقنية لغسل الأموال تسمح بإجراء العديد من المعاملات في فترة زمنية قصيرة.

وكذلك أودعا الأموال المسروقة في حسابات بمجموعة متنوعة من بورصات العملات الافتراضية وما وصفتها وزارة العدل بالأسواق المظلمة، وهي موقع تسوّق إلكتروني على شبكة مشفرة ومجهولة المصدر، ثم سحب الأموال.

وقام ليشتنشتاين وزوجته هيذر مورغان، أيضاً، بتحويل الأموال من خلال السوق الإلكترونية "ألفا باي" التي أُغلِقَت في عام 2017، بهدف إخفاء معاملاتهم.

وصرف الزوجان بعض الأموال من خلال أجهزة الصراف الآلي الخاصة ببيتكوين، واستخدما بعضها في شراء الرموز غير القابلة للاستبدال والذهب. كذلك استخدما المال لشراء بطاقة هدايا "وول مارت".

وكانت "بيتفينكس" قد أبلغت في أغسطس/ آب 2016 عن اختراق أمني، وأوقفت جميع عمليات التداول، والسحب، والودائع، وكشفت بورصة العملات المشفرة لاحقاً في منشور لها أنه جرت سرقة عملات بيتكوين مملوكة لبعض المستخدمين، وأبلغت سلطات إنفاذ القانون عن السرقة.

يواجه ليشتنشتاين ومورغان ما يصل إلى 20 عاماً في السجن بتهمة غسل الأموال الموجهة إليهما، وعقوبة إضافية تصل إلى خمس سنوات بتهمة التآمر للاحتيال على الولايات المتحدة، وفقاً لبيان وزارة العدل.

ورفض مسؤول في وزارة العدل التعليق على ما إذا كان ليشتنشتاين وزوجته متورطين في القرصنة نفسها. وكان الاختراق ضمن سلسلة من عمليات القرصنة في بورصات العملات آنذاك، التي سمحت بسرقة كميات كبيرة من العملات الرقمية.

وحتى عندما استُردَّ بعض الأموال المسروقة، أكدت السرقات نقاط الضعف الأمنية في عالم العملة المشفرة الجديد نسبياً. وبعد اختراق "بيتفينكس" هوت قيمة بيتكوين في البداية بنحو 20%.

وتتعرض العملة المشفرة الأشهر عالمياً لتذبذب حاد في قيمتها على مدار الساعة، وبينما تقدِّر السلطات الأميركية قيمة العملات المصادرة بنحو 3.6 مليارات دولار، فإن قيمتها وفق السعر المتداول حالياً يصل إلى 4.5 مليارات دولار بحسب تقدير لوكالة بلومبيرغ الأميركية.

ويجري تداول بيتكوين اليوم عند نحو 43.5 ألف دولار، بينما كانت قيمتها تقدَّر في الشهر الذي جرت فيه قرصنة "بيتفينكس" من عام 2016 بنحو 950 دولاراً للوحدة، وفق رصد لـ"العربي الجديد" من خلال البيانات التاريخية للأسعار التي تنشرها بورصات العملات المشفرة.

المساهمون