الروبل الروسي يواجه أوقاتاً عصيبة وسط احتدام الحرب

14 اغسطس 2024
مكتب صرافة في موسكو، 18 سبتمبر 2023 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **تأثير المعارك في مقاطعة كورسك على الروبل الروسي**: يواجه الروبل ضغوطاً كبيرة بسبب المعارك في مقاطعة كورسك، مما أدى إلى انخفاض سعره إلى أدنى مستوى منذ شهرين، حيث لامس سعر الدولار 90 روبلاً.

- **عوامل تراجع الروبل**: يعزو الخبراء التراجع إلى زيادة الطلب من المستوردين وشح عرض العملة بعد تخفيف شروط إلزام المصدرين ببيع عوائدهم بالعملة الصعبة.

- **استقرار الروبل والسياسات النقدية**: رفع البنك المركزي الروسي سعر الفائدة من 16% إلى 18% لدعم الروبل وكبح التضخم، ولا يتوقع الخبراء انهياراً كبيراً للروبل.

يواجه الروبل الروسي أوقاتاً عصيبة في تعاملات الأسبوع الجاري بموازاة استمرار المعارك في مقاطعة كورسك الحدودية الروسية مع القوات الأوكرانية التي دخلت أسبوعها الثاني بلا انفراجة في الأفق المنظور. وعلى أثر ذلك، بات سعر الدولار الذي يحدده البنك المركزي الروسي، يلامس عتبة الـ90 روبلاً في ما يعد أدنى مستوى للعملة الروسية منذ قرابة شهرين.

وسجل سعر اليوان الصيني في بورصة موسكو هو الآخر صعوداً إلى أكثر من 12 روبلاً لليوان لأول مرة منذ 22 يونيو/حزيران. ومع ذلك، يرى خبراء اقتصاديون وماليون روس أن أحداث كورسك غير كفيلة بإحداث انهيار للاقتصاد الروسي والروبل الذي يعتمد سعر صرفه على عوامل عدة.

ويلفت مدير مكتب التحليل في مركز "سونار-2050" لدراسات قضايا تكامل الدول الأعضاء في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، إيفان ليزان، إلى أن أحداث كورسك لم تؤثر على النشاط الاقتصادي على مستوى عموم روسيا باستثناء التأثير النفسي على المواطنين واللاعبين في الأسواق.

ويقول ليزان في حديث لـ"العربي الجديد": "أن يأتي حدث بعد حدث لا يعني بالضرورة وجود علاقة السبب والنتيجة المباشرة بينهما، والروبل لم ينهر، بل عاد إلى مستوياته في شهري يونيو ومايو/أيار الماضيين. صحيح أن ما يجري في مقاطعة كورسك مأساة على سكانها وسكان مقاطعة سومي الأوكرانية المتلاحمة، ولكن على مستوى عموم الاقتصاد الكلي الروسي لا تأثير يذكر لهذه الأحداث باستثناء العوامل النفسية. إذا كانت كورسك تحتضن حقول نفط مهمة، مثلا، لكان الوضع مختلفاً".

ويشير إلى أن المعارك في كورسك لم تؤثر حتى على ترانزيت الغاز الروسي عبر محطة سودجا الواقعة في المقاطعة، مضيفا: "يتواصل ضخ ما بين 39 مليونا و42 مليون طن من الغاز الروسي يومياً لإيصالها إلى المستهلكين في أوروبا، وإن كان مستقبل استمرار هذه الإمدادات يبقى غامضا نظرا لانتهاء عقد ترانزيت الغاز الروسي مع أوكرانيا في نهاية العام".

وبدوره، عزا خبير أسواق الأسهم بشركة "بي كا إس عالم الاستثمار"، دميتري بابين، في تقرير له على موقع الشركة، تراجع الروبل إلى عدة عوامل، ومنها انتعاش الطلب على العملة من قبل المستوردين الذين يتكيفون مع ظروف العقوبات والقيود على المعاملات المالية مع روسيا، وشح عرض العملة بعد تخفيف شروط إلزام المصدرين ببيع عوائدهم بالعملة الصعبة، متوقعا استمرارا لصعود الدولار إلى أكثر من 90 روبلاً.

وكانت الحكومة الروسية قد قررت في يونيو، تخفيف شروط البيع الإلزامي للعملة الأجنبية من قبل المصدرين من 80% إلى 60%، مرجعة قرارها إلى استقرار سعر الروبل وتدبير المستوى الكافي من السيولة بالعملة الصعبة.

من جهته، رأى خبير استراتيجيات الاستثمار بشركة "ألور" للتداول، بافيل فيريفكين، وفق ما نقلته عنه صحيفة "إر بي كا" الروسية، الثلاثاء، أن "الروبل بات حاليا في وضع هش، ولكنه قابل للتحكم فيه وليس حرجا نظراً لتكيف الاقتصاد الروسي مع ظروف ضغوط العقوبات". وأضاف : "على ضوء اجتماع السياسات النقدية الائتمانية المتشددة مع الوضع المستقر نسبيا بأسواق الطاقة، لا نتوقع انهيارا للروبل وصعودا لسعر صرف الدولار إلى أكثر من 100 روبل".

وقرر المركزي الروسي في اجتماعه نهاية يوليو/تموز، رفع سعر الفائدة من 16% إلى 18% دفعة واحدة، وسط سعي السلطات المالية لكبح جماح التضخم، مما شكل أيضاً عامل دعم للروبل نظراً لارتفاع عوائد الودائع المدرجة بالعملة الوطنية لدى المصارف الروسية.

المساهمون