استمع إلى الملخص
- **تحديات أوبك+ والمخاوف الجيوسياسية**: خفضت أوبك توقعاتها للطلب العالمي لعام 2024 بسبب تأخر الطلب في الصين والأزمة العقارية، مما يبرز التحديات في زيادة الإنتاج. التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط قد تعرقل الإمدادات.
- **توقعات السوق وتصحيح الأسعار**: تتوقع الأسواق خفض أسعار الفائدة الأميركية، مما قد يزيد النشاط الاقتصادي. ومع ذلك، تشير التوقعات إلى تصحيح كبير في سوق النفط في الربع الرابع من 2024 بسبب فوائض العرض والطلب المتزايدة.
حافظت أسعار النفط على القدر الأكبر من مكاسبها في تداولات الثلاثاء، إلا أنها سجلت تراجعاً كسر سلسلة مكاسب استمرت خمسة أيام، حيث عاودت المخاوف من تراجع الطلب على الذهب الأسود سيطرتها على الأسواق مجددا، في أعقاب خفض منظمة أوبك يوم الاثنين لتوقعاتها لنمو الطلب في 2024.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت القياسي العالمي 1.61 دولار، أو 1.96%، إلى 80.69 دولارا للبرميل، كما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى 78.35 دولارًا للبرميل، بانخفاض 1.71 دولار، أو 2.14%. وكان خام برنت قد ارتفع بأكثر من 3% يوم الاثنين، بينما ارتفعت العقود الآجلة للخام الأميركي بأكثر من 4%.
وسلط خفض توقعات منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) للطلب العالمي لعام 2024 الضوء على المعضلة التي تواجهها مجموعة أوبك+ الأوسع نطاقًا في زيادة الإنتاج اعتبارًا من أكتوبر/تشرين الأول، وكان خفض توقعات أوبك لعام 2024 هو الأول منذ يوليو/تموز 2023، ويأتي بعد دلائل متزايدة على أن الطلب في الصين تأخر عن التوقعات بسبب انخفاض استهلاك الديزل ومع إعاقة الأزمة في قطاع العقارات لثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وقال ييب جون رونغ، استراتيجي السوق في آي جي، لرويترز إن "مخاوف الطلب على النفط الخام لا تزال مطروحة"، مضيفًا أن التحفظات لا تزال قائمة قبل بيانات التضخم الأميركية القادمة. وأضاف ييب: "أي انعكاس للمخاطر الاقتصادية العليا قد يثقل كاهل أسعار النفط، في وقت خفضت فيه أوبك+ توقعاتها للطلب لعام 2024، ومن المقرر أن تتراجع عن تخفيضات الإنتاج اعتبارًا من أكتوبر/تشرين الأول، وهو ما قد يشير إلى سوق نفط أقل تشددًا في المستقبل"، لكنه أضاف أن المستثمرين ظلوا يقظين بشأن أحدث التوترات الجيوسياسية.
ورأى محللون أن أي تصعيد للمواجهات في الشرق الأوسط قد يعيق الوصول إلى إمدادات الخام العالمية ويعزز الأسعار، وإن الهجوم قد يدفع الولايات المتحدة أيضًا إلى فرض حظر على صادرات الخام الإيرانية، مما قد يؤثر على 1.5 مليون برميل يوميًا من الإمدادات. وتستعد الأسواق أيضًا لتقرير مؤشر أسعار المستهلكين الأميركيين يوم الأربعاء، والذي سيعطي قراءة حاسمة للتضخم، حيث يشعر المستثمرون الآن بالقلق من أن يؤدي رقم مؤشر أسعار المستهلك المنخفض للغاية إلى إثارة المخاوف من التباطؤ.
وتراهن أسواق المال على خفض أسعار الفائدة الأميركية بمقدار 25 أو 50 نقطة أساس في سبتمبر/أيلول، مع تخفيض إجمالي بمقدار 100 نقطة أساس بحلول نهاية عام 2024، وفقًا لأداة مراقبة البنك الفيدرالي التابعة لبورصة شيكاغو. وتميل تخفيضات أسعار الفائدة إلى زيادة النشاط الاقتصادي، مما يزيد استخدام مصادر الطاقة مثل النفط.
وقد يتسبب هجوم إيران على إسرائيل في دفع الولايات المتحدة إلى فرض حظر على صادرات الخام الإيرانية، مما قد يؤثر على 1.5 مليون برميل يوميًا من الإمدادات. وقال جون كيلدوف، الشريك في اجاين كابيتال في نيويورك، في مذكرة: "السوق قلقة بشكل متزايد بشأن الصراع على مستوى المنطقة هناك". وقال كيلدوف إن اتساع نطاق الحرب قد يدفع إسرائيل إلى استهداف النفط الإيراني وإعاقة إنتاج الخام من منتجين آخرين مهمين في المنطقة، بما في ذلك العراق. وارتفع خام برنت بنسبة 3.7% الأسبوع الماضي، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 4.5%، بدعم من بيانات الوظائف الأميركية الأقوى من المتوقع، والتي غذت الآمال في خفض أسعار الفائدة في أكبر مستهلك للنفط الخام في العالم.
واستمدت أسعار النفط الدعم عندما ارتفعت أسعار المستهلكين في الصين، أكبر مستورد عالمي للنفط، بشكل أسرع من المتوقع في يوليو/تموز. وقفزت أسعار النفط يوم الاثنين، لترتفع للجلسة الخامسة على التوالي. وتستعد سوق النفط لتصحيح كبير في الربع الرابع من عام 2024، ومدفوع في المقام الأول بفوائض العرض والطلب المتزايدة. وفي حين تعافت أسعار النفط من أدنى مستوياتها السابقة، تشير الأساسيات إلى أن السوق تتجه نحو الانحدار، وفقًا للمحللين من شركة ماكواري للخدمات المالية في مذكرة مؤرخة يوم الاثنين.
وتأتي هذه التوقعات من الارتفاع المتوقع في إنتاج النفط من المناطق الرئيسية في جميع أنحاء العالم. ومع زيادة الإنتاج وتجاوزه للطلب، تظهر فرص الضغوط الهبوطية على الأسعار. وعلى الرغم من أن الاقتصاد العالمي يُظهر علامات التعافي، إلا أن الطلب على النفط يظل فاترًا، وخاصة عند مقارنته بالإمدادات المتزايدة. ومن المتوقع أن يصبح هذا الخلل أكثر وضوحًا مع اقترابنا من نهاية العام.
في حين تلعب العوامل الجيوسياسية غالبًا دورًا في دعم أسعار النفط، تشير "ماكواري" إلى أن المشهد الجيوسياسي الحالي لا يوفر مخاطر كافية لموازنة اختلال التوازن المتزايد بين العرض والطلب. وفي غياب الاضطرابات الجيوسياسية الكبيرة، من المتوقع أن تهيمن الأساسيات، مما يدفع الأسعار إلى الانخفاض. وقال المحللون: "في نهاية المطاف، نتوقع تصحيحًا في الربع الرابع من عام 2024 مع زيادة فوائض المبيعات والتوزيع". ومع تزايد وضوح فوائض العرض وتباطؤ الطلب، من المتوقع أن تتخلى السوق عن مكاسبها الأخيرة. وقد يتعمق التصحيح أكثر مع تكيف السوق مع هذه الديناميكيات الجديدة، مما قد يؤدي إلى فترة مستدامة من انخفاض الأسعار.
وأبقت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2024 دون تغيير يوم الثلاثاء لكنها قلصت تقديراتها لعام 2025، مشيرة إلى تأثير تباطؤ الاستهلاك الصيني. وقالت وكالة الطاقة الدولية إن نهاية الانتعاش الاقتصادي بعد كوفيد 19 في الصين تحد من الطلب العالمي على النفط، لكن الاقتصادات المتقدمة، ولا سيما الولايات المتحدة، حيث يتم استهلاك ثلث البنزين العالمي، عوضت عن هذه الخسارة.
وأضافت وكالة الطاقة الدولية أن موسم القيادة الصيفي في الولايات المتحدة سيكون الأقوى منذ الوباء، وأن تخفيضات الإمدادات من قبل منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها (أوبك +) تعمل على تشديد السوق ورفع الأسعار. وقالت وكالة مراقبة الطاقة ومقرها باريس في تقريرها الشهري عن النفط: "في الوقت الحالي، يكافح العرض لمواكبة ذروة الطلب في الصيف، مما يدفع أسعار النفط على الأرجح إلى التراجع".
(رويترز، العربي الجديد)