وبذلك لم تتأثر العملة الروسية، سلبا أو إيجابا، لا بإنفاق المشجعين الأجانب في المونديال-2018، ولا باتفاق الدول المنتجة داخل "أوبك" وخارجها على رفع الإنتاج بمقدار مليون برميل يوميا.
ويرجع كبير المحللين بمجموعة شركات "تيلي تريد" للتداول، مارك غويخمان، هذا الوضع إلى تعرض الأصول الروسية في تعاملات بورصة موسكو لتوجهات متباينة تبطل مفعول بعضها البعض في نهاية المطاف.
ويقول غويخمان لـ"العربي الجديد": "من العوامل الإيجابية للروبل، ترقب اللقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والأميركي دونالد ترامب، وتدفق العملة الصعبة أثناء المونديال. أما العوامل السلبية، فهي الغموض في الأسواق نتيجة لموجة جديدة من (الحروب التجارية) بين الولايات المتحدة والصين، وخروج رؤوس الأموال من السندات الروسية، والتوقعات بارتفاع سعر الفائدة وراء المحيط، واحتمال تشديد العقوبات على روسيا، وغيرها".
وحول تأثير اتفاق "أوبك" على رفع الإنتاج، يضيف: "لا يتحكم النفط في تعاملات البورصة في الوقت الحالي، لأن أسعاره مستقرة بين 73 و76 دولارا للبرميل، بعد القرار المتوقع لـ(أوبك) رفع الإنتاج بمقدار مليون برميل يوميا، وتم الإعلان عن هذا القرار مسبقا بعد اعتراض إيران وفنزويلا على اقتراح روسيا والسعودية برفع الإنتاج بـ1.5 مليون برميل". لذلك، لم يشهد النفط والروبل تذبذبات كبيرة".
وفي ما يتعلق بفرص الروبل على المدى البعيد بعد انتهاء مفعول العوامل الإيجابية الحالية، يتابع: "عوامل تراجع الروبل أقوى، ولا يزال التوجه متوسط المدى للدولار صاعدا، وقد يتجاوز حاجز الـ64 روبلا خلال الصيف".
وكان 24 بلدا منتجا للنفط قد اتفقوا خلال اجتماع في فيينا يومي 22 و23 يونيو/حزيران الجاري على رفع إجمالي إنتاجهم بمقدار مليون برميل يوميا. ومع ذلك، سيبقى الإنتاج أقل مما كان عليه في نهاية عام 2016، حين تم الاتفاق على خفض الإنتاج بمقدار 1.8 مليون برميل ما ساهم في تعافي أسعار النفط وتحسن كافة مؤشرات الاقتصاد الروسي وتجاوزه مرحلة الركود.
أما المونديال-2018 الذي يستمر حتى 15 يوليو/تموز المقبل، فسيدر، وفق تقارير اقتصادية، على روسيا نحو ملياري دولار، وسيكون لقطاعات المطاعم والفنادق والنقل بالـ11 مدينة المضيفة للمباريات، النصيب الأكبر منها، دون إحداث تأثير بعيد المدى على الأسواق الروسية والروبل.